[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الرابعة والستون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الرابعة والستون

قريةٌ منْ نساءٍ
وبعضِ الشيوخِ
وما بينَ حينٍ وآخرَ
يأتي الغريبُ ليقتلَ غربتَهُ
ويبدِّدَ ما ادَّخَرَ الشوقُ في قلبِهِ
والعروقِ
ويرحلُ.
يا لَلنِّساءِ اللَّواتي هَجَرْنَ مواويلَهُنَّ
وزِيْنَتَهُنَّ
افْتَقَدْنَ الكلامَ المباحَ
حَمَلْنَ المعاولَ
شاختْ أظافرُهُنَّ
وأحلامُهُنَّ
ولا كُحْلَ للأعينِ الفاتناتِ
سوى حفنةٍ منْ غبارِ القرى.
وحدَها امرأةُ الرِّيفِ مكتظَّةٌ بالأسى
والمتاعبِ
تحملُ قريتَها بِيَدَيْها
وتخرجُ شاهرةً حزنَها
وَهْيَ في المهدِ
لكنّها منْ صخورِ الجبالِ أتتْ
فَهْيَ صابرةٌ لا تلينْ.

* * *
(هناكَ تأكلُ الغربةُ أيديَهم
ويقشِّرُ المنفى أقدامَهم
ولا يتركُ الحنينُ موقعاً في القلبِ
لا يطعنُهُ بسكِّينٍ حادّةٍ.
وهنا يأكلُ الشوقُ والشَّجا جمالَ النساءِ
وأيّامَ العمرِ..
مقابلَ كلِّ سنةِ غيابٍ
تضيفُ الأيّامُ خيطاً شاحباً إلى الوجهِ
وخيطاً آخرَ منَ الحزنِ في القلبِ.
حينَ تهبطُ زوجةُ المهاجرِ إلى الوادي
تحومُ الفراشاتُ حولَها
في محاولةٍ لتقبيلِها
وكأنها تعتذرُ إليها بالنِّيابةِ عنِ الزوجِ الغائبِ.
والينابيعُ عندَما تنقطعُ الأمطارُ
تئنُّ مثلَ امرأةٍ انقطعَ عنها زوجُها!).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى