[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة التاسعة والخمسون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة التاسعة والخمسون

مَرَّةً،
- كانَ ذلِكَ في مدخلِ الأربعيناتِ -
فاجأَنا،
شَقَّ قلبَ الظلامِ (الفونُغْرافُ)
غَنَّى،
استفاقتْ حجارةُ قريتِنا
رقصَتْ كلُّ أشجارِها،
العصافيرُ هَبَّتْ - على غيرِ عادتِها -
قبلَ أنْ يوقظَ الضوءُ أعشاشَها،
وجرتْ تتساءلُ: ماذا جرى؟
صارتِ الأرضُ أجنحةً
وشواطئَ للأغنياتِ:
زمانَ الصِّبا يا زمانَ الصِّبا (7)
وحقِّكَ أنتَ المنى والطلبْ (8)
يا نسيمَ السَّحَرْ.. هل لَكْ خبرْ؟ (9)

* * *
(كانَ الطفلُ في الرابعةِ منْ عمرِهِ
عندَما غنَّى (الفونوغرافُ) في القريةِ.
في اليومِ الأوَّلِ ارتعشَ صدرُهُ
وأحسَّ أنهُ يطيرُ،
يخرجُ منَ الغرفةِ
ويحلِّقُ في الفضاءِ
على أجنحةِ الضوءِ والموسيقى..
لم يكنْ يرى الأسطوانةَ وهيَ تدورُ
لم ينتبِهْ إلى الكلماتِ
لم ينتبِهْ إلى أحدٍ،
وفي اليومِ الثاني
بدأَ يدورُ حولَ (الفونوغرافِ)
باحثاً عنْ صاحبِ الصوتِ..
أينَ هوَ؟
كيفَ احتجزوهُ وراءَ هذه الآلاتِ الصغيرةِ؟
وكيفَ اتَّسَعَ له هذا الصندوقُ الحديديّ؟).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى