[esi views ttl="1"]
arpo37

قطر تسعى إلى موقف خليجي موحّد للحوار مع إيران

تتجّه الدوحة، وفق مصادر دبلوماسية قطرية، في القريب العاجل إلى تكثيف اتصالاتها الخليجية، بهدف تشكيل موقف خليجي موحّد تجاه مبادرة الحوار مع إيران التي أعلن عنها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال الكلمة التي ألقاها في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.

وكان أمير قطر قد أعلن عن استعداد بلاده لاستضافة حوار بين إيران ودول الخليج، قائلاً إن "الأوان قد آن لإجراء حوار هادف بين دولٍ سوف تبقى دائماً دولاً جارةً، ولا تحتاج لوساطة أحد، ونحن مستعدون لاستضافة حوار كهذا عندنا في قطر". وأكد أن "الخلافات بين الجانبين سياسية إقليمية عربية إيرانية وليست سنية-شيعية"، معتبراً أن إيران "دولة جارة مهمة، والتعاون معها في مصلحة المنطقة، ولا يوجد خلاف متعلق بالعلاقات الثنائية بين بلدينا".

وتسعى قطر، عبر اتصالات بدأتها خلف الكواليس، للوصول إلى موقف خليجي موحّد من الحوار مع إيران، وهي بدأت جهودها بهذا الشأن قبل التئام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ووفق ما تكشف المصادر الدبلوماسية القطرية، فإن الدوحة ستواصل هذه الجهود على الرغم من أجواء التصعيد والتوتر التي تشهدها العلاقات الخليجية-الإيرانية، وخصوصاً بعد قيام البحرين بطرد القائم بالأعمال الإيراني في المنامة، واستدعاء سفيرها في طهران على خلفية الاتهامات بالتدخّل في الشؤون الداخلية، والتهديدات المتصاعدة للرياض من قِبل طهران، بعد حادثة التدافع في منى خلال موسم الحج، والتي أسفرت عن وفاة مئات الحجاج ومنهم حجاج إيرانيون، وهي تطورات زادت من تعقيد الأوضاع.

وفي الوقت الذي رحبت فيه إيران بالحوار المقترح مع دول الخليج، لم تصدر عن العواصم الخليجية مواقف رسمية من المبادرة القطرية، سواء بالترحيب أو الرفض، ما أوحى بوجود تباين في مواقف العواصم الخليجية من هذه المبادرة، وهو ما بدأت الدوحة بالعمل على تلافيه فعلاً، خصوصاً أن أمير قطر وضع في كلمته أساساً للحوار المرتقب، والذي يتمثّل ب"احترام سيادة الدول وعدم التدخّل في شؤون الآخرين"، وهو المطلب الأهم والأساس لدول مجلس التعاون الخليجي من إيران.

ويعتبر مدير مركز الخليج للدراسات في جامعة قطر، عبدالله باعبود، أن تحفّظ بعض دول الخليج على المبادرة القطرية للحوار مع إيران، قد يكون جزءاً من تبادل الأدوار، بل جزءاً من المفاوضات نفسها، وهو مشابه، بحسب باعبود، لما يحصل في إيران نفسها، حيث يتبادل مسؤولوها التهدئة والتصعيد في ملف العلاقات الخليجية وغيره من الملفات. إلا أنه يرى أن الطرفين سيجلسان في نهاية الأمر إلى طاولة الحوار، لأن التصعيد وتفاقم الأمور لن يخدم دول الخليج أو إيران بشيء.

وفي هذا السياق، تستبعد مصادر خليجية، أن تحذو دول الخليج الأخرى حذو البحرين، بسحب سفرائها من طهران والإعلان عن قطع العلاقات معها، على الرغم من التوتر الذي تشهده العلاقات بين طهران وعدد من العواصم الخليجية.

ولا تتوقع المصادر الخليجية، التي تحدّثت إليها "العربي الجديد"، أن يشهد الربع الأخير من العام الحالي على الأقل، جلوس دول مجلس التعاون الخليجي وإيران إلى طاولة الحوار القطرية، وذلك بانتظار تبلور موقف خليجي موحّد من المبادرة القطرية، قد يكون موعده القمة الخليجية المقبلة التي ستعقد في الرياض في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، وحصول دول الخليج على أوراق قوية للتفاوض، تتمثّل في تحقيق التحالف العربي الذي تقوده السعودية انتصاراً نهائياً في اليمن، وهو ما سيُشكّل ورقة ضغط قوية بيد دول الخليج، تساهم في تحديد مخرجات الحوار المرتقب.

زر الذهاب إلى الأعلى