[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

ندوة وطنية أحوازية بمناسبة ذكرى الإحتلال الفارسي وذكرى الإنتفاضة

أقيمت بمناسبة الذكرى الرابعة والثمانين لااحتلال الأحواز والذكرى الرابعة للإنتفاضة نيسان المجيدة ندوة تحت عنوان “لا للإستسلام... نعم لمواصلة الكفاح والمقاومة” واستضافت هذه الندوة الجالية الاحوازية في مدينة ماستريخت في هولندا بالتعاون مع عدد من الجهات الوطنية في يوم الجمعة 18 نيسان/ابريل 2009.

وحضر الندوة عدد من ابرز الشخصيات العربية والاحوازية و ممثلين الجاليات من مختلف مناطق اروبا فيما تغيب عدد من الجهات والحركات السياسية الاحوازية من هذا الحدث المهم في عشية الذكرى الرابعة والثمانين والذكرى الرابعة لانتفاضة نيسان 2005 التي وضعت القضية الاحوازية على طاولة الاحداث الساخنة في المنطقة وتجاوز التعتيم الاعلامي والاستخباراتي واطلعت العالم على الواقع المرير الذي يعاني منه الاحوازيين منذ بداية الاحتلال ولا سيما في عهد نظام الملالي و حملة الابادة و العقاب الجماعي ولارهاب الذي يمارس بحق ابناء الشعب العربي الاحوازي.

وضمت الندوة محاضرة عدد من الشخصيات السياسية العربية والاحوازية وناقش المحاضرون أهم احداث وتطورات القضية الاحوازية بعد انتفاضة نيسان 2005 وقدموا رؤية مستقبلية للحركة التحريرية الاحوازية فيما أكد المشاركون حق الشعب الاحوازي في مطالبته بالحرية وحق تقرير المصير ومقاومة أساليب البطش والقمع من قبل أجهزة القمع الفارسية واعلنوا رفضهم لأي مساومة سياسية مع أي طرف من الأطراف على حساب معاناة وحقوق الشعب العربي الاحوازي.

وألقى احمد المولى العضو في المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز كلمة الافتتاح وتناول فيها أهم تطورات التي شهدتها الساحة الأحوازية التحريرية منذ 1925وحتى انتفاضة نيسان 2005 وطالب الجميع بتجديد العهد والوفاء لتضحيات ابناء الشعب العربي الاحوازي مضيفا ان الشعب العربي الاحوازي واجه مخططات العدو الفارسي طيلة ثمانية العقود الماضية ورفض الخنوع والمساومة وباتت الحرية والكرامة الانسانية في أسلم أولويات الإنسان الاحوازي”

وأشاد السيد احمد المولى في افتتاحية الندوة بمقاومة ونضال ابناء الشعب العربي الاحوازي في انتفاضة نيسان وقال “ بعد ثمانية عقود فيما كان يظن العدو الفارسي انه تمكن من تنفيذ مخططاته أثبتت الضمائر المتيقظة ان الشعب العربي الاحوازي يمضي قدما في سبيل التحرر من الهيمنة والاستعمار واعلن رفضه لسياسات الدولة الفارسية الارهابية تجلى بثورة شعبية عارمة شملت كل مدن الاحواز واعلنت بداية مرحلة جديدة من تاريخ نضال شعبنا نحو انتزاع حقه في الحياة وتحرير الارض والانسان من الغزاة المحتلين الذين يتسترون بأقنعة الدين ومناصرة المظلوم في العالم” وأضاف جاءت انتفاضة نيسان نتيجة لسقوط القناع عن وجه المجرمين بيد ابناء الشعب العربي الاحوازي بعد أن تم اكتشاف وثيقة مكتب ابطحي ولم تنقطع انتفاضة ابناء الشعب الاحوازي و مواجهاتهم للعدو بعد مرور اربعة اعوام وعجزت اجهزة استخبارات العدو الفارسي امام ارادة العشب الاحوازي الذي بات مدركا للتحولات من حوله وفي النهاية طالب احمد المولى ابناء الشعب العربي الاحوازي في المنفى بوحدة الصف وترسيخ أسس عملية وهادفة للتحرك على الصعيد الداخلي في القطر المحتل وعلي الصعيد الخارجي الدولي لإسترداد الحقوق العربية الاحوازية المسلوبة وتحرير الارض والانسان الاحوازي من نير الاحتلال الفارسي البغيض و أكد في النهاية بأن “ الشعب العربي الاحوازي يتطلع إلى خطاب وتحرك ونشاط سياسي يرتقي إلى مستوي تضحياته وقوافل الشهداء والأسرى وعوائلهم ومعاناتهم”

وكان من ابرز الشخصيات الحاضرين في الندوة الدكتور خالد المسالمة* الباحث المتخصص في الدراسات الالمانية- العربية وقد ألقى كلمة تناول فيها القضية الاحوازية في الذكرى الرابعة والثمانين من الاحتلال على ضوء معطيات الانتفاضة النسيانية وقال بأن إنتفاضة نيسان المباركة حملت في طياتها ثلاثة رسائل مهمة ورأى ان الانتفاضة هي تجديد ثورة وإعادة حياة لقضية شعب منسي وتجديد عهد و استمرار حركة التحرر التي سقط على طريقها الآف من الشهداء الاحوازيين من اجل الحرية والاستقلال.

