[esi views ttl="1"]
arpo28

المكاسب والخسائر في اتفاق السلطة والحوثيين

اعتبرت أوساط سياسية باليمن أن إفراج السلطة عن مئات المعتقلين الحوثيين المسجونين على ذمة حرب صعدة "شمال اليمن " مع جماعة الحوثي المتمردة، جاء في إطار سعيها لإجراء الانتخابات البرلمانية في أبريل/ نيسان المقبل، وعلى حساب أحزاب اللقاء المشترك المعارضة، التي رفضت إجراءات السلطة بتعديل قانون الانتخابات، والشروع بها.

بالمقابل نفت جماعة الحوثي أن يكون إفراج السلطة عن معتقليها جاء في سياق الخلاف السياسي مع المعارضة، وقال الناطق باسم الجماعة محمد عبد السلام في اتصال مع الجزيرة نت "لا علاقة للإفراج عن معتقلينا بما يجري بين السلطة والمعارضة".

وأكد أن إطلاق 428 معتقلا من جماعة الحوثي جاء وفقا لاتفاق أبرم في أغسطس/ آب الماضي في العاصمة القطرية الدوحة جرى بين ممثلين للسلطة اليمنية وجماعة الحوثي.

وأشار إلى أن الحوثيين سلموا 42 آلية عسكرية متنوعة ما بين دبابة ومصفحات وعربات ومدافع ميدانية، وذلك بموجب اتفاق الإفراج عن المعتقلين، الذي جرى بوساطة قطرية.

كما لفت إلى أن هناك العديد من المعتقلين في سجون السلطة التي طالبها عبد السلام بإطلاق سراحهم، وأن تسمح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بتفتيش السجون والتأكد من خلوها من المعتقلين الحوثيين.

وقال "السلطة المحلية باتت متواجدة في كافة المديريات، والأطقم العسكرية تجوب كل الطرق والمديريات، ولا أحد يعترضها" وتمنى أن تكون هناك خطوات سريعة لعودة المدرسين إلى مدارسهم والموظفين بمختلف فروع الوزارات من التربية والتعليم إلى الصحة وغيرهما إلى أعمالهم.

في المقابل أكد الباحث بشؤون الجماعات الإسلامية عبد الفتاح البتول أن إطلاق المعتقلين الحوثيين جاء في سياق التهيئة التي تقوم بها السلطة لإجراء الانتخابات في موعدها.

وقال في حديث للجزيرة نت "السلطة قدمت للحوثيين تنازلات كبيرة ليس فقط إطلاق المعتقلين، وإنما إعطاؤهم الحكم الذاتي في المناطق التي يسيطرون عليها".

وأضاف "إطلاق هذا العدد الكبير من المعتقلين بمن فيهم أشخاص صدرت بحقهم أحكام قضائية وأشخاص ما زالت قضاياهم معروضة في المحاكم، وآخرين ثبت تورطهم في أعمال إجرامية، سوف يؤدي إلى تقوية شوكة الحوثيين الميدانية، وفي نفس الوقت مشاركتهم في العملية السياسية.

ويرى البتول أن الحوثيين حققوا عدة انتصارات من خطوة واحدة قامت بها السلطة.

ولفت إلى أن السلطة ومن خلال قبولها بالوساطة القطرية وإطلاق معتقلي الحوثي، تعترف بصورة رسمية وعلنية بالحوثيين باعتبارهم جماعة مسلحة وحركة عسكرية، وتيارا سياسيا في آن معا.

وقال إن "السلطة تعتقد أنها تستفيد من هذه الخطوة بالاتفاق مع الحوثيين، وهي فعلا على المستوى القريب انتخابيا فإنها ستكسب، لكنها على المستوى المتوسط والبعيد سوف تخسر كثيرا".

واعتبر البتول أن إطلاق سراح المعتقلين موجه أساسا ضد أحزاب اللقاء المشترك للمعارضة، وأن اتفاق السلطة والحوثيين جاء على حساب أحزاب المعارضة سياسيا وانتخابيا وبرلمانيا.

وبشأن تسليم الحوثيين المعدات العسكرية من دبابات ومصفحات ومدافع، قال البتول إن هذه الآليات العسكرية مدمرة وهالكة وخارجة عن الجاهزية والصلاحية، في مقابل أن المجاميع المسلحة من الحوثيين ما زالوا متمترسين في الجبال، ويقيمون نقاط تقطع في الطرقات، ويسيطرون على عدد من المواقع العسكرية الهامة.

وإجمالا فإن الحوثيين يتصرفون في مناطق محافظة صعدة، وأغلب مديريات محافظة الجوف، ومنطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، باعتبارهم سلطة محلية، ويتمتعون بحكم ذاتي في هذه المناطق، وتفاوضهم مع السلطة يتم على هذا الأساس من الندية والقوة , حسب ما ذكر البتول.

زر الذهاب إلى الأعلى