[esi views ttl="1"]
arpo27

الشيخ محمد المهدي: الحوار السلفي - السلفي في اليمن "محلّك سر"

يعد الشيخ المهدي أحد رموز السلفيين في اليمن وابرز قادتها المشاهير، البعض يعتبره متشدداً وتكفيرياً ومناصروه يقدمونه على أنه على غير مشائخ السلفيين موضوعياً وواقعياً، ويطرح إجاباته ببساطة ووضوح..

القارئ لهذه المقابلة سيدرك لوحده وبدون وصاية أي الفريقين على صواب خصوم الشيخ أم أنصاره.. لكن ما يميز الشيخ عن بقية المشايخ السلفيين هو تعامله المرن مع الصحافة ومتابعته لها بغض النظر عن موقفه منها، كما أنه جرئ في نقد الأشخاص وفي تحديهم أيضاً.. فهو هنا يطلب الحبيشي للحوار والمناظرة.. له عقدة من المتعاملين مع المنظمات الأجنبية لكنه يعتب على الناقدين لهم من مشائخ السلفية الخصومة في النقد لمن خالفهم..

في هذه المقابلة يقول الشيخ رأيه بوضوح في الصوفية والسلفية والإخوان المسلمين وفي الحوار السلفي- السلفي..والعلمانية أيضاً.

* في الحديث الصحيح (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم) في إطار فهمكم لهذا الحديث وبعيداً عن أسلوب التنظير والعموميات هل لكم أن تحددوا لنا الطائفة المنصورة والفرقة الناجية في هذا العصر باسمها وأشخاصها ؟
- هذا الحديث قد بينه النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم القائمون بالحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه واجتمع عليه المسلمون، والحديث الآخر (وستفترق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وفيه رواية (هم الجماعة). فهم كل من اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم ، واستن بسنة أصحابه من بعده. وعلى الرواية الثانية: فهم من يجتمعون على إمام واحد على الكتاب والسنة. وأما تحديدها بطائفة أو جماعة أو أشخاص فليس لنا أن نحددها، فعلى كل من أراد أن يكون من هذه الطائفة أن يجتهد أو يتصف بهذه الصفات وهي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بما كانوا عليه من الاعتقاد والعبادة والأخلاق، ويحافظ على جماعة المسلمين.

* ما هو موقف السلفيين من الحراك وهل قادة الحراك أصحاب قضية أم مصالح شخصية ؟
- هم فريقان: هناك من له حقوق ومطالب مشروعة، وفريق آخر يدعو إلى الانفصال.. حتى قال أحمد الحسني في قناة الجزيرة مباشر: أنهم الجنوب العربي وليس جنوب اليمن وأنهم يحررون الجنوب من اليمن!. فهؤلاء يريدون استعادة التشطير ليعود الحكم لهم. وهناك من العامة من تخفى عليه هذه السياسات. وأما موقف السلفيين فقد بينوه في أكثر من تصريح وبيان ومسجد وبالذات البيان الصادر عن الملتقى السلفي العام. لكن الغريب هنا أن الإعلام وقف موقفاً سلبياً أمام هذا الملتقى بعد أن شغلونا بأننا لم نبين موقفنا. فبعض الصحف سكتت عنه، وبعض صحف المعارضة والمؤتمر عارضته. ولا يزال الأستاذ أحمد الحبيشي إلى اليوم مشغولاً بالملتقى السلفي العام ليشكك فيه وهذا موقف سيء. لأن مواقفه مضطربة من الحوثيين والانفصاليين أصلاً لكن موقفه من السلفية والإخوان المسلمين موقف عدائي واضح بل هو مع شواذ الفرق ضد أهل السنة وهذا موجود في سلسلة مقالاته، وصحف أخرى، وكتابات معارضة..وهذا يعني أن الفوضى تكاد تسيطر على الإعلام والأحزاب.

* توقفت حرب صعدة ولم تتوقف خروقات الاتفاق ما الذي يلوح لكم في أفق هذه القضية ؟
قلت من قبل أن هذه الحرب مازالت سراً مطلسماً، وأن الغموض يحيط بها فمع ذلك أنا من الرافضين الخروج بالسلاح من أي فئة كانت سنية أو حوثية، وأرى أن على الدولة الجد في الصلح مع أي طرف يصدق في إلقاء السلاح، ومن أي جهة كانت، وان تكون حازمة أمام كل من تسوّل له نفسه العبث بالأمن حتى لا يتجرأ قطّاع الطرق وعموم المفسدين على الإفساد، ولا فرق عندي في مشروعية قبول توبة الحوثيين أو الانفصاليين أو الجهاديين ممن خرجوا على الأمة بالسلاح ثم آبوا إلى رشدهم.

* صعدة تعد معقل الدعوة السلفية الوادعية فلماذا تأثر الكثير من شباب صعدة بالحوثية والاثني عشرية وسهل التغرير عليهم ؟
لا شك أن صعدة متأثرة بعدة توجهات: كالإخوان، والسلفيين، والحوثيين والأغلبية تحت نشاطهم، ولا غرابة فالأصل في أهل صعدة أنهم زيدية. وقد قال الشيخ إبراهيم الوزير: أن صعدة عند الزيدية بمثابة قُم عند الاثني عشرية..حتى اشترط البعض لإيقاف الحرب إخراج السلفيين أو السنة عموماً من صعدة!!. ولكن نستغرب من تأثر صعدة بالجارودية أوالاثني عشرية وهم يختلفون مع المذهب الزيدي المعتدل. ووجود السلفية والإخوان عائد إلى قناعة أبنائها ولوجود المناهج التعليمية غير المذهبية في المدارس والمعاهد سابقاً، وللانفتاح الموجود في العلم ثم إن الشيخ مقبلاً الوادعي رحمه الله صعدي وادعي دماجي.. فما الذي يمنع تحوله إلى التسنن من التشيع وقد درس على يد الشيخ مجد الدين المؤيدي. والذين تسننوا هم صعديون. وكما دخلت المذاهب المختلفة اليمن فمن حق أي مسلم أن لا يتمذهب.

* بدأت مجلة الفرقان الإسلامية التي رأستم تحريرها في منتصف الـ90 بدأت بداية قوية من حيث مناقشة وتصحيح الكثير من الأفكار والمفاهيم في المحيط السلفي والتي لم يجرؤ احد على طرحها وقوبلت بهجوم إلى درجة تحريم اقتنائها من قبل مدرسة الوادعي لماذا اختفت المجلة وهل أدت رسالتها؟
المجلة جاءت في الوقت المناسب والحاجة التي دعت إليها، وكان من ضمن تلك الأهداف نشر العلم النافع والإجابات الصحيحة ثم الحوار مع الشيخ مقبل الوادعي في بعض المسائل الاجتهادية التي تعصب لها كثير من الشباب ولم يراجعوه فيها. فحاورناه بأدب واحترام. وكان لها دور كبير. ومع هذا لا ننكر دور الشيخ مقبل وآثاره الطيبة في اليمن بنشر التوحيد ونبذ الخرافات والبدع، وإحياء العلم الشرعي. وكان ينكر التقليد ويقول: (لا يقلدني إلا أحمق). لكن بعض الشباب تعصب فترة من الزمن وكثير منهم رجع عن التعصب. وأما توقف المجلة فكان لها مجموعة أسباب أهمها: العجز المادي والإداري، وانشغال القائمين عليها بأعمال أخرى.

*وصفكم للشيخ الحجوري في احد لقاءاتكم بأنه من الغلاة في الجرح والتعديل على ماذا اعتمدتم في هذا الحكم ؟
- أنا أقدر الشيخ الحجوري وأدعو له بالتوفيق، ولا أحمل عليه كراهية ولا حقداً، وأعترف له بجهوده العلمية ونشره للخير. ومع ذلك لا يعجبني تشنيعه على المخالفين له حتى تكلم على عدد جم من علماء الإسلام الأحياء والأموات..بغلو وتشدد. وهكذا أقول في بقية الإخوة كالشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي، والشيخ محمد الريمي المشهور بالإمام، والشيخ عبد العزيز البرعي وإن كان بعضهم أهون من بعض في الجرح، والذي أدعوهم إليه هو أن الاجتهاد يسع كل العلماء، ولا يجوز أنفسهم حججاً على الآخرين. وأما وصفي الشيخ يحيى الحجوري بأنه من الغلاة في الجرح والتعديل فهو من خلال سماعي لأشرطته، وقراءتي لرسائله الكثيرة، ولكن وصفه بالغلو ليس على الإطلاق وإنما في باب الجرح للمخالفين هذا موقفي منه.

* خصوم الأمس أصدقاء اليوم ما الذي أعادهم إلى جادة الصواب إن صح التعبير في نظركم ممن شنّوا حرباً عليكم وكالوا لكم التهم إلى حد التضليل والتفسيق ؟
الشيخ المهدي: يقول الله تعالى: «وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (فصلت:34). فالحوار بالحسنى والقول الحسن له أثره وثمراته. ونحن أخوة في الإسلام لا بد أن يرحم بعضنا بعضاً. فإذا كان الله تع إلى يقول في طائفتين متقاتلتين:«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الحجرات:10) فكيف بمن لم يتقاتلوا؟ فالمختلفون إخوة هم مؤمنون لم يخرجهم خلافهم من الإيمان، وقد قال الله (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم).

* الحوار السلفي السلفي في اليمن محلك سر لماذا.؟ فإذا عجز السلفيون عن التفاهم فيما بينهم فكيف سيتأهلون لتوحيد ودعوة غيرهم ؟
صحيح لن يكونوا مؤهلين لقيادة الأمة إلا إذا اعتصموا بحبل الله جميعاً ووحّدوا جهودهم. وأرجو أن ييسر الله تع إلى جمع كلمة المسلمين في كل مكان.

* لسائل أن يسأل: ما هي أبرز الفروق النظرية والعملية بين سلفي الحكمة وسلفي الإحسان وأصحاب الشيخ أبي الحسن المأربي، والشيخ الحجوري؟
- هم متفقون في أبواب الاعتقاد ومصدر التلقي، أصول الدين وقواعد الشريعة العامة في التكفير والتبديع على منهج أهل السنة والجماعة ولم أر حسب علمي من يختلف عن الآخر فيها.. وكلهم يدرس منهج وكتب أهل السنة. والخلاف هو في قضايا اجتهادية أو مسائل لا وجود لها..وهذا اختلاف سائغ وحاصل عند غيرنا لكن المشكلة هي التقصير في أخلاقية الاختلاف. «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ» (هود: 118، 119) وربما كان البعض يتوهم خلافات كبيرة ثم تبين له عدم وجود ذلك لكن لم يستطع أن يكون جريئا ليعتذر عما بدر ويدعو إلى التآلف ومع ذلك هؤلاء بينهم قدر من التواصل لكن لا يكفي.

* قضية زواج الصغيرات ربما القضية الوحيدة التي اجمع عليها علماء الإصلاح والسلفيين والشيعة لماذا تقيمون الدنيا على هذه القضية، وتجعلون منها مشكلة رغم أن حالات زواج الصغيرات ربما تعد بالأصابع وليست مشكلة بالمعنى الصحيح.. وإنما المشكلة هي العنوسة وغلاء المهور؟
- هذا السؤال كان الأولى أن يوجه للمنظمات واللجان الحقوقية التي تساندها بعض الدول والمنظمات النسوية الغربية. لأنهم هم الذين أثاروا هذه الضجة. ونحن نعلم أن في اليمن مشاكل أكبر من هذه كالعنوسة بين الفتيات، والفقر، والصراعات القبلية، والحرب في صعدة، ودعوات الانفصال...لكن هذه المنظمات ليست قضيتها حقوق المرأة وإنما قضيتها تشريع القوانين التي تخالف الإسلام بسلسلة قضايا لا نهاية لها. ولو كانت المسألة خلافاً بين علماء وعلماء كان الأمر سهلاً، لكن خلافنا مع المنظمات الغربية ومجموعة ممن يعملون معها. فالمنظمات الغربية هي التي فرضت سن (18 عاماً) وهو مذهبها. وليس مذهباً لعلماء الإسلام. ولديهم مشاريع أخرى كمنع تعدد الزوجات، ورفع القوامة الشرعية، وإلغاء وجوب المحرم للمرأة في السفر،...ثم الفوضى العارمة في المجتمع إذا تفككت الأسرة المسلمة.

ونعرف هذا من واقع البلدان الغربية والعربية التي جربت هذه الفوضى فلم يخدموا المرأة ولا المجتمع بشيء مما يقولون. فمن الأبناء من لا يعرف أمه إلا في عيد الأم، والزوج لا يعرف الحياة المستقرة مع زوجته. فأين هؤلاء ممن يقيمون مشاريع الزواج الجماعي لتخفيف آلام الفقر على الشباب وتحصينهم، وبناء الأسر المسلمة العفيفة؟! أين هؤلاء من كفالة الأرامل والعاجزات؟! فالذين يفرضون سناً معيناً للزواج في الغرب هم يتناقضون لأنهم يبيحون اللقاءات الجنسية غير المشروعة دون هذا السِّن مع رضا الشاب والشابة، ولا يعتبر جرماً إلا في الاغتصاب. فلماذا لا يجوز الزواج الشرعي برضاهما؟!.
وما هي النعمة التي يدخلونها علينا بالمنع؟ وهل سيحلون مشاكلنا بهذا القانون؟ ومع ذلك فهؤلاء سيتعارضون مع المادة التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر جميع القوانين لأنهم لا يمثلون الشريعة الإسلامية. وهذه موجة غربية في كل بلدان المسلمين لا تعيش هموم الناس وحقوقهم إنما يمررون مطالب المنظمات الغربية ومآربهم. ولو كان الخلاف بين الشيخ الجليل النائب محمد الحزمي والنائب الداعية الكبير عارف الصبري والشيخ هزاع المسوري من جهة، وبين الأستاذ شوقي القاضي أو مجيب الحميدي من جهة أخرى. لكان في الأمر سعة. لكن القضية ليست بيد الأستاذ شوقي القاضي ولا منظمات اليمن وإنما هي بيد منظمات غربية تستقبل تقاريرهم.
ووجود حالات خاطئة يجوز أن نتفق حولها بحلول شرعية، ونتفق على التوعية للناس والمأذونين في العقود. ونخطب حولها، ونقيم الندوات. لكن الأمر ليس بأيديهم فالخلاف بين علماء اليمن وبين المنظمات الغربية. كونه يراد عقوبة من تزوج حلالاً أن يُحبس ويغرم، فلو فعل الحرام قبل السن فلا شيء عليه! هل هذا هو مذهب ابن شبرمة وابن عثيمين كما يذكر بعض الكتاب. فالخلاصة: أن السؤال يوجه للمانعين ما أحل الله تعالى.

* خاض السلفيون حرباً سابقة ضد صحيفة الثقافية واليوم تم توقيف الصحيفة كيف استقبلتم قرار توقيفها؟ وهل يعد توقيفها مكسباً لكم؟
- المشكلة لدينا ليست صحيفة (الثقافية) لأن هناك ملحقات وصحفاً أخرى تؤدي دورها، لكن قضيتنا أن يظل الإعلام اليمني يمثّل ثقافة الشعب اليمني وأخلاقه ودينه. وأضرب لك مثالاً:فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وفقه الله التقى بالعلماء في حضرموت وكعادته حثّهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..لأن هذا واجبهم. ولكن إذا ما أنكر العلماء شيئاً رأيت كثيراً من الصحف والقنوات الفضائية تهاجمهم وتسخر من مواقفهم، وتنشر الرسوم الساخرة بالعلماء بصور وحشية وتشويهية بأشكال مختلفة وهذا يعبر عن تدهور القيمة الأخلاقية لدى هؤلاء.
فالإعلام بدلاً من أن يكون واقفاً مع الحق أو على الأقل محايداً جعل نفسه طرفاً ونداً للعلماء. وكان الأولى أن تسعى الصحف والقنوات لجمع أطراف الخلاف ومن ثم تحاورهم. لأن الحرب على الدين وشعائره، واحتقار العلماء والفقهاء لن يخدم الوطن ولا الحكومة ولن يربح إلا الصليبيون وأعداء المسلمين. فالمشكلة إذن ليست صحيفة ولا صحفياً أو كاتباً إنما هي مشكلة غياب الرسالة الأخلاقية والعلم النافع..وانظر بعض الصحف التي لا تنشر من الشعر والأدب إلا الرديء، وتعتني أكثر بصور النساء والمتبرجات، والمقالات التي لا تنفع القارىء شيئاً لخلوها من قيمة الأخلاق واللغة بل بعض الصحفيين يطلبون حرية الصحافة أكثر مما هو موجود الآن مع ذلك يطلبون تكميم أفواه الخطباء!. فليس المطلوب منع الصحف ولكن تهذيبها لنشر الفضيلة ومنع الرذيلة.

* هل صحيح أن السلفيين يهيئون أنفسهم لخوض انتخابات ابريل 2011م القادمة ؟
- لا علم لي بذلك.

* الملتقى السلفي العام الذي عقد العام الماضي هل تابعتم تنفيذ قراراته وتوصياته على الأقل فيما يتعلق بتوحيد الصف السلفي أم انه مجرد ظاهرة صوتية وتسجيل موقف لا اقل ولا أكثر ؟
- اليوم ما يسلم أحد من ألسن الصحفيين والسياسيين.. يكفي في هذا الملتقى خروج بيانه بموقف موحد حول بنوده وبالذات الدعوة إلى ترسيخ الوحدة اليمنية التي هي المصلحة العامة للشعب، وهو موقف حصل له صدى داخلي وخارجي غير متوقع. واستطاع أصحابه أن يتجاوزوا كل التكهنات السياسية قبله وبعده. وخرج بموقف متوازن افتقدته كثير من الأطراف. وأما تنفيذ توصياته فهذا عائد لجدية الجهة المعنية فيما يخصها، وتعاون الرأي العام الذي تابع الملتقى. ولدينا مشكلة مع بعض الأحزاب أنها لا تقتنع برؤية السلفيين وتسعى لتشويهها وقراءة ما بين السطور، وهذا يظهر من خلال الهجوم الذي استمر شهوراً في صحيفة الأهالي والتي وصف كتابها السلفيين بأنهم ذيل بغلة السلطان لكونهم يلتقون مع ولي الأمر في هذه المسألة. وكذلك الجناح الليبرالي داخل إعلام المؤتمر كان مشغولاً كذلك.
فأصبحنا نُضرب من الجهتين (ولكل وجهة هو موليها)، وطرح البعض الآخر بأن المشاركين في الملتقى حصل بينهم انشقاق داخل القاعة وهذه مبالغة مكشوفة. ويكفي أن البيان خرج بصيغة مُجمع عليها.. وأما توحيد الصف السلفي فلا يضره اختلاف وجهات النظر حول بعض المسائل المستجدة ماداموا يقومون على منهج واحد في الثوابت والأصول ويُدرِّسونه في مساجدهم ومراكزهم العلمية وينشرونه بين الناس. والأيام القادمة تبشر بخير..والمشكلة التي يعاني منها إخواننا هي أخلاقية الخلاف بنظري. وقد حاول بعض الصحفيين أن يستغل عدم مشاركة بعض العلماء في الملتقى بإثارتهم ضد إخوانهم لكن خابت مراميهم فالغائبون متفقون معنا على البيان الختامي. ونحترم رأيهم.

* البعض يصف السلفيين بأنهم كروت المرحلة الراهنة هل ما ذهبوا إليه صحيح؟
- السلفيون لا يهمهم هذا الكلام، لأنهم يتكلمون بأدلة شرعية قد توافق هؤلاء أو تخالفهم الذي يهمهم أن يتكلموا بالحق الذي يقتنعون به، ولديهم علماء مأمونون. ولا تقيدهم أنظمة حزبية أو مصالح سياسية. ولا أدري لماذا ينسون حرية الرأي هنا؟!.

