[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الثالثة والسبعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الثالثة والسبعون

لم تكنْ هكذا بلقعاً
وأخاديدَ
كانتْ شِعاباً منَ البُّنِّ والخوخِ
أدواحَ تبني عليها العصافيرُ أعشاشَها
ومخازنَ أسرارِها..
أينَ صارتْ؟
وأينَ عصافيرُها؟
هربتْ للمدينةِ أيدي البُناةِ
وأهملَها القاعدونَ الكُسالى،
وأشجارُها هرمتْ
واستقالتْ،
هوى بعضُها
وتلوحُ بقيّةُ أعجازِها كالمشانقِ
عاريةً في انتظارِ الرحيلْ.

* * *
(في الأمسِ البعيدِ
كانَ للقريةِ ثلاثةُ أعداءٍ همْ:
عسكرُ الإمامِ، والهجرةُ، والجُدَرِيُّ..
أمّا الآنَ فقد تكاثرَ الأعداءُ
وأصبحتِ المدينةُ أخطرَ هؤلاءِ الأعداءِ جميعاً
فقد تركتْ أبوابَها مشرعةً
في وجهِ كلِّ قادمٍ منَ الرِّيفِ
وتناقصتِ الأيدي العاملةُ..
يموتُ الزَّرْعُ في الحقلِ
ولا يجدُ منْ يحصدُهُ،
تشيخُ الفتياتُ في النوافذِ
وَهُنَّ يَرْقُبْنَ العريسَ،
تصدأُ المعاولُ في الدَّهاليزِ
والأيدي عاطلةٌ
تتسوَّلُ اللُّقمةَ في المدينةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى