[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

حملة حكومية للحفاظ على مدينة صنعاء التاريخية بقائمة التراث العالمي

تتواصل حالياً أعمال الحملة الوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة والتي تنفذها وزارة الثقافة وأمانة العاصمة اليمنية صنعاء تحت شعار " من اجل الحفاظ على مدينة صنعاء (مدينة التراث العالمي)".

وقال رئيس القطاع الفني بأمانة العاصمة نائب رئيس الجملة الوطنية للحفاظ على مدينة صنعاء التاريخية سليم عبدالله الحيمي لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) ان فعاليات الحملة التي تستمر لمدة ستة أشهر ، تسير بصورة جيدة بحسب ماهو مخطط ومبرمج بما يسهم في استمرار التفرد للنسيج التاريخي والحضاري لمدينة صنعاء العريقة .. مشيرا إلى ان الفرق الميدانية الخاصة بالحملة والبالغ عددها 12 فريقا ميدانيا تواصل عملها بكل جهد وتفاني لإيقاف الاستحداثات والبناء العشوائي في مناطقها السكنية .

وأوضح الحيمي انه تم منذ بدء الحملة في 2 يونيو الحالي إيقاف 17 حالة مخالفة للنمط المعماري الفريد لمدينة صنعاء التاريخية .

ولفت إلى ان إزالة هذه المخالفات وإيقاف بعضا منها قبل بدء المخالفة غير قانونية ، جاء تنفيذا للقانون وبموجب قرارات صادرة من نيابة الآثار والمدن التاريخية المحدد فيها المخالفات التي تمت في هذه المباني باستخدام الحديد والأسمنت في عملية البناء .

وأكد الحيمي ان الهدف الرئيسي من الحملة وقف المخالفات والاستحداثات غير قانونية التي جرت خلال العامين الماضيين بسبب الأزمة السياسية التي مرت بالبلد وإعادة الاستقرار وهيبة الدولة وتفعيل النظام والقانون والإدارة الفاعلة في المدينة التاريخية ورفع مستوى الوعي والإدراك المجتمعي بأهمية المحافظة على الموروث الحضاري والتاريخي لصنعاء القديمة ، إضافة إلى سرعة عملية التدخل العاجل من قبل القائمين على الحملة لإزالة التراكمات والمخالفات التي خلفتها الأوضاع السياسية خلال العامين الماضيين والبدء بتطبيق برنامج يضمن مشاركة المجتمع المحلي في إدارة عملية الحفاظ والاستقرار الاجتماعي .

وأضاف رئيس القطاع الفني بأمانة العاصمة أنه في ضوء إقرار مجلس الوزراء الخطة التنفيذية والإجراءات التي من شأنها استعادة مدينة صنعاء لمكانتها التاريخية والحضارية تم إعداد البرامج طويلة المدى لضمان استمرار تحسين عملية الحفاظ على المدينة وتأمين مشاركة كافة الجهات المحلية والدولية ذات العلاقة وتنظيم عملية البناء المعماري المتناسق وتنظيم الخطة المعمارية وإعادة تأهيل الأبواب القديمة والأزقة والمقاشم .

وعبر الحيمي عن تفاؤله بنتائج إيجابية من مؤتمر كمبوديا الدولي للجنة التراث العالمي في ضوء خطة الحكومة اليمنية التي سيتم تقديمها في المؤتمر لمناقشة أوضاع المعالم والمدن المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ، والموافقة على منح اليمن مهلة أخرى لإبقاء مدينتي صنعاء و زبيد في قائمة التراث العالمي نظراً للظروف الصعبة والمعقدة وغير مسبوقة التي مرت بها اليمن أثناء الأزمة السياسية في عامي 2011 و2012 الماضيين .

وشدد الحيمي في ختام تصريحه ل "سبأ " على ان نجاح تنفيذ الحملة يتطلب تضافر كافة الجهود الحكومية والمحلية والمجتمعية بالتزامن مع تنشيط التطور الاقتصادي والاجتماعي من خلال تنفيذ إجراءات ضرورية فيما يخص تحسين المشاريع الخدمية والتنموية بمدينة صنعاء التاريخية أهمها توفير المياه والكهرباء والصحة والمدارس ومعالجة الإشكاليات الراهنة .

وكان مجلس الوزراء قد ألزم في 28 مايو الماضي كل من أمين العاصمة بالتنسيق مع وزير الثقافة و رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية والجهات ذات العلاقة بإيقاف أي أنشطة عمرانية جديدة أو استحداثات في كافة مكونات مدينة صنعاء القديمة وحماها (المسجلة في قائمة التراث العالمي اليونسكو بالحدود المذكورة في ملف التسجيل)، وذلك لمدة عام واحد حتى يتم معالجة الإشكاليات والاختلالات الحالية.

ويأتي الشروع في تنفيذ حملة الحفاظ على مدينة صنعاء القديمة ، على خلفية المخاوف التي أبدتها مؤخرا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لما يجري من تشوهات ومخالفة البناء المعماري الفريد للمدينة واستخدام الحديد والإسمنت في عملية البناء وترميم الكنوز المعمارية للمدينة القديمة في انتهاك لقواعد يونسكو.

يذكر أن صنعاء القديمة التي ضمتها الأمم المتحدة في عام 1986 ، لقائمة مواقع التراث الإنساني العالمي في مسعى للحفاظ على الهندسة المعمارية التقليدية للمدينة ، تعد واحدة من أشهر المدن العربية التاريخية والعريقة، التي تشكل محورا مهما في ثنايا التاريخ العربي والإسلامي.

وتحظى صنعاء القديمة التاريخية الشهيرة بمبانيها المرتفعة الفريدة من نوعها والمشيدة من الطين اللبن وأسواقها والمسجلة ضمن قائمة مواقع التراث الإنساني العالمي للمنظمة الدولية " يونسكو " ، باهتمام دولي وأوروبي نظراً لحضارتها الضاربة في جذور التاريخ ويمتزج الحاضر بالمستقبل في صنعاء، حيث تتألف حالياً من جزأين قديم وحديث،فيقع الجزء القديم في وسط المدينة تقريباً ويحيط به الجزء الحديث بأبنيته وشوارعها الواسعة بل يتداخل معه في بعض المناطق أو الأماكن، وبالذات في الجهتين الشمالية والغربية، حيث حل العديد من المنشآت وسط المساكن القديمة.

ويوجد في صنعاء 35 سوقاً تحتفظ بطابعها التاريخي القديم، ولكل سوق اسمها ودلالتها وخصوصياتها المميزة مثل سوق الملح وسوق الذهب وسوق الفضة وسوق النحاس وسوق الطعام " الحبوب " وسوق الجنابي " الخناجر اليمنية" وأسواق القماش والزبيب واللوز والعقيق.

وتشتهر صنعاء منذ آلاف السنين بالعديد من الصناعات مثل صناعة العقيق اليماني والنحاس والسبائك المختلفة والتطريز وصناعة السيوف والجنابي والخناجر،والزائر لهذه الأسواق اليوم سيجد أن ثمة من الأشياء والمشغولات اليدوية تتجسد فيها الأصالة والإبداع وفنون التراث والثقافة.

زر الذهاب إلى الأعلى