[esi views ttl="1"]
arpo23

"الفيسبوك" ساحة للسياسة في اليمن بحضور "القات"

تكاد صفحات اليمنيين، على موقع التواصل الاجتماعي، "الفيسبوك"، المرافقة المواكبة للاضطرابات الأمنية واستمرار الانقسام السياسي، أن تفصح عن تعبير لواقع جديد: "اليمنيون صاروا محللين سياسيين".

في واقع السياسة يستعر الجدل، لا تفاهمات يمكن إجمالها من تعبير عدد كبير من منشورات "الفيسبوك" في يوم واحد في بلد تتكالب عليه صراعات سياسية عميقة.

وتستأثر القضايا السياسية باهتمام اليمنيين، وتستحث رغبتهم في النقاش وطرح أفكار من قبيل الانتقاد والإشادة، وفي كل يوم يجد اليمنيون موضوعاً جديداً يكون عنواناً بارزاً للأخذ والرد.

وتدفع الانتماءات السياسية والأيديولوجية المتعددة في اليمن، والانقسامات الفكرية والأحداث المضطربة، إلى "إغراق" الفيسبوك بالأطروحات، التي هي في جوهرها أفكار تتباين بين التشدد والاعتدال.

يقول عبدالله القادري، وهو صحافي من محافظة مأرب الصحراوية (وسط البلاد)، ان للفيسبوك تأثيرا كبيرا في محافظته لأنه يتيح الفرصة لإبداء الآراء السياسية.

ورغم افتقار المحافظة إلى كثير من الخدمات الأساسية، إلا أن السياسة المباشرة تتحكم بنقاشات أبناء المحافظة، لا موضوع الخدمات، مع هيمنة خطاب الإعلام المركزي الصادر عن العاصمة على التفكير السائد لليمنيين.

يقول القادري: "تحول الفيسبوك إلى منتدى سياسي أكثر منه وسيلة تواصل اجتماعي. وتحول في الوقت نفسه إلى ساحة صراع مصغرة حول العمل السياسي في البلاد".

لكن "الفيسبوك" أفصح عن دور تثقيفي سياسي أيضاً في أوساط اليمنيين، وبرزت وجوه شابة تصدرت المشهد العام في البلاد، أوصلت صوتها إلى أعلى هرم في الحكم.

وبرز تأثير الفيسبوك، ومواقع التواصل الاجتماعي بالمجمل، بالتزامن مع موجة "الربيع العربي"، التي كان لليمن نصيب منها، وظلت هذه المواقع ساحة لترتيب الوضع الثوري إبان الانتفاضة الشعبية، التي أطاحت بحكم الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، عام 2012.

ولا يأخذ موقع "تويتر" اهتمام الكثير من اليمنيين، كونه موقعاً محدود النشر في حجم النص، فضلاً عن استخدام أغلب النشطاء السياسيين والشخصيات المثيرة للجدل "الفيسبوك".

وتنشط حركة النشر على موقع "الفيسبوك" كثيراً في المساء إذ ترتبط بتناول وريقات القات، وهي فترة استرخاء يكون فيها الموظفون على الأغلب قد أتموا أعمالهم الروتينية.

وترى سارة أحمد، وهي من جيل الشباب، ان مواقع التواصل الاجتماعي تزيد من "تهييج" الرأي العام حول الخلافات السياسية. وتضيف ان للأمر شقين، أحدهما إيجابي والآخر سلبي، فمن جهة، هي مساحة لإبداء الرأي بحرية، والوعي بما يدور في الساحة السياسية، لكنه ايضا سلبي لأنه أضحى المتنفس الوحيد، "فغضب شعب قد تطفئه عدة منشورات فيسبوكية بعد ان ينخدع بها".

وتشهد اليمن تصاعداً في المظاهرات المؤيدة للاصطفاف الوطني خلف الرئيس، عبد ربه منصور هادي، وأخرى تنظمها جماعة الحوثيين المسلحة تطالب بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار سابق بشأن رفع الدعم عن أسعار الوقود، وقد وجد اليمنيون الفيسبوك ساحة مفتوحة لإبداء آرائهم في هذا الشأن. وبدت اللهجة بين الرئيس اليمني وزعيم الحوثيين حادة خلال الأسبوعين الماضيين، بينما لا يلوح في الأفق أي تقارب في وجهات النظر، على الرغم من دفع أحزاب سياسية بمبادرات، قالت إنها قد تحل الأزمة الراهنة في البلاد.

وعلى هامش كل ذلك، ازدهرت الهاشتاغات في الأسبوع الأخير، وتفنن فيها كثيرون، غير أن ما يعيب "صناعة الهاشتاغات اليمنية"، قصر نفس مناصري القضية، إذ سرعان ما يتم الانتقال من هاشتاغ إلى آخر، قبل أن يبلغ الأول مستوى قياسيا يحقق الهدف منه.

زر الذهاب إلى الأعلى