[esi views ttl="1"]
arpo28

شلل مستمر في صنعاء والحياة تدبّ في عدن

تعيش أغلب المؤسسات الحكومية اليمنية حالة واسعة من الشلل والفراغ والإهمال منذ بداية الحرب في نهاية مارس/آذار الماضي حتى اليوم، لينتج الأمر انخفاضاً حاداً في الإنتاج وانعدام الخدمات العامة. كما جاء قرار جماعة أنصار الله (الحوثيين) الاستراتيجي الذي سخر كافة الإمكانات المالية والبشرية للدولة لأولوياته على حساب التنمية.

وتم تعليق العملية التعليمية والصحية عن نصف المناطق اليمنية تقريباً بعد بدء الحرب القائمة. كما يلاحظ اليمنيون أن أغلب المؤسسات الحكومية أصبحت فارغة من مرتاديها وأصحابها، باستثناء عودة خجولة لطلاب وطالبات جامعة صنعاء وبعض الكليات التابعة لها في المحافظات الأخرى.

وتخلت كافة الأجهزة الإعلامية عن معظم موظفيها، بخاصة إذاعة صنعاء التي أغلقت مبناها الواسع، لتعمل في شقة صغيرة، وصرفت جميع موظفيها إلى رصيف البطالة.

كما قامت معظم مؤسسات التنمية، ومنها صندوق الرعاية الاجتماعية، ومشروع التعليم الأساسي، ومشروع الأشغال العامة وكهرباء ومياه الريف، والصندوق الاجتماعي للتنمية، وغيرها بتعليق أو تخفيض مشاريعها والتي تفيد ملايين الريفيين.

المدير التنفيذي لصندوق الرعاية الاجتماعية منصور الفياضي قال في تصريح ل "للعربي الجديد" إن 1,5 مليون فقير لا يزالون ينتظرون منذ سنوات مرتبات الضمان الاجتماعي بالإضافة إلى نصف مليون في قوائم الانتظار، محذراً من بقاء آلاف الأسر الأخرى تكتوي بنار الفقر المدقع مع مرور الأيام والأحداث التي تزيد من النزوح وانقطاع الخدمات وضعف صمود الأسر أمام الأزمات والصدمات.

في النصف الثاني من العام الماضي، تلقى الصندوق تمويلاً من البنك الدولي ووكالة التنمية الأميركية بمبلغ 120 مليون دولار، لكن المنحتين تجمدتا مطلع العام الجاري عقب احتجاز الحوثيين للرئيس الشرعي للبلاد. ويقول الفياضي بأن مؤسسته تحتاج العام الجاري إلى حوالي 430 مليون دولار لتوزيع الإعانات للأسر الفقيرة بشكل عاجل، بخاصة أن معظمها تعيش في الريف المحروم من كافة الخدمات ووسائل إدرار الدخل.

وكان التحرك العسكري للحوثيين ، ضد الحكومة الشرعية في أغسطس/آب الماضي، قد أجهض ضم جميع الأسر في قائمة الانتظار إلى نظام الإعانات المالية وزيادة مخصصات الأسر المستفيدة منه، كجزء من الإصلاحات المرافقة لرفع دعم الوقود، الأمر الذي لاقى ترحيباً من البنك الدولي والممولين كأحد أهم شروط زيادة التمويلات التنموية. إلا أن قرار الحوثيين الأخير برفع الدعم عن الوقود لم يرافقه أي إصلاحات بشأن الفقراء، أكثر المتأثرين من القرار.

[b]جامعات للكلاب[/b]

وكان ناشطون قد تداولوا على شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي صورة لمجموعة كلاب داخل أحد أروقة كلية الطب والعلوم الصحية التابعة لجامعة صنعاء، متهكمين وساخرين من الأوضاع التي آلت إليها الأوضاع في اليمن عامة وفي المرافق التعليمية تحديداً. ونشر وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان صورة لكلية الطب بجامعة صنعاء وقد تحولت إلى سكن للكلاب، معتبراً الصورة قادرة على تلخيص وضع اليمن بطريقة وصفها ب "أبلغ من كل كلام".

وقال الرويشان على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مخاطباً الحوثيين بأن "الإدارة ليست زوامل(قصائد) وإذاعات إف إم، كما أنها ليست حروبا وفتوحات"، في إشارة إلى فشل الحوثيين في إدارة شؤون البلاد، طالباً من سلطات الأمر الواقع (الحوثيون) الرحيل.

من جانبه، عبّر الدكتور غمدان السدح (طبيب يمني في المملكة العربية السعودية) عن استيائه من الوضع الذي وصلت إليه كلية الطب التي درس وتخرج منها بعد مشاهدته للصورة، مشيراً إلى أن هذه الكلية علّمت وتخرج منها أطباء وكوادر طبية مشرفة في أماكن مختلفة، متهما الحركة الحوثية بتدمير كل ما هو جميل في اليمن.

[b]الحياة في عدن[/b]

جنوباً، تعود مظاهر الحياة في عدن تدريجياً بعد سيطرة القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الأيام الماضية على المدينة بما فيها الموانئ والمطار الدولي، الأمر الذي أتاح للسفن والطائرات المحملة بالمساعدات الدخول وتوزيعها للأهالي بعد حرب شوارع وقصف جوي مركز دام ما يقارب 120 يوماً.

وقال محافظ عدن نائف البكري في تصريح سابق إن السلطات المحلية بالمديريات المختلفة، بما فيها فرع البنك المركزي، بدأت تمارس أعمالها بشكل مكثف لمعالجة الآثار والدمار الناتج عن الحرب، مشيرا إلى أن الوضع الأمني أصبح مهيئاً لإعادة إعمار عدن وتوفير الخدمات للمواطنين.

ومنذ اليوم الأول من انتصار المقاومة وقوات الجيش الموالية للرئيس هادي، بدأ النازحون واللاجئون من أهالي عدن بالعودة التدريجية إلى مساكنهم، بعد أن هجروها جراء تعرضها للقصف الذي طاول عدداً من المنازل والمؤسسات الحكومية والخاصة.

وأدخلت قوات التحالف العربي خلال الأيام الماضية معونات مختلفة ساعدت على عودة الحياة إلى طبيعتها. ويبدي المواطن سالم بافقيه سعادته بعد عودة التيار الكهربائي مؤخرا بعد انقطاع كامل دام لأكثر من ثلاثة أشهر.

ويقول:" عانينا كثيراً من الحرب من مختلف النواحي، لكن الأسوأ هو الانقطاع التام للكهرباء في ظل درجة الحرارة المرتفعة"، مشيراً إلى أن كثيراً من متطلبات الحياة بدأت بالعودة على رأسها الغذاء والدواء والأمن.

زر الذهاب إلى الأعلى