[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اللوحة الخامسة والسبعون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اللوحة الخامسة والسبعون

لا جروحَ على الأرضِ،
هذي نقوشٌ سيأتي الصباحُ عليها
فتطرحُ قمحاً
وتورقُ أرغفةً،
وَهْيَ تعشقُ محراثَها
والجروحَ،
وتربتُها لا تكفُّ عنِ الاشتهاءِ
هيَ الأرضُ أنثى وأمٌّ لنا
ولِما يتنفَّسُ منْ كائناتٍ على صدرِها،
هيَ عاشقةٌ وولودٌ
ولكنّها في الزَّمانِ الأخيرِ
على غيرِ عادتِها
تشتكي منْ بنيها
تخافُ إذا أطفأوا بحماقتِهم سِرَّ مهنتِها
وخصوبتَها،
زرعوا في السُّهولِ الجفافْ.

* * *
(منْ هنا مَرَّ الأمسُ
ومنْ هنا يمرُّ اليومُ
ومنْ هنا سوفَ يمرُّ الغدُ،
منْ هنا تخرجُ الفصولُ الأربعةُ
وفوقَ هذا الترابِ الجريحِ
يقاومُ الزمنُ شيخوختَهُ.
سيّدةُ الأرضِ،
سيّدةُ التلالِ والتَّجاويفِ والمنحدراتِ،
اللوحةِ الجميلةِ المرسومةِ بريشةِ السماءِ
والمتدثِّرَةِ بحريرٍ متعدِّدِ الألوانِ والأطيافِ..
هيَ أمُّنا،
لكنَّ المطرَ، لم يعدْ وحدَهُ هوَ الذي يهطلُ عليها..
ذبابُ المبيداتِ،
قنابلُ الدُّوَلِ العظمى
أكياسُ البلاستيكِ.
والعصافيرُ الجميلةُ
لم يعدْ يروقُ لها الهبوطُ بأجنحتِها الصغيرةِ
إلى الحقولِ،
تخشى أنْ تتلوَّثَ أصابعُها بمستنقعِ الموتِ الصِّناعيّ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى