[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الحادية والستون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الحادية والستون

في البيوتِ مرايا
في الطريقِ مرايا
في الفضاءِ مرايا
تكاثرَ هذا الزُّجاجُ الصقيلُ
وأفسدَ وجهَ القرى
فتياتُ القرى لم تكنْ قَبْل
تهوى المرايا،
الغزالاتُ تخشى المرايا
الجميلاتُ يذهبنَ للنَّبْعِ
في مائِهِ تتمرَّى الجميلاتُ
تضحكُ أجفانُهُنَّ
ويورقُ ماءُ الحنينِ بمرآتِهِ
وترى كلُّ عذراءَ فيهِ قَواماً
لِحُلْمٍ جميلٍ على غيمةٍ
يمتطي فرساً
ويمدُّ ذراعيهِ يحملُها ويطيرْ.

* * *
(كثيرةٌ هيَ مرايا الجسدِ..
فأينَ مرايا الرُّوحِ؟
عندَما نَظَرَتِ القرويّةُ في المرآةِ
أصابَ وجهَها نَمَشُ الغرورِ
وبكى النَّبْعُ الذي اعتادَ أنْ يكونَ
مرآتَها الوحيدةَ.
في زمنِ الرعبِ
لا تنظرْ إلى وجهِكَ ربما تفقدُهُ
انظرْ إلى قلبِكَ
تحسَّسْ نوافذَهُ
وافتحْ أبوابَهُ الموصدةَ..
هكذا تقولُ العجوزُ القرويّةُ لحفيدِها.
في المدينةِ يغسلونَ المرآةَ
لكي تظهرَ أثوابُهم نظيفةً،
وفي القريةِ يغسلونَ قلوبَهم
لكي تظهرَ أجسادُهم متألِّقَةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى