[esi views ttl="1"]
arpo23

إعلام إيران في قلب المعركة اليمنية

ألقت الاضطرابات، التي تشهدها اليمن، بظلالها على تغطية وسائل إعلام إيرانيّة، مع تصاعد حدّة التوتّر الأمني والسياسي إزاء استمرار احتشاد جماعة الحوثيين، ونصب مخيمات لأنصارها على مداخل العاصمة، صنعاء.

ونشرت وسائل إعلام إيرانية تغطيات لمجريات الأحداث في اليمن، استبقت نتائج تصعيد الحوثيين في المطالبة بإقالة الحكومة، وإلغاء قرار رفع الدعم عن أسعار الوقود. وذلك في ظل اتّهامات مباشرة تُطلقها صنعاء بتدخل طهران في شؤونها الداخليّة، ودعمها للجماعة، والتي بدورها تنفي تلك الاتهامات.

والحوثيّون جماعة دينية مسلّحة، تتخذ من مدينة صعدة (شمال اليمن) معقلاً لها، ولديها أنصار في مدن عدة. وشاركت الجماعة في مؤتمر الحوار الوطني، الذي جمع قوى سياسية واجتماعية. ورغم ذلك، خاضت صراعات مسلحة مع من تعتبرهم خصومها السياسيين والعسكريين، وسيطرت على مدن وبلدات عدة في شمال العاصمة.

وبدت التغطيات الإخبارية "مبالغاً" فيها، بالتزامن مع بدء الاحتجاجات، التي أخذت تصعيداً ميدانياً على شكل مخيمات لمئات من المسلحين الحوثيين، على مداخل العاصمة اليمنية منذ الاثنين الماضي. لكن الحوثيين يقولون إن اعتصاماتهم في العاصمة ومداخلها سلمي.

وتحمل احتجاجاتهم ما قالوا إنها مطالب مشروعة في إقالة الحكومة الحالية، وتشكيل أخرى، تضم المكونات السياسية اليمنية كافة، وإلغاء قرار رفع الدعم عن أسعار الوقود.

ومنح زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، الأحد الفائت، في خطاب متلفز، الحكومة مهلة حتى اليوم، الجمعة، لتقديم استقالتها، ودعا أنصاره إلى الخروج إلى الشوارع وتسيير مظاهرات، ونصب خيام على ثلاثة مداخل رئيسية للعاصمة اليمنية.

ونشرت وكالة "أنباء فارس"، الإيرانية شبه الرسمية، عقب خطاب زعيم الحوثيين، تقريراً إخبارياً تحدث عن استعدادات الحوثيين للسيطرة على العاصمة صنعاء، عبر نشر مسلحيها المسنودين ب"كتائب الحسين".

ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية واستخباراتية وقيادات حوثية ان المئات من أنصار الجماعة انتشروا في عدة مناطق في العاصمة، وأعدّوا خطة لإسقاط صنعاء، وقسموها إلى 10 مناطق جغرافية.

ووصفت الوكالة "كتائب الحسين" المسلحة بأنها من أقوى الكتائب التابعة للحوثيين، لكنها حذفت الخبر صباح اليوم التالي، واستبدلته بآخر يتحدث عن القضية الفلسطينية.

واجتزأت في الخبر الجديد، من خطاب زعيم الحوثيين، وحديثه عن قضية فلسطين وقوله انها "ستكون في أولويات الشعب اليمني على الرغم من الهموم التي يعانيها".

وكان الرد سريعاً من قيادات وناشطين في جماعة الحوثيين، وقال عضو المجلس السياسي للجماعة، علي البخيتي، إن الوكالة "مخترقة" من قبل "الإخوان في اليمن". واتهم البخيتي، في منشور على صفحته على "فيسبوك"، مراسل الوكالة بأنه "إخواني متستر".

وقال رئيس تحرير صحيفة "الهوية" الأسبوعية المقربة من الحوثيين، محمد العماد، إن إيران تدعم حكومة الوفاق، بعد نشر وكالة "أنباء فارس" للخبر.

ويوم الثلاثاء الماضي، نشر موقع "مشرق نيوز"، المقرب من الحرس الثوري الإيراني، خبراً مفاده أنّ أنصار جماعة الحوثيين موجودون بشكل كبير في العاصمة اليمنية، وينتظرون صدور أوامر زعيمهم، عبدالملك الحوثي، لإعلان ساعة الصفر.

وتحدّث الموقع عن أن الكثير من القبائل اليمنية أضحت متحالفة مع الحوثيين، وتحدث الموقع عن القوة التي تتمتع بها الجماعة إثر خوضها مواجهات مع الجيش اليمني، "عندما كان في ذروة قوته العسكرية، خسر معارك عديدة في مواجهة الحوثيين في مدن صعدة وعمران وغيرها من المناطق اليمنية".

وأضاف: "قوة الحوثيين هذه تثبت ان لديهم قدرة عسكرية كافية لمواجهة الجيش"، في حال تصاعد الموقف إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين.

وتساءل الموقع: "لماذا لا تسيطر جماعة الحوثيين، التي تمتلك القوة العسكرية، وتتمتع بتأثير على الشارع اليمني، على العاصمة اليمنية صنعاء حتى الآن".

واعتبر الموقع وجود حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن)، التي قال إنها مدعومة من قطر، "من أهم المعوقات، التي تواجهها حركة الحوثيين للسيطرة العسكرية على العاصمة اليمنية، صنعاء، بسبب نفوذهم السياسي وتأثيرهم على الرأي العام اليمني".

لكن الإعلام داخل طهران ليس وحده المهتّم بما يحصل في اليمن، إذ كان لافتاً ليلة الخميس الماضي، نقل كل من قناة "المنار" اللبناينة (تابعة لحزب الله)، وفضائية "الميادين" لخطاب متلفز للحوثي، بشكل كامل، علماً بأن الخطاب استمر أكثر من ساعة، فنقلته القناتان بشكل كامل.

العلاقة بين طهران والحوثيين، لم تكن يومأً سراً، لكن يبدو أن إعلامها دخل هذه المرة على الخط، وبشكل مكثّف.

زر الذهاب إلى الأعلى