[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثامنة والخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثامنة والخمسون

كانَ للدُّفِّ سِحْرٌ
إذا نقرتْهُ الأصابعُ في اللَّيلِ،
تستيقظُ الكائناتُ
ويخرجُ منهُ شعاعٌ
يضيءُ المكانَ،
وحينَ يعودُ الحجيجُ
تغني دفوفُ الجبالِ
فتحملُ أنغامَها الرِّيحُ
نحوَ الحقولِ البعيدةِ.
يا ذكرياتِ اللَّيالي الجميلةَ
بالذِّكْرِ
والصَّلَواتِ النديَّةِ
لا توغلي في الرحيلِ،
ويا (حضرةً (6)) تتوهَّجُ في مائِها الرُّوحُ
لا تذهبي..
إنَّ أحشاءَ قريتِنا
تتحرَّقُ شوقاً إلى الرَّقْصِ
والأرضُ ظامئةٌ للدُّفوفْ.

* * *
(أصابعُ الرُّوحِ وحدَها - لا الجِلْدِ -
هيَ التي تعزفُ سيمفونيّةَ العشقِ
ومعَ كلِّ دَقَّةٍ يرتفعُ الجسدُ الفاني،
تتلاشى متاعبُهُ، وانشغالاتُهُ اليوميّةُ.
كانَ الدُّفُّ يضحكُ
يبكي
يضيءُ عتمةَ الصدرِ،
وتتحوَّلُ الإيقاعاتُ السّاخنةُ
إلى غيمةٍ منَ الألحانِ العذبةِ
وإلى سحابةٍ خضراءَ مليئةٍ بالحنينِ.
والآنَ..
أبعدوا هذه الدُّفوفَ منْ أمامي
فإيقاعاتُها الميِّتَةُ لا تحملُ
سوى رمادِ الألحانْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى