[esi views ttl="1"]
arpo37

العراق: استعراضات للمليشيات والمسلحون يتمدّدون غرباً

شهدت العاصمة العراقية، بغداد، إضافة إلى ست محافظات جنوبية، صباح اليوم السبت، استعراضات عسكرية لأتباع التيار الصدري، شارك فيها الآلاف من المقاتلين والسيارات التي تحمل صواريخ محلية الصنع وأسلحة ثقيلة مختلفة، بالتزامن مع سيطرة الفصائل المسلحة على المزيد من المدن العراقية غربي البلاد.

وقال عضو التيار الصدري، حسين البصري، إن أكثر من 30 ألف مقاتل ينتمون للتيار الصدري نظموا، صباح اليوم، استعراضاً عسكرياً في ضاحية الصدر شرقي بغداد، وفي محافظات النجف وكربلاء والبصرة والقادسية وميسان والمثنى وبابل كرسالة للجماعات الارهابية، وفي مقدمتها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، مشيراً إلى أن "جيش المهدي سيكون خط الدفاع الرئيس في حال حاول التنظيم المساس بالمراقد والمقدسات أو أمن العراقيين بشكل عام".

وأضاف البصري في حديث لـ"العربي الجديد" أن "الاستعراض كشف عن أول صاروخ يتم تصنيعه محلياً وأطلق عليه "مقتدى1" يصل مداه إلى 60 كيلومتراً، فضلاً عن عرض نماذج من ترسانة جيش المهدي العسكري.

ونأمل أن تكون الرسالة قد وصلت إليهم". وقطعت قوات الجيش الطرق المؤدية إلى مكان الاستعراض الذي أقيم في شارع الفلاح وسط مدينة الصدر، ووفرت حماية له منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، فيما حلقت مروحيات للجيش في سماء المنطقة.

وتزامن استعراض مليشيا الصدر مع استعراض آخر لمليشيا العصائب وحزب الله العراقي في منطقتي أور وبغداد الجديدة شرقي بغداد أيضاً، لكن على نحو أقل.

وأثارت الاستعراضات العسكرية ذعراً وسط مناطق بغداد المختلفة، إذ أعادت إلى الأذهان مشهد الاقتتال الطائفي عام 2006 و2007. وقال المواطن صباح أحمد (45 عاماً) إن "بغداد تحولت إلى غابة.

القوي فيها يسود. لا قانون ولا نظام ولا حتى رائحة لسلطة الدولة. المليشيات تسيطر على كل مفاصلها وعمليات الاغتيال والقتل الطائفي عادت منذ أيام ونخشى من أيام أسوأ".

وأضاف لـ"العربي الجديد" "ننتظر أن يكمل أبناؤنا الامتحانات النهائية كي نغادر إلى مكان آخر أكثر أمناً". في غضون ذلك، كانت الفصائل المسلحة قد انتهت من سيطرتها على مدن ومناطق جديدة غرب وشرق البلاد.

وأعلن المتحدث باسم شرطة الأنبار، النقيب حميد الريشاوي، عن سيطرة جماعات مسلحة على مدن جديدة في "مناطق أعالي الفرات غرب الأنبار وهي راوة وعنة وعكاشات، بما فيها مناجم الفوسفات المتواجدة جنوبي المدينة".

وبيّن أنّ القوات العسكرية والأمنية انسحبت من المنطقة بعد مقتل آمر اللواء 28 مع 11 عسكرياً آخرين في الاشتباكات التي رافقت تقدّم الجماعات المسلحة إلى تلك المدن، منطلقين من مدينة القائم التي سقطت أمس بالكامل.

وتعتبر مناجم الفوسفات في مدينة عكاشات الوحيدة بالعراق، وتستخدم على نحو كبير في القطاع الصناعي وتُصدّر إلى دول الجوار. وتتخوف حكومة نوري المالكي من استمرار تقدّم الجماعات المسلحة للوصول إلى حقل عكاز الغازي غرب الأنبار، والذي تشرف على إدارته شركة "كوكاز" الكورية الجنوبية.

وفي ديالى، سيطرت الفصائل المسلحة على مدينة إمام ويس شمال شرق بعقوبة، مع ثلاث قرى صغيرة محيطة بها. وأقامت قوات الجيش والشرطة حواجز ترابية، وانتشرت حول المدينة تخوفاً من تقدّم هذه الفصائل نحو مدن أخرى والسيطرة عليها، وفق ما ذكر مصدر أمني في شرطة ديالى، لـ"العربي الجديد".

من جهة ثانية، عزا القيادي بالمجلس العسكري لعشائر العراق، عبد الله الشمري، سبب التأخر في تنفيذ الهجوم على مدينة بغداد منذ أسبوع إلى التخوف من قبل الفصائل لحدوث اقتتال طائفي واسع داخل العاصمة يؤدي إلى حرف مسار الهدف الذي ثاروا من أجله.

وقال الشمري، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، "نجح المالكي في تحريك الشارع الشيعي طائفياً بمباركة مرجعيات دينية لم تحاول فهم الطرف الثاني أو حتى الاستماع إليه. وبغداد الآن عبارة عن قنبلة موقوتة قد تنسف كل البلاد معها وقد يكون دخولها بمثابة الصاعق لتلك القنبلة، لذلك تأخرنا. لكنها تبقى مسألة مؤجلة لا أكثر ولا أقل، لأننا نؤمن أن (رئيس الحكومة العراقية نوري) المالكي لن يزاح الا بالقوة".

زر الذهاب إلى الأعلى