* السلفية في اليمن لا تزال تعيش في الإطار العلمي والدعوي هل يكفي هذا الإطار لقيادة الأمة ومتى يلحق سلفي اليمن بسلفي الخليج من حيث تبني هموم الأمة وقضاياها سياسياً والمشاركة الفاعلة في حياة الناس والوطن؟
- لكل بلد حُكمه فقد يرى إخواننا في بعض دول الخليج المصلحة في العمل السياسي، ولا يراه غيرهم في مكان آخر. وكلنا يعيش هموم الأمة وقضاياها، والاهتمام بالعلم والدعوة له الأولوية عندنا وهو جوهر هموم الأمة لأنه يتعلق بدينها، ولا يعني أن نترك العمل الخيري، وتقديم العون المادي لأبناء المجتمع، وإنكار المنكرات والظلم!!. ومَن الذي يرى أن العمل السياسي هو المجال الوحيد لتبني هموم الأمة وقضاياها؟!! بل هناك من أبناء الدوائر الانتخابية يقولون: أن مِن النيابيين منَ ينشغل بمواقف حزبه أكثر من هموم الناس!!.
وإذا كان الكلام عن غلاء الأسعار تخفيفاً لهموم الأمة فلدينا جمعيات تكفل الأيتام وتؤهلهم وتعطي الفقير وتساعده وهذا جانب عملي أكبر من الخطابات.. ومشكلتنا أنه لا يوجد لدينا إعلام يشهر خطابنا مثل ما عند الآخرين. وكلٌ ميسر لما خلق له «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً» (الإسراء:84) ونرجو أن يكون الجميع على خير. والحرام هو إنكار السياسة الشرعية ونحن نؤمن بها بل ونمارسها وليس العمل السياسي محصوراً بالانتخابات والمعارضة. والذين دخلوا الانتخابات لهم رأي في تحقيق بعض المصالح ودرء بعض المفاسد.

* حاورتم بعض الرموز الحوثية على منبر قناة المستقلة الفضائية.. فهل انتم مستعدون لإجراء مناظرات تلفزيونية حية ومباشرة مع مخالفيكم من العلمانيين والإسلاميين مثلاً الحبيشي والصوفي وحسن زيد والبرعي؟
هؤلاء ليسوا في مرتبة واحدة..فالمشكلة مع الشيخ عبد العزيز البرعي أنه لم يقتنع باللقاء للحوار. ولكن الخلاف معه أهون. وأما الأستاذ حسن زيد فهو رجل جريء وصريح. وقد التقيت به مرات ولديه وضوح في انتمائه المذهبي ومناصرة الحوثيين في مواقف يراها صائبة، ويميل إلى أصول المعتزلة في العقيدة..وقد جربته في حوارات صحفية فيمكن أن آخذ منه ويأخذ مني. أما أحمد الحبيشي وفيصل الصوفي وأمثالهما فالمشكلة معهم أنهم يخالفون جُل ما يأتي من العلماء، ويؤيدون جل ما هو قادم من الغرب، وأخطر من ذلك اتهامهم لمن خالفهم بالإرهاب الذي هو مقدمة للحكم بالقتل وسفك الدماء، وكم قد قُتل وسُجن من أبرياء في الأفغان والعراق وغيرها تحت تهمة محاربة الإرهاب! لكن مع هذا إذا كان أحمد الحبيشي يقتنع بالحوار فأنا أراه جائزاً مع كل مخالف وسأقبل الحوار معه. ولكن لديه مشاكل أخرى تحتاج إلى حوار ومنها ما كتبه حول (المحرمات لدى طالبان السبعة عشر) لما قرأتها رأيت أنه يبيح محرمات من رأسه دون اعتبار للقرآن الكريم والسنة النبوية، ويحرم علينا الكلام في السياسة ويفتي في شرع الله بما يهواه. وقد شاهدته في قناة الجزيرة في حوار له مع الشيخ سلطان البركاني وجل كلامه سب وشتم..فهذا الحوار لا أوافق عليه بتلك الصورة وإنما بالكلمة الطيبة والرفق واللين كما أمر الله.

* لو دُعيت للحوار مع أحمد الحبيشي وفيصل الصوفي فهل ستوافق للحوار؟
- هناك مقترح أطرحه للأستاذين الحبيشي والصوفي إذا كانا يرغبان في الحوار وفق ضوابط وشروط حتى يؤتي ثماره ومنها: تطبيق آداب البحث والمناظرة الموجودة لدى المسلمين وما أظنهما يجهلانها، وأيضاً وجود لجنة شرعية تُخطِّئ أو تُصوِّب أحد الفريقين المتحاورين. لأن القضايا التي نتحاور حولها شرعية وأضرب لك مثالين: الأول يتعلق بالصوفي وهو انه يتكلم كثيراً حول التكفير عند السلفية أو الوهابية كما يسميها وهنا لا بد من تعريف الكفر والكفار وهل هما موجودان الآن؟ وما حكم الكافر؟ وما حكم من أنكر تكفير الكافر؟ وحكم من كفّر مسلماً، وما هي ضوابط التكفير وشروطه؟ ونبحث ذلك من القرآن والسنة والمذاهب الفقهية الإسلامية شافعية أو حنفية أو حنبلية أو مالكية أو زيدية..وإذا ما اختلفنا كانت اللجنة هي الحَكَم بيننا لبيان خطأ فهمي للنصوص، وصواب فهم الصوفي لها أو العكس حتى لا يصر كل منا على رأيه.

والمثال الثاني يتعلق بالحبيشي..في سلسلة مقالاته في 26 سبتمبر و14 أكتوبر (التي جاوزت الثلاثين حلقة ومعظمها مكرر) حول محرمات طالبان التي هولها الحبيشي، وحول موضوعه (طلبنة اليمن). فهل هذه المحرمات مباحة وليست محرمة لمجرد أنها عند طالبان ولم تذكر أدلة التحريم؟ وهل الحبيشي سرد لنا نصوص الإباحة وأقوال المذاهب الأربعة؟ وهل هذه المحرمات كانت في عالم الغيب فاخترعتها طالبان؟ أم أنها في المذهب الحنفي المنتشر هناك، وهي قائمة على نصوص الوحيين ومذاهب الصحابة وتابعيهم وفقهاء المسلمين؟. وفي شأن طلبنة اليمن هل كل من حافظ على دينه ودعا إليه أدخله الحبيشي في سلك طالبان بناء على فهمه؟ لأن الرجل يسبح في فلك آخر..وهل كان أهل اليمن قبل طالبان يحللون الحلال ويحرمون الحرام؟ أم لم يعرف أهل الإيمان والحكمة ذلك إلا بعد ألف واربعمائة سنة؟!.

فهو مدعو ليفسر لنا معنى المباح والمحرم، وما هي الصيغ الدالة على التحريم أو الإباحة؟ وهل المباح ما أباحته الشهوات والنزوات؟ أم ما أباحه الله تعالى؟. والحوار تحت إشراف لجنة علمية شرعية من العلماء، وبالآداب الإسلامية هو الذي نرغب به على ضوء قوله تعالى:«وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين»(النحل:125). وقوله تعالى:«وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» (سبأ:24). أما حواره الذي شاهدناه في قناة الجزيرة مع سلطان البركاني فهو مصارعة ومشاغبة لا يوصل إلى حق، وحلقاته الأسبوعية كذلك. وأما الأستاذ فيصل الصوفي فيكفي قراءة مقاله(فخامة الرئيس ضد العلماء) في جريدة الميثاق الأسبوع الماضي لترى هل أسلوبه مقنع.

* وهل قد دعاك الحبيشي للحوار؟
- ما دعاني للحوار لكن اشترط علي أن أخلع العمامة وأدخل في السياسة. وهذا ليس شرطاً بل هو تحكُّم وفضول زائد، ولا يمكن أن أقول له: إذا أراد أن يفتي في القضايا الشرعية فليخلع البدلة وربطة العنق وليلبس لباس العلماء ويدخل المسجد!!. فهل صحيح أنه لا يتكلم بالسياسة إلا من تجرد عن العلوم الشرعية، والتاريخ الإسلامي؟ فهو يخطىء في فهم السياسية التي يراها تخصصه فكيف له أن يتكلم بالقضايا الشرعية؟!!. ولو دعاني للحوار وثني أو ملحد أو علماني أو أهل الكتاب فأنا مع الحوار لأنه مشروع في الإسلام..فكيف لا أقبله من مسلم! لكن وفق الضوابط السابقة حتى لا يدّعي كل طرف أحقيته بدون برهان ولا حجة، وأما السب والشتم فهو من سوء الأخلاق ومن السهل أن يطلق كل خصم على الآخر ما شاء لكن لن يصل الطرفان إلى الصواب.

* هل تتابعون ملحق أفكار وما رأيكم به صراحة؟
- نعم أقرؤه، ولي عليه ملحوظات أهمها: الاستهانة بالعلماء أحياء وأمواتاً ومناقشة قضايا لا تخدم الإسلام، وإنكار أحاديث ثابتة من قبل بعض الكتاب، والرسوم الساخرة في صفحته الأولى الموظفة ضد العلماء. ولهذا الملحق جوانب إيجابية ومنها قبول الردود على الأباطيل التي تنشر، وعدم انحصارها في أيدي المخرفين.

* البعض يتهم السلفيين بأنهم يسيرون وراء الإخوان فما أنكرتم عليهم في الماضي وقعتم فيه اليوم كمشاهدة التلفاز والتصوير واقتناء الستلايت وغير ذلك فهل فتاويكم ضدهم في الماضي تهور أم مذهب قديم وحديث ؟
- هذا غير صحيح. ولم يأخذ أحد شرعه ودينه من الناس. ونتفق على الشرع، وما كان مخالفاً تركناه. وما كان فيه خلاف أخذنا بالراجح.

* ماذا قدمتم كعلماء للبلدان الإسلامية من حلول لمشاكلها التي تحيط بها إحاطة الاسورة بالمعصم؟
- هل رجعت البلدان إلى علمائها حتى تسألني هذا السؤال؟! اليوم البلدان تستجدي الغرب لحل مشاكلها. وحتى إعلام الأمة يحارب العلماء بكل ما يطرحونه من حلول.

* صحيفة البلاغ وصحيفة الوسط من أكثر الصحف التي هاجمتكم لماذا؟
- بالنسبة لصحيفة الوسط حصل اتهام لي بمقال فرددت عليها وهي غير مسددة ولا أميل إليها وإن كنت أقرأها، وأما صحيفة البلاغ فكانت صحيفة محترمة ومعتدلة ثم صارت تعادي أهل السنة والسلفيين بلغة مذهبية ويصفوننا بأننا تكفيريون! وينسون أن كتب الإمامية مشحونة بتكفير الزيدية والسنة وهذا السكوت المطبق محل غرابة عندنا!! بل هي صحيفة عدائية. وقلّ عدد أن يخلو من ذلك وقد فتحت ملفاً عن السلفيين لفترة كبيرة يكتب فيها كل من لديه إبداع بالشتم للسلفية. ولكن لم تؤثر على أحد وإنما كشفت حكم أصحابها على مخالفيهم. ودندنة حميد محمد عن الاعتدال مع سلخه للسلفيين واتهامه لهم بالتكفير مع سكوته والصحيفة عمن يكفر الصحابة والتابعيين والزيدين والسنة والشيعة وهم الأثنا عشرية. لم يعد غريباً بل صار منهجاً مفضوحاً، فلا تستغرب من صحيفة تبالغ في استعداء الدولة والعالم على السلفيين. وهي لن تضر إلا نفسها وأما السلفيون فلا يقرأونها لما تقول فيهم من الباطل.

* وزارة الأوقاف والإرشاد البعض يصفها بأنها وزارة ليس لها نصيب من اسمها والبعض يقول ان بعثات الارشاد المرافقة للحجاج اليمنيين حصرياً على حزب معين وافراد معينين ما رايكم ؟
- في الأمر مبالغة.

* بعض الكاتبات وصفت العودة للنقاب بأنه رجوع للخلف هل هو رجوع فعلاً؟
- نسأل الله أن يعافي بنات المسلمين من موجات التغريب، وأن يبصرها بدينها. بل الصحيح أن التبرج رجوع إلى الجاهلية الأولى بنص القرآن«وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى»(الأحزاب: من الآية33).

* لماذا تتهمون وسائل الإعلام الحكومية بإبراز علماء الصوفية في الوسائل الإعلامية لا سيما التلفاز أليس طرحهم مقبولاً وبعيداً عن مصادمة الناس ؟
- لا نتهمهم. ولكن نستغرب حينما لم نسمع كلمة من علماء الصوفية حول الانفصال وحرب صعدة..بأن في ذلك خروجاً عن النظام وتمزيقاً لليمن، وبأن يتركوا السلاح ويدخلوا في الحوار!! بينما يشغلنا بعض الصحفيين بأن علماء السلفيين لم يتكلموا في الانفصال وحرب صعدة.. والمشكلة هي استغلال بعض الإعلاميين غير المرغوبين لدى إداراتهم وهم يتهجمون على شعائر الدين وعلماء المسلمين..ولم يقدموا خدمة لليمن.

* شاركتم مؤخراً في دولة الكويت في مؤتمر الوسطية فما الذي خرجتم به؟
- المؤتمر كان متكاملاً بموضوعاته في معاني الوسطية، وقواعدها ومعالمها، والتعامل مع الآخرين، والحوار معهم بطرق سليمة وواضحة بعيداً عن الانفلات والتمييع للإسلام. وكان عنوانه (الوسطية رؤية إيجابية). ويمكن مراجعة موقع مجلة الفرقان الكويتية للاطلاع أكثر، وقد بثت فعالياته قناة (المعالي) الكويتية.

* هل السلفية مذهب وافد على اليمن؟
- السلفية التي نعني هي الإسلام بامتداده الطبيعي، وهي الدعوة التي أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه لتبليغها إلى اليمن كعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري رضوان الله عليهم. والسلفية تعني العودة إلى أصول الإسلام ومنابعه الصافية قبل حدوث البدع والمقالات والفرق ولا يحصرها مذهب لأنها تعمل بموجب الدليل. وأما من يقول بأن السلفية هي دعوة محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فهو قول باطل لا أساس له، بل السلفية لها مجددون قبل ابن عبد الوهاب بمئات السنين ذكرهم بن أبي سمرة الجعدي في طبقات فقهاء اليمن، والجندي في السلوك، والقاضي محمد بن علي الشوكاني في البدر الطالع، والقاضي إسماعيل بن علي الأكوع في هجر العلم ومعاقله في اليمن. بل التاريخ يثبت أن المذاهب الأخرى هي الوافدة كالزيدية والصوفية والشافعية والحنفية والمالكية والخوارج والأشاعرة والعلمانية.

* الوهابية التكفيرية هل هي وافدة على اليمن؟
- الذي غزا بلادنا اليوم هو الرفض والتكفير الإثنا عشري والعلمانية، أما ما يسمى بالوهابية فهي أوهام في مخيلة بعض الصحفيين والكتاب والمذهبيين لأنها ليست مذهباً فكرياً ولا فقهياً ولا يوجد من ينتمي إلى هذا اللقب حتى من أبناء الشيخ ابن عبد الوهاب أو محبيه. لأنه داعية مجدد في عصره ولم يأت بمذهب جديد. وعلماء اليمن قبل عصره وفي عصره كانوا يدعون إلى ما يدعو إليه ابن عبد الوهاب كالأمير الصنعاني والشوكاني ورسائلهم موجودة في الدعوة على التوحيد ونبذ الشرك. والعجيب أن يقول المكفرون للصحابة والأمة من الاثني عشرية بأن أهل السنة تكفيريون..لأنه من الكذب البحت.

* هل ترى أن السلفية مقسمة بين تيارات: (تقليدية، وعلمية، وجهادية)؟ وما تعليقك على هذا التصنيف؟.
- هذا التقسيم غير منضبط. فالمسلم هو صاحب علم، وصاحب جهاد، وهو يأخذ بما صار عليه السابقون من الصحابة والتابعين. فليس هناك في الإسلام جماعة خاصة بالسياسة، وأخرى للجهاد، وغيرها لتعليم العلم..بل المطلوب أن يكون المسلم ملماً بهذه الأوصاف. فالمقسمون للسلفية لن يستطيعوا أن يثبتوا على هذا الموقف لعدم استقراره. وكذلك هل يعني هذا أن غير السلفيين ليسوا تقليديين ولا جهاديين ولا علميين؟ الجواب: لا.

* إذا قيل: بأن الخلاف السلفي تسيطر عليه شخصيات ممولة وداعمة..فهل تراه تحليلاً من واقع الخلاف؟
- تسيطر عليه شخصيات علمية: نعم. أما شخصيات ممولة وداعمة فهذا القول غير دقيق. فقد يكون بعض طلبة العلم متأثرين بحسن ظن ببعض الآراء الاجتهادية التي فيها صواب وخطأ..كتأثير الشيخ ربيع المدخلي رعاه الله على بعض الدعاة في العالم الإسلامي ومنها اليمن حيث يرجحون قوله، أو كما كان الشيخ مقبل رحمه الله عند البعض بحيث لا يقبلون قولاً يخالفه. وهذا حاصل عند بعض المفكرين والكتاب المتأثرين بالشيخ القرضاوي، أو الشيخ الأفغاني، أو الشيخ محمد عبده، أو محمد شحرور. وكذلك بعض الأنظمة الحزبية غير السلفية تسيطر على أتباعها. ولماذا التركيز على السلفيين بالذات؟ فهناك جماعات مدعومة أخرى كالإخوان والصوفية والشيعة، وهناك منظمات مدعومة من الغرب!! فهذا التحليل يحتاج إلى تدقيق أكثر.

* التعبير عن بعض مواقف العلماء بفكر«الريال الحنبلي» كيف تفهمها أنت عندما تقرأها لبعض الكتاب؟
- نفهم أن هذا القول لا يليق وهو من التنابز بالألقاب. فلا ريال حنبلي ولا دولار أمريكي..كل الدول في بُعد عن هذا القول. بل أعمال الخير التي توجد في أمريكا صارت ممنوعة في بعض بلدان المسلمين خوفاً من تهمة الإرهاب الجاهزة أمريكياً أو إعلامياً. فكفالة الأيتام وبناء المساجد وغيرها من المشاريع المباحة قد ضُيق عليها في بلاد المسلمين ناهيك عن ريالات حنبلية من أجل التبعيَّة.

* كلمة أخيرة تختتمون بها هذا اللقاء؟
- أتمنى أن يكتب الإخوة في هذه الصحيفة ما ينفعهم وينفع المسلمين، وأن يتخلوا عن أساليب الشتم والسب، والتشويه بمخالفيهم، وأن تكون الصحيفة حيادية، وتستوعب العلماء في حواراتها. وأن يفتحوا الحوار حول التكفير الطائفي، والكتب الوافدة المليئة بالخرافات والأكاذيب بدلاً من إثارة الخلاف حول المتفق عليه. وأن يحترموا العلماء والفقهاء الأحياء والأموات..لأن هذا بلاءً كبيراً قد افتتن به بعض الكتاب باسم حق النقد. وأن يكتبوا بعد تمحيص لأن هناك من ينكر كثرة الأحاديث في الصحيحين ويستغرب أن تكون صادرة من النبي صلى الله عليه وسلم ويغفل أن مئات الصحابة قد نقلوا أقواله وأفعاله وصفاته الخلقية والخلقية وأحواله وهي تجل عن الحصر. لكنه لا يستغرب من خرافات الشيعة في عشرات المجلدات من (بحار الأنوار) و(الكافي) للكليني المسندة إلى أشخاص مجهولين بآلاف المرويات والخرافات!! وهذا يدل على القصور في الفهم، وعدم وجود أولويات في العلم..وهذا الجهل يجعله يتحامل على الأحاديث الثابتة.

زر الذهاب إلى الأعلى