[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

لامركزية وبرلماني.. التجمع اليمني الإصلاح يقدم رؤيته بمؤتمر الحوار لشكل الدولة ونظام ‏الحكم (النص)‏

قدم التجمع اليمني للإصلاح رؤيتين منفصلتين لكلا من شكل الدولة ونظام الحكم في تليكم ، ‏وذلك أمام فريق الدولة المدنية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل. حيث طرح نظام حكم ‏برلماني وشكل الدولة أنها لامركزية.

ومما طرحه حول شكل الدولة "أنها دولة تزول منها تمركز السلطة في قمة الهرم الإداري ‏وتحقق فيها اللامركزية بالشكل الذي ‏يناسب اليمن أرضاً وإنساناً.‏ و "التحديد الواضح للسلطات ‏والصلاحيات المركزية واللامركزية ، بما يمكن هيئات وقيادات الحكم ‏اللامركزي من إدارة ‏شؤونهم".‏ تحقق الديمقراطية الشوروية للشعب لأنه مالك السلطة ومصدرها. ‏وتحقق مبادئ ‏المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية في السلطة والثروة".‏

وفيما يلي ينشر نشوان نيوز نص الرؤى:

رؤية التجمع اليمني للإصلاح ‏لشكل الدولة

‏ تمثل مسألة تطوير شكل الدولة أحد أبرز وأهم القضايا التي ينتظر الشعب من مؤتمر الحوار الوطني ‏الشامل الخروج فيها برؤية عملية تخرج البلاد - ودونما رجعة - من طوق المركزية الذي أخذ بخناقها ‏عقودا مديدة ، وتضمن تحقيق الشراكة العادلة في الحكم والثروة بين كل اليمنيين ، وتوسيع المشاركة ‏السياسية، ودفع عجلة التحول الديمقراطي إلى الأمام، وتعزز في نفس الوقت الوحدة الوطنية والحفاظ ‏على أمن اليمن واستقراره، وتفتح الأبواب مشرعة لبناء يمن ديمقراطي جديد، يسود فيه القانون، ‏ويتحقق فيه التداول السلمي للسلطة، فعلا وواقعا.‏
إن عملية تطوير شكل الدولة بصورة تحقق الأهداف المرجوة من التجربة، وتحول دونما حصول أي ‏انتكاسة أو تراجع أو فشل لها تتطلب بالضرورة التوافق على إعادة ترتيب البيت اليمني من الداخل.‏
‏ إن تحديد أي من الصيغ التطبيقية لنظام اللامركزية الملائمة لليمن أرضا وإنسانا، هي التي تنطلق ‏من حقائق واقع البلاد بكل تعقيداته وإشكالاته وسلبياته وإيجابياته، على الصعيد الثقافي، ‏والاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي وعلى المستوى الجغرافي والديمغرافي، إذ لا توجد صيغة واحدة أو ‏قوالب جامدة لنظم اللامركزية ، فليس هناك شكل تطبيقي واحد يمكن أن تأخذ به الدول وتطبقه دون ‏عناء، فمهما كانت درجة التشابه والتماثل والتقارب بين الدول، فمن المسلم به أن الظروف السياسية ‏والاقتصادية والاجتماعية، والإرث التاريخي، والثقافي، والفكري ...إلخ عوامل مؤثرة وحاسمة في اختيار ‏وتصميم النظام المرغوب، فكل دولة تأخذ من المبادئ التطبيقية الخاصة باللامركزية ما يتناسب مع ‏أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية، وهي توازن ذلك مع القدرات والإمكانات المتاحة ماديا ‏وبشريا.‏
لقد مثل مطلب بناء الدولة الوطنية اللامركزية أحد أبرز القضايا التي اثارت الكثير من الجدل ‏والنقاش وعلى كافة المستويات، وكل حزب وكل جهة وكل طرف أعد لهذا الأمر عدته، وحدد رؤيته ‏لقضية شكل الدولة التي يرى أنها الأصلح للبلاد وهذه إيجابية كبرى ستعزز من قدرة المؤتمرين في هذا ‏الحوار الوطني على الخروج بالرؤية المرجوة، مالم تتحول الرؤى إلى متاريس تحول دون الوصول إلى كلمة ‏سواء تحقق تطلعات شعبنا وتعالج الإشكالات الحاصلة، الأمر الذي يتطلب منا قدرا من التأني في طرح ‏الرؤى بهدف إتاحة فرصة لمايلي:-‏
‏1.‏ إجراء لقاءات بين مختلف أطراف ومكونات الحوار يتناقشون ويتبادلون الأفكار بطريقة ودية ‏وهادفة.‏
‏2.‏ الاستماع إلى عدد من الخبراء الوطنيين والأجانب للتعرف أكثر فأكثر على الصيغ والتجارب ‏التطبيقية لنظم اللامركزية .‏
‏3.‏ التعرف الدقيق على أبرز الحقائق المالية والاقتصادية للبلاد والتي لها علاقة بعملية الانتقال نحو ‏اللامركزية. ‏
وفي كل الأحوال فإن التأني لا يعني التهرب من تقديم الرؤى بقدر ما يعني مزيداً من الدراسة والبحث ‏للوصول إلى الصيغة الأنسب لواقعنا في اليمن.‏

‏ وعليه فإن رؤية التجمع اليمني للإصلاح لشكل الدولة ينطلق من الأسس والمحددات الآتية:-‏
‏1-‏ أنها دولة تزول منها تمركز السلطة في قمة الهرم الإداري وتحقق فيها اللامركزية بالشكل الذي ‏يناسب اليمن أرضاً وإنساناً.‏
‏2-‏ أنها دولة مدنية ذات نظام جمهوري تتحقق فيها أهداف الثورات اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر ‏وثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية .‏
‏3-‏ تحفظ لليمن وحدته وسيادته وأمنه واستقراره .‏
‏4-‏ اعتماد مبدأ ألانتخاب كأساس لتشكيل وتكوين قيادات الحكم اللامركزي.‏
‏5-‏ التحديد الواضح للسلطات والصلاحيات المركزية واللامركزية ، بما يمكن هيئات وقيادات الحكم ‏اللامركزي من إدارة شؤونهم.‏
‏6-‏ تحقق الديمقراطية الشوروية للشعب لأنه مالك السلطة ومصدرها . ‏
‏7-‏ تحقق مبادئ المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية في السلطة والثروة.‏
‏8-‏ تحافظ على كرامة الإنسان اليمني باعتبار أن الدولة غاية ووسيلة لتحقيق طموحات مواطنيها.‏
‏9-‏ تحقق لشعبها نهضة شاملة وتضمن له تكافؤ فرص العمل وسبل العيش الكريم .‏
‏10-‏ تكون الثروات الطبيعية والموارد العامة فيها ملكاً للشعب اليمني مع ضمان حصول الوحدات ‏اللامركزية على نسبة عادلة من عائد الثروات المستخرجة منها كما تتشارك جميع الوحدات المحلية في ‏تنمية متساوية تمول من الثروات والموارد العامة للدولة، كما أنه لابد من التحديد الدقيق للموارد ‏والثروات السيادية والموارد والثروات اللامركزية.‏
‏11-‏ يكون القضاء هو الفيصل لحسم أي خلاف ينشأ بين السلطات المركزية واللامركزية وفقاً لما ‏يحدده القانون .‏
وفق الله الجميع لما فيه خير بلدنا وشعبنا

رؤية التجمع اليمني للإصلاح ‏لنظام الحكم ‏
النظام البرلماني نظام الحكم
يتعدد ويتنوع شكل النظام السياسي للدول في عالمنا المعاصر وذلك كنتيجة حتمية لبيئة ‏الدولة الداخلية والخارجية،وبالمقابل تتعدد أشكال وأنماط أنظمة الحكم فيها ،فهي قد تكون ‏رئاسية أو مختلطة أو برلمانية.‏
إن نظام الحكم الرئاسي، يعزز من دور السلطة التنفيذية ويجعل من رئيس الدولة رئيساً ‏لتلك السلطة ويخلق توازناً مباشراً بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية غير أنسلطة ‏الرئيس تكون كاملة على السلطة التنفيذية، تجعل أعضاء الحكومة مستشارين لديه يمثلون ‏السياسة التي يعتمدها ولا تستطيع السلطة التشريعية سحب الثقة منه؛ لأنه منتخب من ‏الشعب.‏
وبالمقابل نجد نظام الحكم المختلط هو الآخر يقوم على أسس الفصل بين سلطات ‏الدولة،غير أنه يوجد ازدواجية في ممارسة السلطة التنفيذية حيث إن السلطة التنفيذية فيه ‏موزعة بين الرئيس والحكومة، وهذا بدوره يؤدي إلى التنازع والتهرب من تحمل ‏المسؤولية.‏
أما نظام الحكم البرلماني فهو يجسد مبدأ الفصل بين السلطات،ويعبر عن الإرادة الشعبية ‏من خلال خلق التوازن بين سلطات الدولة الثلاث، ويعزز روح الإدارة الجماعية حيث يجعل ‏النظام البرلماني السلطة التنفيذية بيد الحكومة التي تدير شئونها من خلال الإدارة الجماعية ‏ويجعل عمل سلطات الدولة عملاً تكامليا بينها، و يلغي ازدواجية وتداخل وظيفة مؤسسة ‏الرئاسة مع عمل الحكومة.‏
إن النظام البرلماني يجعل الحكومة ملتزمة بتحمل مسؤوليتها الكاملة بإدارة شئون ‏الدولة تحت رقابة برلمانية مباشرة من السلطة التشريعية التي في الغالب قد تتكون من ‏مجلسين أحدهما يمثل سكان الدولة،والمجلس الآخر يمثل المحافظات أو الأقاليم أو الولايات ‏بحسب شكل الدولة، سواء كانت دولة بسيطة اندماجية أو دولة اتحادية مركبة، وتتشكل ‏الحكومة في نظام الحكم البرلماني من الحزب الذي يحصل على غالبية الأصوات كنتيجة ‏لانتخابات مباشرة حرة ونزيهة، أو أن تكون الحكومة فيه ائتلافية من مجموعة من الأحزاب ‏الفائزة في البرلمان.‏
‏ ‏
الرئيس في النظام البرلماني
يكون الرئيس في نظام الحكم البرلماني رمزا لسيادة الدولة ومنتخباً في الغالب من قبل ‏السلطة التشريعية ، وتنظم صلاحياته بقواعد دستورية واضحة.‏
إننا في التجمع اليمني للإصلاح نرى أن نظام الحكم البرلماني يحقق أهداف ثورتي ‏سبتمبر وأكتوبر وثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية، ويجسد الأسس الدستورية ‏والديمقراطية على أرض الواقع التي تعكس رغبة الشعب اليمني في التخلص من الاستبداد ‏الذي عانى منه الكثير باعتبار أن نظام الحكم البرلماني يفصل بشكل واضح بين سلطات الدولة ‏ويوجد نمطا للتكامل بينها، فالنظام البرلماني يجعل من صلاحيات البرلمان منح الحكومة الثقة ‏واستجوابها وسحب الثقة منها، ويجعل من حق البرلمان أيضاً أن يقدم مشاريع قوانين ‏ويصدرهاوتلتزم الحكومة بتنفيذها، وبالمقابل نجد أن للسلطة التنفيذية حق تقديم مشاريع ‏قوانين إلى البرلمان،كما أن من حقها حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة في حال وصل ‏الخلاف بين السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى درجة يصعب فيها تسيير شئون الدولة .‏
إن مما يعزز اختيارنا لنظام الحكم البرلماني أنه سيكون ملبياً لرغبات الشعب اليمني في ‏التحرر من الاستبداد وازدواجية السلطة والانتقال إلى مرحلة جديدة هي مرحلة الإدارة ‏الجماعية التي تعبر تعبيرا حقيقيا عن الإرادة الديمقراطية للشعب اليمني مالك السلطة ‏ومصدرها،كما يغيب فيه التسلط والإنفراد باتخاذ القرارات السياسية والإستراتيجية .‏

والله الموفق

زر الذهاب إلى الأعلى