[esi views ttl="1"]
arpo28

الغارات الأمريكية بدون طيار.. جرائم قتل خارج إطار القانون

نشرت محكمة فيدرالية أمريكية مذكرة سرية أصدرتها الحكومة الأمريكية تبرر الغارة بواسطة طائرة بدون طيار التى أدت إلى تصفية الإمام المتطرف أنور العولقى في اليمن عام 2011.

وأمرت محكمة الاستئناف في نيويورك بإصدار هذه الوثيقة إثر التماس قدمته صحيفة «نيويورك تايمز» والاتحاد الأمريكى للحريات المدنية «إيه سى إل يو» في فبراير 2012 للمطالبة بالكشف عن المبررات التى تم الاستناد إليها لتصفية ثلاثة أمريكيين أحدهم العولقي.

وتشكل «عمليات القتل المحددة الأهداف» كما يطلق عليها التكتيك الرئيسى في الحرب الأمريكية على الإرهاب في باكستان والصومال واليمن، لكن الناشطين الحقوقيين الأمريكيين وجهوا انتقادات حادة لبرنامج التصفيات هذا، آخذين عليه سريته المفرطة وافتقاره إلى القواعد القانونية التى ترسم حدودا له.

وكان أنور العولقى الداعية المولود في الولايات المتحدة ذو الأصول اليمنية والذى يوجد لديه الكثير من الأتباع على الإنترنت قد لقى مصرعه في سبتمبر 2011 في غارة بدون طيار ، ووصف مسئولون أمريكيون العولقى وقتها بأنه «أكبر خطر» على الولايات المتحدة، باعتباره قياديا محليا أمريكيا في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب».

كما لقى سمير خان الذى يحمل الجنسيتين الباكستانية والأمريكية مصرعه في الغارة ذاتها مع العولقى ، وكان مسئولا عن إصدار مجلة »إنسباير« الإليكترونية الناطقة باسم تنظيم القاعدة باللغة الإنجليزية.

كذلك تمت تصفية عبد الرحمن العولقى نجل أنور العولقى البالغ من العمر 16 عاما في غارة أخرى شنتها طائرة أمريكية بدون طيار في اليمن في أكتوبر 2011.

وفى الحالات الثلاث، لم توجه الولايات المتحدة أى تهمة بارتكاب جريمة إلى أى من المواطنين الأمريكيين الثلاثة. وبررت المذكرة الصادرة عن وزارة العدل في 16 يوليو 2010 استهداف العولقى بأنه «زعيم معاد»، وأن القبض عليه «غير ممكن» في أى حال من الأحوال، وأن أنشطته تشكل «تهديدا متواصلا» للولايات المتحدة، كما وصفته بأنه قائد ناشط رفيع المستوى لقوة معادية يشارك بشكل متواصل في التخطيط والتجنيد لشن هجمات إرهابية.

وجاء في الوثيقة السرية المؤلفة من 41 صفحة أنه كان ضالعا في هجوم تم إحباطه على الولايات المتحدة ويواصل التخطيط لهجمات تهدف إلى قتل أمريكيين من مكان وجوده في اليمن.

وبررت الوثيقة اغتياله بأن كونه يحمل الجنسية الأمريكية لا يجعله بمنأى عن الاستهداف، معتبرة أن تصفيته بواسطة طائرة بدون طيار يتفق والقانون الدولي. كما أعطت المذكرة مبررات لعمليات التصفية، حتى وإن كان من المحتمل أن تؤدى إلى سقوط عدد من المدنيين الأبرياء ، واكتفت بالدعوة إلى بذل »كل الجهود« للتقليل قدر المستطاع من الإصابات المدنية.

وقال جميل جعفر مساعد مدير المنظمة للشئون القانونية »إن برنامج الطائرات بدون طيار تسبب في مقتل مئات الأشخاص بما في ذلك عدد لا يحصى من الأبرياء ، لكن الرأى العام الأمريكى يعرف القليل عمن يتم قتلهم ولماذا يتم قتلهم ، وهو أمر مشين.

زر الذهاب إلى الأعلى