[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

"عيد العافية" يطلبه اليمنيون مع ضيق الأحوال

"العيد عيد العافية"، هكذا تعوّد أن يجيب فقراء اليمن عند سؤالهم "كيف العيد؟". هي مقولة قديمة ورائجة، يكتفي بقولها الفقير كتعبير عن عجزه في توفير متطلبات العيد لأسرته كما يجب، لكنه يعتبر العافية (سلامة البدن) هي أفضل ما يمكن الحرص عليه، والاكتفاء به، في حال لم تتوفر متطلبات العيد من مال وكساء وحلويات وأضحية.

وبسبب الحرب وتداعياتها المختلفة، زاد تأكيد اليمنيين على ضرورة الاكتفاء بالعافية كنعمة، في ظل الفقر المتسارع، واستمرار القصف الجوي والمواجهات المسلحة والموت السائد في كل مكان. هذا ما يؤمن به عبد الولي المذحجي (46 عاماً) بعد عجزه عن توفير متطلبات العيد التي تعود أن يوفرها لأسرته.

ويقول "لم يعد بإمكاني العمل ولا توفير المال كما في السابق، فقد ضعفت تجارتي المتواضعة أصلا".

ويضيف "لن نضحي هذا العام، ولن نشتري ملابس جديدة، ولن نسافر إلى القرية لنقضي العيد مع العائلة، كما هي عادتنا في كل عيد أضحى. سنكتفي بشراء بعض المكسرات للضيوف الذين سيزوروننا في صنعاء"، لافتاً إلى أن انعدام المشتقات النفطية، سيحد من زيارات الأقارب، و"هو أسوأ ما يمكن أن يحدث في العيد".

ويرى سامي الزبيدي (33 عاماً) بأن عيد الأضحى هذا العام سيكون يوماً عادياً، وسينام فيه طوال ساعات النهار، لأن أفراد أسرته نزحوا إلى قريته بريف محافظة الحديدة (غرب) نتيجة اشتداد القصف على صنعاء. ويشير إلى أنه أرسلهم إلى الريف لحمايتهم، "هذه أولوية تسبق ضرورة الاحتفاء بالعيد". يختتم كلامه "العيد عيد العافية".

من جانبها، تحرص أم خديجة على أن تشعر أطفالها بالعيد رغم الظروف الصعبة كما تصفها. وتذكر أنها اشترت ملابس متواضعة لطفلتيها، كما عملت على صبغ أيديهن بالنقاش والحناء اليمنية كضرورة لتشعرهن بحلول العيد. وتقول: "هذا العيد هو الأسوأ في حياتي، لكني أحرص على أن يعيش أطفالي هذا العيد كما يريدون".

في هذا السياق، تؤكد الاختصاصية اليمنية هند ناصر، بأن المجتمع اليمني لديه قدرة عالية على التعايش مع الأزمات والتعقيدات الناتجة عن الحروب، التي لا تتوقف في اليمن. وتضيف ل "العربي الجديد" "رغم أن أزمات الحرب هي الأسوأ، كونها سببت انعدام أهم مقومات الحياة مثل الكهرباء ووقود السيارات وتوقف الأعمال، إلا أن أغلب الأسر اليمنية تحاول التكيف والتعايش مع هذه الأوضاع الصعبة بحدود إمكانياتها وقدراتها المتوفرة".

وتشير إلى أن الأسرة اليمنية تواجه الأوضاع الصعبة بالتوفير، والتوقف عن شراء المستلزمات غير الضرورية، لتأمين متطلبات الحياة الضرورية خلال الفترات القادمة. وتسرد ناصر شهادتها على تعامل اليمنيين مع عيد الأضحى فتقول: "في العيد مثلاً، يحرص اليمنيون هذه الأيام، لا سيما الموجودين في العاصمة صنعاء، على عدم الإسراف في شراء الحلويات والملابس وحتى الأضاحي، ففي حال اشتدت الحرب واستمر الحصار، يكون لديهم ما يبقيهم على قيد الحياة".

زر الذهاب إلى الأعلى