[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثانية والسبعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثانية والسبعون

شاحباً كانَ وجهُ الشتاءِ هنا،
في البلادِ البعيدةِ
يخلعُ أوراقَ أجسادِنا
فنجوتُ بجِلْدي
صعدتُ إلى قريتي
ولجأتُ لدفءِ منازلِها
ومضيتُ إلى الحقلِ منفرداً
تتمدَّدُ روحيَ نشوانةً
في مياهِ الظهيرةِ،
تكتبُ أشجانَها للسَّواقيِّ
والقُبَّراتِ
وللعشبِ – في حزنِهِ –
للندى.
بأصابعَ مرهفةٍ تعزفُ الشمسُ أغنيةَ الضوءِ
تنداحُ دافئةً..
اسمحوا لي أنامُ
اسمحوا لي أحدِّقُ في سقفِ هذا المكانِ
أقاومُ زَهْوَ الشتاءِ
وأبعثُ – عبرَ الظهيرةِ – للأصدقاءِ هناكَ،
تحيّاتيَ الدّافئةْ.

* * *
(هيَ بوصلةُ الرُّوحِ والجسدِ
تتحرَّكُ في الوجدانِ،
وتتمايلُ عبرَ إيقاعاتٍ صوفيّةٍ
غيرِ مسموعةٍ
تنهضُ عبرَ حشائشِ التّذكُّرِ
ودائماً نوافذُها مفتوحةٌ على القلبِ
تهاجرُ إليها الرُّوحُ
كلَّما ضاقَ بها قميصُ الواقعِ،
ويهربُ إليها الجسدُ
كلَّما ارتعدَ منَ البردِ،
أو نصبتْ له الأشجانُ الكمائنَ..
سامحَكِ اللهُ يا أحلامي
كيفَ نزعتِ جسدي منْ صدرِ أمّي الأوَّلِ
وأخرجْتِني منْ منازلِ الطفولةِ
وألقيتِ بي إلى عالَمٍ يزهو بغواياتِهِ
وبأحزانِ الآخرينْ؟).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى