[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الحادية والسبعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الحادية والسبعون

لا أرى في المرايا سواها
ولا في البلادِ سوانا
وجهُها الثابتُ المتحوِّلُ
لا أستطيعُ التقاطَ سواهُ
ولا يستطيعُ التقاطَ سوايَ
أبادلُها روحَها
وتبادلُني نبضَ روحي.
أرى صوتَها منْ بعيدٍ
وتسمعُني منْ بعيدٍ..
لماذا افترقْنا؟
وكيفَ إذا جئتُها.. هل ستعرفُني؟
هل ستعرفُ كهلاً غزاهُ المشيبُ
وقد كانَ طفلاً صغيرَ الخطى
تتدرَّبُ أقدامُهُ
فوقَ صمتِ الحصى والحجارةْ؟!

* * *
(القرويُّ لا ينسى المكانَ الأوَّلَ
ولا ينسى ظلالَ بيتِهِ
ولا أوراقَ الأشجارِ في قريتِهِ.
حينَ تفتحُ الشُّرطةُ في نيويوركَ
حقائبَ العائدينَ منْ زياراتِهم القصيرةِ
تجدُ مجموعةً منَ المناديلِ المعطَّرَةِ
في واحدٍ منها حفنةٌ منَ الرملِ
وفي الآخرِ قبضةٌ منَ العشبِ
وفي الثالثِ درزينةً منَ الحصى
كانَ أحدُ الطلاّبِ العربِ يضحكُ وهوَ يروي لزملائِهِ،
أنهُ كتبَ رسالةً باسمِ مهاجرٍ يمنيٍّ
وفيها يتساءلُ عنْ صحّةِ البقرةِ التي تركَها
وهيَ تعاني منْ مرضٍ ما،
كما يتساءلُ عنِ البقرةِ الأخرى،
وعمّا إذا كانتْ قد وَضَعَتْ؟!).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى