[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الخامسة والستون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الخامسة والستون

وفاطمةُ امرأةٌ حملَتْ حزنَها
وطفولتَها
فوقَ هذا الأديمِ،
وصارَ لها ولدٌ
ثمَّ غادرَها زوجُها تاركاً أرضَهُ
طفلَهُ ومضى..
اختطفتْهُ رياحُ المحيطاتِ
واصطادَهُ فرحٌ
وحنينٌ إلى هجرةٍ لا قرارَ لها.
رحلَ الآخرونَ وعادوا
كتبوا بدمِ القلبِ أشواقَهم
وَهْوَ في شَرَكِ الاغترابِ مقيمٌ
أماتَ؟
وفاطمةٌ بعدَ خمسينَ عاماً تَرَقَّبُهُ
لا تملُّ منَ الانتظارِ
وأحفادُها يكبرونَ
وما شاخَ في الجسدِ الانتظارْ.

* * *
(عينانِ خجولتانِ
تتمهَّلُ الشمسُ قبلَ أنْ تُلقيَ بأشعَّتِها الفضيّةِ
على أهدابِهما الطويلةِ..
صدرٌ مفتوحٌ كالوادي
وعنقٌ ناصعٌ..
إنها فاطمةُ التعبيرُ الأقربُ
عنْ بقيّةِ النساءِ اللاّئي هَجَرَهُنَّ أزواجُهُنَّ
ليعيشوا..
أو ليموتوا هناكَ في البعيدِ
قلبُها معلَّقٌ بالمجهولِ
وعيناها لا تكفّانِ عنْ مراقبةِ الطريقِ
لعلَّهُ يأتي
لعلَّهُ يضيءُ منْ خلفِ الجبلِ
وفي يديهِ قناديلُ العودةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى