[esi views ttl="1"]
arpo28

مضيق باب المندب في مرمى طهران

يلاحظ الزائر لشواطئ مضيق باب المندب الإستراتيجي مخاوف متصاعدة من سعي الحوثيين للسيطرة عليه، وبالتالي تعبيد الطريق أمام طهران للظفر بأهم منطقة إستراتيجية للعرب على البحر الأحمر، وتحويلها إلى بؤرة صراع ملتهبة.

وتكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضانا للسفن، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن الذي تمرّ منه كل عام 25 ألف سفينة تمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز.

ويسعى الحوثيون للسيطرة على المضيق من خلال السيطرة على مدينة المخاء الساحلية (60 كلم شرق المضيق)، والتي تشهد منذ أيام تحركات عسكرية حثيثة لمسلحي جماعة الحوثي، بالتزامن مع افتتاح الجماعة قبل أسابيع مكتبا رئيسيا لها في المدينة.

[b]ترقب وقلق[/b]

وقال الناشط السياسي في مدينة "المخاء" علي عبده المصنف، إن المدينة تعيش حالة ترقب وقلق مع جهوزية عسكرية لقوات الجيش على مداخلها، بعد استحداث مسلحي الحوثي قبل أسبوع نقاطا عسكرية على الطريق الذي يربط المخاء بمدينة الخوخة التي سيطر عليها الحوثين.

وأشار المصنف للجزيرة نت إلى أن السيطرة على مضيق باب المندب تمثل أولوية كبرى للحوثيين، جرى تأجيلها في السابق لحسابات سياسية، لكنها الآن تبدو غير مستبعدة في ضوء تحركاتهم العسكرية الأخيرة على الشريط الساحلي للبحر الأحمر.

وتُعد مدينة "المخاء" البوابة الرئيسية لمحافظة تعز من الجهة الغربية، كما أنها المنفذ الوحيد من جهة الشمال لمديرية "ذو باب" ومضيق باب المندب، وفيها ميناء إستراتيجي مهم يطل على البحر الأحمر، وبالتالي فإن السيطرة عليها تجعل الطريق سالكا أمام الحوثيين للسيطرة على تلك المناطق.

ويرى محمد سالم العبدلي -أحد شيوخ قبائل مديرية باب المندب- أن مخاوف السيطرة على المضيق أصبحت أكثر واقعية من أي وقت مضي، في ضوء الحصار الحالي الذي يفرضه الحوثيون من جميع المداخل الشمالية بالتزامن مع تحركات البوارج الحربية الإيرانية في خليج عدن، البوابة الجنوبية لباب المندب.

[b]بوارج إيرانية[/b]

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن هذه البوارج باتت تعبر المضيق بصفة مستمرة وهي على تواصل دائم مع جزر أرخبيل حنيش اليمنية وأخرى تابعة لإريتريا، تتخذ منها إيران قواعد عسكرية للحرس الثوري الإيراني، ويتم تخزين الأسلحة فيها.

وقال إن قوات للجيش اليمني متواجدة في جزيرة ميون (وسط مضيق باب المندب تمر السفن بالقرب منها) تسيطر على المضيق، لكن المخاوف من تمكين إيران عبر الحوثيين من السيطرة تبقى متوقعة في ظل تراجع دور المؤسسة العسكرية.

ودلل على هذه الإمكانية بما حدث الأسبوع الماضي من سيطرة الحوثيين على جزيرة حنيش ومعسكر أبي موسى الأشعري، بعد قتلهم القائد العسكري للجزيرة العميد زيد محمد الردفاني ومرافقيه في "كمين غادر"، مما يشير إلى عزمهم السيطرة على جزر البحر الأحمر وممراته بشكل كامل.

وفي السياق ذاته، يؤكد العميد المتقاعد علي يحيى -الذي يعمل صيادا في باب المندب- وجود حركة نشطة للبوارج الحربية تتم مشاهدتها تعبر بين الحين والآخر من المضيق، وأضاف للجزيرة نت أن "البوارج غير مستقرة في المضيق وإنما تعبر في اتجاه جزر إريتيرية تستأجرها إيران كقواعد عسكرية".

وأضاف أن سكان باب المندب -ورغم المداخيل التي يدرها- ما زالوا يعيشون في فقر مدقع، فمنذ أكثر من ثلاثة عقود من حكم نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحتى الآن، والمنطقة تفتقر لأبسط الخدمات من مشاريع مياه وكهرباء ومراكز صحية.

وختم أنه يخشى -في ظل استمرار عدم وجود الدولة- وصول الحوثيين للمنطقة والاستيلاء عليها، وهو "ما سيجلب لبلادنا مزيدا من المشكلات مع جيراننا، لأن الحوثيين مرتبطين مذهبيا وفكريا بإيران بقوة، وهو ما يهدد دول الخليج العربي".

زر الذهاب إلى الأعلى