[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

صنعاء.. موسم النزوح الكبير

غادر جزء كبير من سكان العاصمة اليمنية صنعاء إلى مدن مختلفة، جراء المواجهات التي حدثت خلال الساعات القليلة الماضية بين وحدات من الجيش اليمني وأنصار الله (الحوثيين).

وتخلو شوارع العاصمة من المارة والسيارات بسبب النزوح الكبير الذي شهدته المدينة بعد استمرار الاشتباكات المسلّحة يوم الأحد، فيما التزم آخرون منازلهم وحرصوا على عدم الخروج منها.

ويقول الصحافي أحمد فوزي لـ"العربي الجديد" إنّه تابع عملية نزوح مئات الأسر تاركة منازلها وأملاكها خوفاً على أرواحهم، مضيفا أنّ "حالة الخوف التي يعشيها سكان العاصمة هذه الأيام لم يسبق لها أنّ حدثت من قبل".

وأكدّ فوزي أنه "وبالرغم من توقف إطلاق النار وتوقيع اتفاق بين الحوثيين والرئاسة والمكونات السياسية المختلفة، إلا أنّ القلق ما يزال يسيطر على سكان العاصمة، الأمر الذي أدى إلى توقف مظاهر الحياة".

من جانبه قال المواطن اليمني محمد صلاح إنه لم يجد مطاعم مفتوحة في المنطقة التي يسكن فيها، بالرغم من أنها في الجانب الآخر وبعيدة عن موقع الاشتباكات".

في سياق متصل، أكدّ أحد العاملين في مطار صنعاء الدولي أنّ مسلّحين يتبعون الحركة الحوثية قاموا بإطلاق النار على طائرة مدنية تتبع شركة الطيران اليمنية، كانت على وشك الانطلاق متجهة إلى الهند، ما أجبرها على التوقف".

وأشار المصدر لـ"العربي الجديد" أنّ الحوثيين "دخلوا الطائرة لتفتيشها ثم تركوها تقلع"، مضيفا أن الحوثيين "يقومون حاليا بمهام التفتيش في صالتي المغادرة والوصول للمسافرين المدنيين".

وأشار المصدر أن المسلّحين الحوثيين فرضوا على الركاب الرجال الصعود إلى الطائرة من إحدى البوابات، والنساء من بوابة أخرى بهدف عدم الاختلاط".

ونفت إدارة مستشفى جامعة العلوم الأخبار التي تحدثت عن قيام الحوثيين بنهب الجامعة والمستشفى، مؤكدّة أنه لا صحة لمثل هذه الأخبار.

بينما قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكّل كرمان، إنّ مسلحين ينتمون إلى جماعة "الحوثيين" استولوا على منزلها، في أعقاب وصفها لزعيمهم عبد الملك الحوثي بأنّه "مجرم حرب".

وكتبت كرمان عبر حسابها على موقع فيسبوك: "12 مسلحاً من الحوثيين استولوا على منزلها، بعد التوقيع على اتفاقية السلام والشراكة". في إشارة إلى الاتفاق الذي وقعته الرئاسة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) مساء أمس، لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، بحضور المبعوث الأممي والقوى السياسية.

وسط هذه الأجواء، أطلق الهلال الأحمر اليمني نداءً عاجلاً إلى منظمات الإغاثة والجهات الخيرية، لتقديم يد العون والمساعدة لإيجاد أماكن تستوعب الجثث بعد تعذر نقلها وعدم توفر ثلاجات تستوعب الموتى.

وبيّن الهلال الأحمر فرع اليمن، في النداء الذي أطلقه أن "عدد الجثث المتناثرة في أماكن النزاع لا تستوعبه ثلاجات الموتى في مستشفيات أمانة العاصمة، ما سبب عدم قدرة جمعية الهلال الأحمر اليمني – فرع صنعاء على نقل الجثث".

إلى ذلك، أعلن محافظ العاصمة اليمنية صنعاء اللواء عبد القادر علي هلال، استقالته من منصبه، وقال هلال في نص الاستقالة التي نشرها فجر الإثنين بحسابه بموقع فيسبوك: "... فإن عجزت عن حماية سيارة تتبعني ولم أقوَ على فعل شيء، وقد حدث ذلك وأنا أمين للعاصمة، فكيف سأستطيع أن أقوم بمهامي وواجبي وأنا المسئول أمام الله وأمام من حملوني الأمانة والمنصب عن ما يقرب لـ3 مليون مواطن وتوفير الخدمات والأمن لهم؟ وكيف سأواجه مشاكلهم وأعمل على حلها؟".

وأضاف في ختام الاستقالة: "وهنا إذ أعبر عن أسفي الشديد أمام هكذا أمر، فإني أقدم استقالتي من منصبي كأمين للعاصمة الحبيبة صنعاء، وقد أرسلت الاستقالة رسمياً أيضا إلى رئيس الجمهورية، فضميري والقيم التي تربيت عليها لا تسمح لي بالاستمرارية بتولي منصب لا أملك فيه القرار والصلاحية، وذلك دربي أيضاً على الدوام" حسب قوله.

وكان مسلحون تابعون لجماعة الحوثي احتجزوا سيارة تابعة لهلال، وظل 3 ساعات يتابع مسؤولين في الجماعة لإطلاقها دون جدوى، حسبما ورد في نص الاستقالة.

زر الذهاب إلى الأعلى