[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

تفجير صنعاء الدامي: صراع الحوثيين و"القاعدة" بغياب الدولة

عاشت العاصمة اليمنية صنعاء يوماً دامياً نتيجة التفجير الانتحاري الذي استهدف تجمعاً لأنصار جماعة الحوثي، هو الأعنف منذ التفجير الإرهابي الذي استهدف تحضيرات عرض عسكري في مايو/ أيار 2012.

وحسب الإحصائية الرسمية لوزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، وصل عدد القتلى جراء التفجير في صنعاء إلى 47 قتيلاً ونحو 70 مصاباً بجروح تراوح بين المتوسطة والخطيرة. ووقع الهجوم في منطقة التحرير بقلب العاصمة، حيث كان أنصار جماعة الحوثيين يتجمعون للتظاهر رفضاً لـ"التدخل الخارجي"، استجابة لدعوة زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي.

وجاء التفجير في صنعاء، أمس الخميس، بعد ساعات من هجوم مسلحين يُعتقد أنهم من عناصر "القاعدة"، استهدف موقعاً عسكرياً في منطقة العبر بمدينة المكلا في محافظة حضرموت، شرقي البلاد، ما أسفر عن مقتل 20 جندياً وإصابة 12 آخرين، ليصل عدد القتلى في الهجومين بصنعاء وحضرموت، خلال أقل من 24 ساعة، إلى 67 قتيلاً.

ويعتبر التفجير الانتحاري في صنعاء تطوراً خطيراً بوصفه الأكثر دموية واستهدف مكاناً عاماً، كما أنّه مؤشر على ما يمكن أن يأخذه الوضع من منحى دموي بطابع طائفي، بعدما أصبح مسلحو جماعة الحوثي يسيطرون على العاصمة صنعاء في مقابل انتشار خلايا "القاعدة" التي تتبنى الهجمات ضدهم.

وأجمعت القوى السياسية على إدانة التفجير الانتحاري في صنعاء، وحذرت من تمدّد الهجمات الإرهابية، محمّلة السلطات المسؤولية عن كشف وملاحقة المتورطين، غير أن الإدانات الرسمية والحزبية عبّرت عن موقف العاجز، في ظل الوضع الذي آلت إليه العاصمة بعد سيطرة المسلحين وغياب أجهزة الدولة وسقوط بعض معسكرات الجيش والأمن وتحييد أخرى، الأمر الذي يجعل خيارات الدولة ومؤسساتها محدودة أمام الوضع الذي ينذر بمزيد من الانفلات.

وسارعت جهات دولية إلى إدانة التفجير، ومنها السفير الأميركي في صنعاء ماثيو تولر، الذي دان "بشدة" الهجوم الذي راح ضحيته مدنيون بينهم أطفال، داعياً جميع الأطراف إلى الابتعاد عن العنف والعمل من خلال الوسائل الديمقراطية. وجاء موقف تولر بعد توجيه ناشطين حوثيين اتهامات للولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجوم.

ولم يكن التفجير في صنعاء مفاجئاً بعدما أعلنت جماعة "أنصار الشريعة"، فرع "القاعدة" في اليمن، استعدادها لشنّ هجمات تستهدف الحوثيين، مثلما يعتبر هؤلاء أن "القاعدة" هي التحدي الأمني الأول الذين يسعون لمواجهته، حسب البيانات والتصريحات الصادرة عن قيادة الجماعة.

وكانت مصادر أمنية أكدت، لـ"العربي الجديد"، الشهر الماضي، أنّ تنظيم "القاعدة" بدأ يحشد مسلحيه نحو صنعاء منذ أن بدأ الحوثيون إقامة المخيمات المسلحة على مداخلها للمطالبة بإسقاط الحكومة.

وركزت معظم تعليقات الكتّاب والناشطين اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، على إدانة التفجير الانتحاري، واعتباره نتيجة لتدهور مؤسّسات الدولة وتصاعد الجماعات المسلحة والتحريض والتحريض المضاد بين "القاعدة" و"الحوثي"، وهو الأمر الذي ينذر بمزيد من العنف المسلّح ما لم تسعَ القوى السياسية المختلفة إلى تدارك الأمر وإعادة الاعتبار للدولة وأجهزتها الرسمية.

زر الذهاب إلى الأعلى