[esi views ttl="1"]
arpo28

لغز الطائرة الماليزية يحير العالم

لا يزال لغز الطائرة الماليزية يحيّر العالم بعد مضي أكثر من ثلاثة أيام على اختفائها، فما بين روايات الاختطاف والسقوط تتعدّد الفرضيات، فيما تستمر طائرات البحث والإنقاذ تجوب سماوات فيتنام بحثاً عن أثر دون جدوى.

في الأثناء تمّ التعرّف على الراكبين اللذين استخدما جوازي سفر مزوّرين وتبيّن من ملامح وجهيهما أنّهما غير آسيويين دون الإفصاح عن هويتهما، بينما أرسلت بكين فريق عمل إلى كوالالمبور للمساعدة في العثور على الطائرة.

وأعلن مسؤول ماليزي أنّ «عمليات البحث عن الطائرة لم تسفر عن أي نتائج».

وقال مدير الطيران المدني الماليزي أزهر الدين عبد الرحمن خلال مؤتمر صحافي: «للأسف لم نعثر على أي شيء يمكن أن يكون مصدره الطائرة، ناهيك عن الطائرة نفسها»، مضيفاً أنّ «الطيران الفيتنامي رصد مساء أول من أمس حطاماً قد يكون للطائرة قبالة سواحل البلاد الجنوبية، لكن لم يرد أي تأكيد». وأردف ازهر الدين عبد الرحمن:

«رصدنا عدة قطع حطام لكنه لم يتم التثبت في الوقت الحاضر من أنّ أيّا منها تعود إلى الطائرة». وأبان عبد الرحمن أنّ «عمليات البحث عن طائرة ركاب الخطوط الجوية الماليزية المفقودة، التي كان على متنها 239 شخصا، لن تتوقف حتى يتم العثور عليها»، لافتاً إلى عدم وجود إطار زمني لعمليات البحث.

فرضية خطف

بدروه، أكّد رئيس المحققين الماليزيين أمس أنّه لا يستبعد اختطاف الطائرة المفقودة، لافتاً إلى أنّه «يجرى التحقيق في جميع الاحتمالات للوقوف على السبب وراء الفقدان». وأشار المحقّق إلى أنّ «السلطات الفيتنامية لم تؤكّد مشاهدة أي حطام للطائرة».

تفكّك طائرة

وقال مصدر يشارك في التحقيقات في ماليزيا لوكالة «رويترز»: «كون أنّنا لا نستطيع العثور على أي حطام حتى الآن يشير إلى احتمال تفكك أجزاء الطائرة على ارتفاع نحو 35 ألف قدم».

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنّه «إذا كانت الطائرة سقطت سليمة من الارتفاع المعتاد للتحليق ولم تتحطم إلّا بفعل تأثير ارتطامها بالماء لكان من المتوقّع عثور فرق البحث على كمية مجمعة من الحطام». وأكّد المصدر عند سؤاله عن احتمال حدوث انفجار نتيجة قنبلة، أنّه «لا يوجد حتى الآن أي دليل على وجود عمل جنائي وأنّ الطائرة قد تكون تفكّكت أجزاؤها لأسباب ميكانيكية».

فك طلاسم

وفي مؤشّر ربما يفك بعض طلاسم اللغز المحيّر، أعلن مسؤول ماليزي بارز أمس أنّ «الراكبين المشتبه بهما اللذين استخدما جوازي سفر مسروقين ليستقلا الطائرة المفقودة سمات وجهيهما ليست آسيوية». ورفض المسؤول ما أعلنه وزير الداخلية زاهد حميدي أنّ «الراكبين المشتبه بهما سمات وجهيهما آسيوية»، مردفاً: «لقد تفحصّنا مقاطع الفيديو والصور، وتأكّدنا الآن أنّ سمات وجهيهما ليست آسيوية».

لا دليل

على الصعيد، أعلنت السلطات الفيتنامية أمس أن الجسم الطافي الذى قيل في وقت سابق إنّه يشبه قارب نجاة مقلوب في بحر الصين الجنوبي لا يخص الطائرة الماليزية المفقودة. وقال الليفتانت جنرال فو فان توان نائب رئيس أركان جيش الشعب الفيتنامي، إنّ «سفينة تابعة للبحرية الفيتنامية وصلت للجسم نحو الساعة الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، ووجدت أنّ الجسم هو حطام تغطيه الطحالب موجود في المياه منذ فترة طويلة ولا صلة له بالطائرة المفقودة».

فريق صيني

من جهتها، أرسلت الحكومة الصينية أمس فريق عمل إلى ماليزيا لمتابعة قضية الطائرة الماليزية التي فقد الاتصال بها وعلى متنها 239 شخصاً بينهم 154 صينياً. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا»، أنّ «فريق عمل مؤلّف من 13 شخصاً هم مسؤولون من وزارات الخارجية والأمن العام ومديرية النقل الجوي المدنية توجّه إلى ماليزيا».

هبوط

هبطت أسهم شركة الخطوط الجوية الماليزية بنسبة 10 في المئة أمس في أول جلسة تعاملات منذ فقدان الطائرة. وفي بداية جلسة التعاملات في بورصة ماليزيا هبط سعر سهم الشركة إلى 0.21 رينغيت، اي اقل بنسبة 16 في المئة من سعره عند إغلاق جلسة الجمعة «0.25 رينغيت»، قبل ان يعود في منتصف الجلسة ويقلص خسائره مستقرا عند 0.225 رينغيت، أي أقل بـ10 في المئة مما كان عليه الجمعة عند الإغلاق. وكانت الشركة سجلت في الفصل الأخير من 2013 رابع خسارة فصلية لها على التوالي، وهو أمر لم يسبق أن حصل في تاريخها، وقد بلغت هذه الخسارة 1.17 مليار ريغيت «360 مليون دولار».

تعدد الروايات حول الأسباب

يمثل الاختفاء المفاجئ لطائرة الخطوط الجوية الماليزية أحد أندر كوارث الطيران، ويزيد الغموض عدم معرفة الدولة التي سقطت فيها الطائرة.

وفترة إقلاع وهبوط الطائرة من أكثر فترات الرحلة خطورة بطبيعة الحال وتحدث خلالها معظم الحوادث. لكن على النقيض من ذلك اختفت الطائرة التي أقلعت بعد منتصف الليل على ارتفاع التحليق في سماء صافية عندما كانت في طريقها من كوالالمبور إلى بكين. ولم ترسل أي إشارة استغاثة في ما يبدو ولم يتم التوصل لحدوث أي عطل بالطائرة.

وقال بول هايز مدير السلامة في فلايتجلوبال اسيند وهي مؤسسة لاستشارات الملاحة الجوية في بريطانيا: «لا تتحطم الطائرات وهي تحلق بهذه الطريقة... هذه واقعة غير عادية إلى أبعد الحدود».

وتوجد كارثة واحدة فقط مماثلة وقعت في الآونة الأخيرة وهي تحطم طائرة «إير فرانس 447» في المحيط الأطلسي في العام 2009 وهي في طريقها من ريو دي جانيرو إلى باريس.

وسيعيد الحادث على الأرجح النقاش حول ضرورة الاستعاضة عن مسجلات الصندوق الأسود بنظم تعتمد على الأقمار الصناعية قادرة على إرسال قياسات عن بعد في الوقت الحقيقي لوقوع الحادث. ومثل هذه الأنظمة موجودة لكن استبعد استخدامها حتى الآن بسبب التكلفة والتجهيزات.

وبموجب قواعد المنظمة الدولية للطيران المدني عادة تتولى حكومة منطقة وقوع الحادث الولاية القضائية على حطام الطائرة وتقود التحقيق. ولذلك من غير المرجح أن تتولى أي دولة المسؤولية لحين العثور على حطام الطائرة. وفي هذه الحالة ستكون فيتنام على الأرجح، لكن إذا سقطت الطائرة في المياه الدولية فستتولى ماليزيا المسؤولية وتشارك الولايات المتحدة، لأن الطائرة أميركية الصنع.

واختفت طائرة الخطوط الجوية الماليزية بعد حوالي ساعة من رحلتها المقررة إلى بكين وثارت تكهنات من حدوث عطل مفاجئ إلى وقوع شيء تسبب في انقطاع الكهرباء أو وقوع حادث غريب.. في حين يقول طيارون وخبراء في مجال الطيران إن انفجارا على متن الطائرة يبدو أنه السبب المحتمل للكارثة.

وفي هذا الصدد، يقول طيار سابق بالخطوط الجوية الماليزية: «كان ذلك إما انفجاراً أو صاعقة أو انخفاضاً شديداً في الضغط ... الطائرة 777 يمكنها الطيران بعد صاعقة وحتى بعد انخفاض شديد في الضغط. لكن إذا وقع انفجار فلا توجد فرصة».

زر الذهاب إلى الأعلى