[esi views ttl="1"]
arpo28

لم يرحل صالح، رحل دغيش وعائلته (قصة مؤثرة من داخل ساحة الاعتصام)

نتيجة لحالة الارهاب النفسي الاعلامي الذي تمارسه وسائل الاعلام الرسمية في اليمن على المعتصمين المطالبين بتغيير نظام الرئيس صالح، بزغت في ساحة التغيير بعض الاجراءات الاحتياطية غير الموفقة التي تهدف ربما إلى سد الذرائع، أمام الافتراءات المتوالية للنظام، ومن هذه الاجراءات اقتحام خيمة عشاق الحرية التي يقطنها العم دغيش وعائلته منذ أوائل الاعتصام.

وتحت هذا الرُّهاب المستمر من قبل إعلام الرئيس؛ لا أحد يدعي أن المسار الثوري خال من الأخطاء ولكن الجميل هو الثورة السلمية اليمنية تصحح أخطاءها أولا بأول وتناقش زلاتها بكل شفافية... ولعل هذا ما فعلته الكاتبة أروى عثمان وهي تروي قصة العم دغيش بأسلوب يجمع بين الألم والغضب والاحتجاج، فتقول:

عائلة دغيش ومنذ ثلاثة أشهر، وهم يعتصمون بقلبهم، وبنقودهم، وراحة بالهم، واستقرار العائلة، الكل يهتف لرحيل النظا ، وللحرية، تجدهم جميعاً بما فيهم ابنهم الصغير إلياس الذي قد تربى على ثقافة الثورة والحرية، فأول ما تصوب الكاميرا إليه، يرفع شعار النصر أو الشهادة بطريقة آلية، ويهتف بتلعثم: "ارحل".

كان الهجوم السافر والوحشي من قبل جماعات منظمة تريد وأد الثورة منذ بداية ساحة التغيير، فهي تضرب بيد من حديد لكل مختلف لا يسير على نهج التطابق الإيديولوجي باسم الدين حيث هوجمت الخيمة بحجة الاختلاط.

القصة متصلة لانتهاكات كثيرة بلغ اوجها ماحدث اليوم 27-5-2011، فالأستاذة إحسان، وزوجها دغيش، وبعض الأصدقاء قرروا فتح فصل دراسي للتقوية في المواد العلمية للطلاب المعتصمين.. وقد تم الاستئذان لممارسة هذا النشاط، ورحبت به المنصة، وقد علق جدول الحصص على الخيمة منذ اسبوع.

وقد حصلت مشكلات ومضايقات كثيرة في الأيام السابقة، لكن اليوم (الجمعة) كان الهجوم الهمجي بحجة ان الاختلاط ممنوع، وهذا النشاط يدمر (الثورة)، بالرغم من ان الخيمة مفتوحة، والكل يرى، ويشاهد حصص الدرس.

اجتمع الطلاب والطالبات وبعض نشطاء المجتمع المدني والكتاب للتنديد بما حدث من انتهاكات لخيمة عشاق الحرية التي فعلاً تودي بالثورة إلى مهلك ومقتل! في هذه الأثناء يتردد أن الكثيرين قد بدأوا يغادرون الساحة بسبب الإنتهاكات اليومية.. لكن نفس منطق اللامبالاة، ترد الجماعات الطاردة (الثورية!): انه اعتداء فردي من قبل مندسين يريدون ان يضيعوا الثورة، يشقوا الصف، وان الأمن القومي هو من يقوم بهذه الانتهاكات وكأن المعتدين هم جن وليسوا مليشيات إرهابية تصول وتجول في الساحة تبطش، وتخون، وتضرب، وو..الخ.

اثناء الهجوم، ونحن نتحاور، كانت نفس الوجوه التي قد رأيناها في أكثر من حدث، تمد عصاها الغليظة لتمنع، وتفتي وو..الخ رأيناها، تأتي، وتندس، والبعض كان يقف في ركن قريب بعيد، يضع اللثام على وجهه.

ثم تختم بنت عثمان قصتها برسالة إلى قادة المشترك، واللجان الأمنية والتنظيمية: أوقفوا الحرب ضد الثورة، باسم الثورة..

موضوع متصل:
التلفيق الأخلاقي.. من مقتل الحمدي إلى بدرية غيلان
https://nashwannews.com/news.php?action=view&id=11831

زر الذهاب إلى الأعلى