[esi views ttl="1"]
arpo77

مقبرة العود السعودية تجمع الحاكم والمحكوم

على الرغم من أن مقبرة (العود) جنوب العاصمة السعودية الرياض، تضم قبور ملوك المملكة العربية السعودية الستة ومن قبلهم الإمام فيصل بن تركي، إلا أن الدفن فيها لا يقتصر على الملوك والشخصيات المهمة فقط، بل تضم رفات مئات الألوف من السعوديين الذين ماتوا ودفنوا فيها منذ أكثر من 200 عام وحتى اليوم، لتكون واحدة من أكبر المقابر في العالم والمقبرة الوحيدة التي لا يتم التفريق فيه بين قبر ملك وقبر مواطن فقير.

فمن يشاهد قبر الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي ووري الثرى الجمعة الماضية لا يستطيع تفريقه عن أي قبر آخر في المقبرة، فلا شواهد ولا بناء ولا أضرحة، ولا حتى علامة مميزة تقول إنه يرقد هنا أحد قادة الأمة العربية.

ووارت مقبرة العود جثمان ملك جديد، بعد أن ووري جثمان الملك عبد الله بن عبد العزيز الثرى، ليجاور والده الملك المؤسس وأخوته الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وليَّ العهد السابق الأمير سلطان، وعمه الأمير عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير محمد بن سعود الكبير.

يؤكد المؤرخ عبد الله الخميس لـ"العربي الجديد" أن مقبرة العود تعتبر من أشهر وأكبر وأقدم المقابر في السعودية، لضمها قبور عدد من أئمة وملوك وأمراء الدولة السعودية طوال تاريخها، كما تضم قبوراً لعدد من أعيان مدينة الرياض على مرّ عشرات العقود، وهي تأتي من حيث المساحة والأقدمية بعد مقبرة البقيع في المدينة المنورة والمعلاة في مكة المكرمة.

ويقول: "يدفن فيها أغلب أفراد العائلة المالكة السعودية، ولكن أيضا يتم دفن الجميع فيها بلا تفرقه بين حكام ومحكومين"، ويضيف "سميت بمقبرة العود كنايه لدفن العود الملك عبد العزيز فيها".

وبحسب الخميس يمتد تاريخ المقبرة لأكثر من 200 عام، وشهدت مراسم دفن الإمام فيصل بن تركي ثاني ملوك الدولة السعودية الثانية، ودفن فيها قبل هذا التاريخ عدد من أعيان الأسر في الرياض، فقبل 162 عاماً دفن فيها حمد بن راشد بن عساكر جد أسرة آل عساكر المعروفة في الرياض، وغيرهم كثير.

وجاء الاتجاه إلى دفن الموتى في مقبرة العود بعد أن امتلأت مقبرة شلقا في الجهة الشمالية من الرياض القديمة، وتوقف الدفن فيها وذلك قبل حوالي 100 عام تقريبا، ويذكر الخميس أن "الإمام تركي بن عبد الله مؤسس الدولة السعودية الثانية ووالد الإمام فيصل بن تركي دفن في مقبرة شلقا".

133 ألف متر مربع

تضم المقبرة التي تمتد على أكثر من 133 ألف متر مربع قبورا لملوك آل سعود الكبار، وعلى رأسهم الملك عبد العزيز موحد المملكة ومؤسسها، وأبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وأخيراً عبد الله، كما تضم أسماء مشهورة من الأسرة المالكة، كما تعتبر مقبرة العود حاضنة لأسماء أخرى من عائلات وأسر سكنت الرياض على مدى عقود من الزمن، كما يرى الزائر للمقبرة أسبوعياً، وغالباً بعد صلاة يوم الجمعة العديد من الزوار، ممن يأتون للسلام على موتاهم، وتم أخيراً توسيع المقبرة للتجاوز 120 ألف متر مربع.

ويؤكد الباحث والمختص في تاريخ نجد حمد المزيني أن مقبرة العود على الرغم من شهرتها؛ لكونها تضم قبور ملوك السعودية فإنها تعتبر مقبرة الشعب أيضا، ويقول: "دفن في المقبرة مئات الألوف من السعوديين ولا تجد فيها فرقا بين قبر ملك أو مواطن، وهذه من مميزات السعودية على غيرها من الدول"، ويتابع: "تقاليد الدفن هي ذاتها لا تتغير مهما كان المدفون، فقبر الملك عبد الله هو ذاته قبر أي مواطن عادي دفن في المقبرة، ولا توجد أي علامة تفرق القبرين عن بعضهما البعض".

زر الذهاب إلى الأعلى