[esi views ttl="1"]
arpo28

جنازة المتوكل.. المرأة اليمنية في المقدمة

لم أعد متخلفة يا أبي وشاركت في جنازتك" هكذا تقول قبول المتوكل، ابنة السياسي والمفكر اليمني الراحل، محمد عبد الملك المتوكل، الذي اغتيل الأحد الماضي في العاصمة اليمنية صنعاء، على يد مسلحين.

وفي جنازة المتوكل، أمس، كانت المرأة - على غير العادة - في مقدمة المشيعين، في مجتمع يرى المرأة عورة في المنزل فكيف بها تتقدم جنازة وتشارك الرجل مشاعره مرافقةً رجلاً عزيزاً إلى مثواه الأخير.

تقول ابتهال الضلعي، وهي مذيعة في التلفزيون اليمني: "لأن الراحل كان أباً للجميع، ولأنه دفع بنا إلى المقدمة على الدوام وآمن بنا.. رافقناه إلى مثواه الأخير".

كان محمد عبد الملك المتوكل، وهو سياسي بارز ورئيس سابق لتكتل أحزاب اللقاء المشترك في اليمن، يحاول تجسيد مفهوم المدنية على مستوى الأسرة والأصدقاء، وينادي بالدولة المدنية والمساواة بين الرجل والمرأة. وبحسب النساء اللواتي شاركن في جنازة المتوكل: "أردنا ردّ الجميل لرجل كان دائماً يسعى إلى رفعة ومجد المرأة".

جنازة المتوكل بنظر الناشطة والحقوقية اليمنية، سامية الأغبري، لم تكن مجرد جنازة: "لقد كانت تظاهرة مدنية في وداع رجل المدنية والتعايش".

رحل المتوكل بأربع رصاصات، أطلقها مسلّح على جسمه النحيل في شارع العدل بالعاصمة صنعاء، لكن المسلح لم يكن يعلم أن رجلاً كالمتوكل، لا يمكن لأربع رصاصات أن توقف مسيرة تغيير أرادها الرجل على مستوى الأسرة والوطن.

تقول رضية المتوكل، وهي ابنة الراحل وحقوقية يمنية معروفة: "ليت تلك الدماء التي انسكبت من جسده تكون آخر دم يسفك في اليمن.. ليت هذا الرحيل لرجل جسّد المدنية سلوكاً في حياته يكون حاجزا منيعاً ضد كل أشكال العنف المتبادلة".

زر الذهاب إلى الأعلى