[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

صالح يشكل حكومة حرب ويستدعي رئيس برلمان "يسير على عكازين"

قالت مصادر سياسية يمنية مطلعة إن الرئيس علي عبدالله صالح ينوي تشكيل حكومة حرب لمواجهة الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة للمطالبة بإسقاط النظام، التي استخدم النظام القوة لقمعها، ما أدى إلى مقتل المئات وجرح الآلاف.

وأوضحت المصادر ذاتها أن صالح قد يقدم على هذه الخطوة في الخطاب المقرر أن يلقيه اليوم أو غداً بمناسبة ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر/ أيلول، كما أنه يعتزم استدعاء مجلس النواب الممزق بعد أشهر من انتهاء شرعيته الدستورية في شهر فبراير/ شباط الماضي وانسحاب عدد كبير من حزب المؤتمر الشعبي العام، صاحب الأغلبية في المجلس، بعد مجزرة الثامن عشر من شهر مارس/ آذار الماضي .

وأكدت أن رئيس مجلس النواب الحالي يحيى الراعي عاد إلى اليمن بعد ساعات قليلة من عودة الرئيس صالح، رغم وضعه الصحي الصعب، حيث لا يزال يسير على عكازين، وذلك بهدف عقد جلسة لمجلس النواب لتأكيد شرعية المجلس .

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن صالح ربما يختار الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر أحمد عبيد بن دغر لرئاسة الحكومة، حيث بات من المؤكد عدم قدرة رئيس الوزراء الحالي الدكتور علي مجور على إدارة الحكومة بعد تعرضه لإصابات كبيرة في الهجوم الذي استهدفه والرئيس صالح في الثالث من شهر يونيو/ حزيران الماضي ووجوده في المملكة العربية السعودية للعلاج .

وسبق لمصادر رسمية أن أعلنت أن الرئيس صالح سوف يعلن خلال أيام قليلة عدداً من القرارات المهمة لتطبيع الأوضاع في البلاد، وذلك في الخطاب الذي يلقيه بمناسبة مرور نصف قرن على ثورة سبتمبر/ أيلول التي أطاحت حكم “الإمام” أحمد بن حميد الدين، الذي عمَر في الحكم 14 عاماً مقابل 33 عاماً للرئيس “الجمهوري” علي عبدالله صالح .

وبعد أن عاد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى بلاده فجأة مثلما غادرها وسواء كان يعتزم تفعيل انتقال للسلطة أو القضاء على الاحتجاجات فإن بلده صار برميل بارود يتجه نحو حرب أهلية .

وتختمر الاحتجاجات منذ ثلاثة شهور بينما يشهد اليمن مأزقا سياسياً؛ في حين تعافى صالح في السعودية من محاولة اغتيال في يونيو/حزيران الماضي، لكن محاولات المحتجين تصعيد الاحتجاجات الأسبوع الماضي أشعلت قتالاً ضاريا بين القوات الموالية لصالح والقوات المنشقة عنه التي تزعم أنها تؤيد المعارضة، حيث خلفت الاشتباكات نحو 100 قتيل من المحتجين .

واستغل صالح الفرصة وانسل عائدا في جنح الظلام دون أن يعرف احد باستثناء قلة من حراس الأمن، وقال عبدالغني الإرياني، المحلل السياسي والمشارك في تأسيس حركة الصحوة الديمقراطية إن عودة صالح في وقت مثل هذا نذير شؤم وربما تشير إلى أنه يعتزم استخدام العنف لحل الأزمة، مضيفاً: “هذا أمر خطير” .

وعلى مدى خمس سنوات كانت الانفجارات تدوي في أنحاء العاصمة صنعاء الواقعة بين جبال صخرية، وأبقت المخاوف من القناصة الذين يتربصون فوق أسطح المباني المحتجين على مدى اشهر في منطقة لا تتجاوز مساحتها أربعة كيلومترات أعادوا تسميتها “ساحة التغيير” وأدخلت الرعب في قلوب السكان الذين يشعرون أنهم محاصرون .

أسوأ السيناريوهات في الأزمة التي يواجهها صالح هو أن يرفض المتشددون في الحزب الحاكم الذي يرأسه صالح بعد أن جرأتهم عودته، العودة إلى مائدة المفاوضات الأمر الذي يبقي على احتمال اشتعال فتيل حرب أهلية .

