[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الرابعة والسبعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الرابعة والسبعون

سأغمسُ ريشةَ روحيَ
في حِبْرِ هذا الغرابِ
وأكتبُ مرثاةَ سيّدةِ الرِّيفِ
تلكَ التي لم تعدْ تأكلُ القمحَ
منْ خبزِ تَنُّورِها
لم تعدْ تتحسَّسُ (كُنَّ) الدَّجاجِ
لتظفرَ بالبيضِ،
مزرعةُ النحلِ جفَّتْ
ولا عسلٌ في الجبالِ المحيطةِ
لا وردُ نيسانَ باقٍ
ولا عطرُهُ،
لم تعدْ قريةً
ثمَّ لم تستطعْ - مثلَما تشتهي -
أنْ تكونَ مدينةْ.

* * *
(منْ ذاقَ منكم عسلَ الجبالِ؟
منْ لم يَذُقْهُ فإنهُ لم يعرفْ طعمَ العسلِ
حقّاً ما يقالُ منْ أنَّ النحلَ أعدَّتْهُ لنفسِها
ولم تكنْ تشعرُ بالوقتِ وهيَ تبني شبكتَهُ
ثمَّ وهيَ تملأُها بالعسلِ اللَّذيذِ،
كما لم تكنْ تشعرُ بالمخلوقاتِ الأخرى.
في كلِّ خمسةِ أعوامٍ
يتسلَّقُ الشجعانُ إلى أحدِ الكهوفِ الغائرةِ في الجبالِ،
بعدَ أنْ يشدَّهُ الرجالُ بحبالٍ منَ الجِلْدِ،
وبعدَ مقاومةٍ ضاريةٍ
وصراعٍ معَ الأعشابِ العالقةِ بمدخلِ الكهفِ
يتمكَّنونَ منْ قطعِ كميِّةٍ منْ أقراصِ العسلِ
ووضعِها في أوانٍ جِلْدِيّةٍ.
يقدِّمونَ عسلَ الجبالِ
للعجائزِ فيعودُ إليهنَّ الشبابُ
وإلى المرضى فيشفونَ فورَ تناولِهِ..
عسلُ النحلِ اختفى
والنحلُ هاجرَتْ
أو ماتتْ تحتَ تأثيرِ المبيداتْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى