[esi views ttl="1"]
arpo28

شباب اليمن يواجهون الحرب بالفن

في ظلّ الحرب التي يشنّها تحالف تقوده السعودية على اليمن، والمتواصلة منذ حوالي الأربعة أشهر، أطلق شباب يمنيون مبادرة تهدف إلى مواجهة هذه الحرب بالفن عبر Frame Yemen ، قادتها الفنانة بشرى الفسيل، وذلك عبر جمع قطع الزجاج التي تناثرت إثر الانفجارات التي سببها القصف، خصوصاً في منطقة جبل عطان أو ما يعرف بفج عطان، وإلصاقها على هيئة العلم اليمني فوق جدران تلك المنطقة وغيرها من المناطق التي تتعرَّض لقصف عنيف، وذلك بعد صبغها بالألوان الأحمر والأبيض والأسود.

وقد أثارت المبادرة اهتمام الأوساط الشبابية والثقافية اليمنية.

حول مشروعها هذا، تقول الفنانة بشرى الفسيل: «حينما رأينا صديقتي نينا عقلان وأنا زجاج بيتنا يتطاير بعد قصف فج عطان بتلك القنبلة الفراغية كما سموها، ثم حينما خرجت إلى الشارع ورأيت الزجاج في كل مكان، خطرت لي هذه الفكرة.. لماذا لا أستفيد من قطع الزجاج المتناثر لأبعث روحاً جديدة بدلاً من مشاعر الغضب والإحباط لي وللسكان من حولي؟»، إلى جانب رغبتها في بعث «رسالة إلى أمراء الحروب، بأننا لن ننكسر حتى وإن تكسرت نوافذنا وجدران بيوتنا، وبأن وسيلة الإبداع والرغبة في الحياة ستبقى مشتعلة في قلب الإنسان اليمني مهما حدث».

وعن الصعوبات التي واجهتها المبادرة، تقول: «كان أكثر ما يرعبنا هو القصف المفاجئ الذي كنّا نشعر أنه سيحل فوق رؤوسنا في أيّ لحظة، لكن فضول السكان بما نفعله ومشاركة العديد منهم لنا زادتنا عزيمة لنكمل ما بدأناه حتى النهاية، كما أننا كنّا سعيدات جداً حين نفذنا الحملة على مستويات أوسع ممّا كنا نتخيله، بسبب مشاركة الناس ومؤسسات أخرى انضمت إلينا في أماكن عدة داخل العاصمة». وختمت الفسيل حديثها بالقول إنَّ الحرب «لن تخيفنا ولن يثنينا خطر عن مواصلة دورنا وعطائنا تجاه هذه البلاد».

من جهته، يرى أيمن عبد الرحمن، وهو أحد المشاركين في هذا المشروع: «كنت ماراً بالصدفة من مكان إقامة هذا النشاط، فأحببت المشاركة، أعجبتني هذه الحملة فهي ممتعة وتقول للعالم إننا نستطيع تحويل كل الخوف والحزن إلى أشياء جميلة وملونة، فبالرغم من الشمس الحارقة في الظهيرة، ومن أنني جرحت أصابعي بالزجاج، إلَّا أنني لم أود التوقف، لا شيء سيقهر عزيمة اليمنيين مهما كان. واختيار العلم اليمني موضوعاً كان مثالياً في وقت علينا جميعاً فيه أن نؤكِّد بأننا في وطن يحبه كل أبنائه».

هكذا، ومن خلال هذا النشاط، والعديد من الأنشطة الأخرى التي قامت منذ بداية الحرب، مثل معارض الصور، الغرافيتي، الفعاليات الشعرية والفنية التي جابت شوارع البلاد، يثبت الشباب اليمني يوماً بعد يوم بأن عزيمة الصمود في قلوبهم لن تنطفئ، ويؤكدون أنهم شباب يجنح للفن وثقافة الحياة أكثر من ثقافة الموت المنتشرة والقادرة على خنق كل جميل.

زر الذهاب إلى الأعلى