وقال الإرياني إن أنصاره (صالح) سيشعرون أنهم في موقف أقوى وسيرفضون التسوية، وهو ما يعني بشكل أساس موت العملية السياسية، ودعا صالح الذي يحكم اليمن الذي يعمه الفوضى منذ 33 عاما إلى وقف إطلاق النار لدى عودته من أجل إجراء المحادثات على الرغم من تراجعه ثلاث مرات عن توقيع اتفاق لنقل السلطة .

ودفعت عودته غير المتوقعة حتى حليفته السابقة الولايات المتحدة إلى مطالبته بالتنحي وترتيب انتقال كامل للسلطة والسماح لليمن ب”المضي قدما”، وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في نيويورك “الشعب اليمني عانى بما فيه الكفاية ويستحق طريقا نحو مستقبل أفضل” .

والسيناريو الآخر هو أن القادة السعوديين سمحوا لصالح بالعودة كي ينقل في نهاية المطاف السلطة لأشخاص سيواصلون التعاون مع المملكة التي مولت صالح لفترة طويلة للمساعدة في القضاء على جناح نشط للقاعدة في اليمن .

وقال غانم نسيبة، وهو محلل وشريك في مؤسسة كورنر ستون جلوبال للاستشارات: “إذا لم يكن هناك أي شيء لهم (السعوديين) لما سمحوا له بالعودة” .

وقادت الرياض مبادرة خليجية لنقل السلطة في اليمن، واحدثت عودة صالح صدمة لدى الدبلوماسيين الموجودين في صنعاء لمحاولة التوصل لاتفاق، لكنهم قالوا انه قد تكون هناك بارقة أمل، وقال مفاوض: “إذا كان يستهدف التفاوض فالأمل أن تقلل المحادثات المباشرة حالة البلبلة ووجود من يحاولون عرقلة فرص التقدم السياسي، قد يحمل ذلك انباء سارة” .

وأيد القيادي بالمعارضة محمد المتوكل هذا الرأي قائلا إنه متفائل بشأن عودة صالح وإنها ربما تجعل الوضع تحت السيطرة وان صالح قد يوقع المبادرة الخليجية، وقال انه لا يعتبر عودة صالح تصعيدا .

وما يتفق عليه معظم الناس هو أن الانتفاضة المندلعة منذ ثمانية اشهر في اليمن بلغت منعطفا حاسما، وسئل عما تعنيه عودة صالح فقال دبلوماسي مقيم في الرياض في إيجاز “إنها سيئة حقا” . (رويترز)

صالح يوجه الجيش بالعودة إلى ثكناته

قال مصدر رسمي يمني إن الرئيس علي عبدالله صالح وجه بإزالة كل المظاهر المسلحة من العاصمة صنعاء .

وأشار إلى أن صالح وجه يوم أمس اللجنة المكلفة من قبل نائبه عبدربه منصور هادي برئاسة رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب مطهر القمش وعضوية كل من عبدالقادر علي هلال، أحمد اسماعيل أبو حورية، اللواء فضل بن يحيى القوسي والعميد علي بن علي الجايفي ب”العمل على إزالة كل المظاهر المسلحة من العاصمة صنعاء بما في ذلك الحواجز ونقاط التفتيش والمتاريس وإخلاء المسلحين سواء كانوا من الأمن أو القوات المسلحة وإعادتهم إلى ثكناتهم” .

وقال المصدر نفسه إن التوجيه شمل كذلك “إخلاء المسلحين من المجاميع الشعبية (أنصار النظام من رجل القبائل) بما يضمن بقاء العاصمة آمنة وخالية من كل المظاهر المسلحة” .

وأوضح أن توجيه صالح الرئاسي شدد على أن “قرارات اللجنة تعتبر ملزمة لكل الأطراف التي يجب عليها الالتزام بالتنفيذ، وأن عليها الإعلان عن كل من لم يلتزم بتنفيذ ما تقره اللجنة عبر وسائل الإعلام وإطلاع الشعب عمن لا يلتزم بقراراتها” .

زر الذهاب إلى الأعلى