و وجه الدكتور خالد المسالمة “ تحية إلى الشعب العربي الاحوازي الذي لم يتوقف في يوم من الايام عن ان يعرف نفسه عن انتمائه إلى الوطن العربي وعن تبني كل قضايا الأمة من فلسطين إلى الجزائر والى... وأضاف بأن دماء شهداء الاحواز لن تذهب سدى ابدا وانما معانيها سيتذكر الاجيال انها غير منتهية”.

ورأى ان الرسائل الثلاثة التي حملتها الانتفاضة كالتالي :

الاولى موجهة إلى الشعب العربي الاحوازي وأضاف “ يجب ان نطرق الابواب بقوة ونتحدى غطرسة المحتل في تفريس المنطقة” و ورأى ان الانتفاضة الغير منظمة عبرت عن الحس الفطري للناس الذين خرجوا في نفس اليوم في كل الاحواز دليل على الحس الفطري ان الانسان والشعب لا يمكن في يوم من الايام ان يتخلى عن حقوقه وهي رسالة سمعها الكل من الشعب الاحوازي في انتفاضة نيسان وعادة الروح بين مختلف طبقات الشعب الاحوازي

و رأى ان الرسالة الثانية موجهة الي الوطن العربي الذي يعاني من سياسات الفرس العدائية والصراع معها الذي اصبح اكثر دموية في السنوات الاخيرة

وأشار إلى الدور السلبي الذي لعبته إيران في المنطقة العربية في مناطق مثل لبنان وفلسطين والعراق وعدم رغبة العرب في فتح جبهة مع إيران لأن العرب في مواجهة عاصفة من الدول الكبرى فهي ليست بحاجة إلى فتح جبهات جديد وتكتفي بالجبهات المفتوحة لكن على العرب ان يفهموا ان المعركة مفتوحة من قبل إيران وعدد القتلى في العراق يدل علي الحرب القائمة من قبل إيران وأكد ان إيران استطاعت في ما عجزت عنه المؤامرة الصهيونية وهو شق الصف الفلسطيني.

استمر المسالمة قائلا ان هناك حقيقة معركة مفتوحة من قبل الفرس على الوطن العربي و الوطن العربي ليس فقط في احتلال الاحواز وليس في احتلال الجزر الاماراتية وإنما هناك المشاركة في احتلال العراق والتدخل في اليمن ولبنان وفلسطين والجزائر والبحرين و القليل يعرف ان إيران المتورط الاكبر في الحرب الاهلية بالجزائر حين تداخلت بين الاسلاميين والحكومة الجزائرية وانتقلت الامور من احتجاجات في الشارع إلى مواجهات مسلحة سقط فيها 250 الف جزائري و اليد الإيرانية القذرة ملطخة في هذه المسرحية الدموية.

وهذه الرسالة موجهة إلى الوطن العربي في انتفاضة نيسان الباسلة ان هناك لكم علي ضفاف الخليج العربي وعلى تخوم جبال زاغروس شعب شاب حيوي يزيد عدده على 12 ميليون نسمة وهو في تزايد ان هذه الرسالة تقول للوطن العربي شعبا وحكومات وقوى معارضة ومثقفين أن هناك لكم سند اساسي تستطيعون مواجهة هذه الغطرسة الفارسية بأقل الاثمان.

وقال عن الرسالة الثالثة التي وجهتها الانتفاضة بأنها موجهة إلى حكام إيران “ لقد اركنوا حكام إيران في سلسلة معاركهم الدموية مع الشعب الاحوازي وفي ثلاثين عام الاخير والسجون التي ملئت من المناضلين لقد اركنوا حكام إيران ان هذا الشعب استكان وهو الآن في مرحلة تخلى فيها عن حقوقه لكن عمق الانتفاضة واتساعها في كل مساحة الاحواز ارهبت وارعبت وفاجئت هؤلاء الحكام وحتى فترة اسابيع لم يستطع الإيرانيين تقييم هذه الانتفاضة وأضاف لقد وضعت هذه الانتفاضة المنطقة على طريق آخر طريق يقول ان هناك شعب قادر على الصمود على الرغم من كل انواع البطش وطول عمر هذا البطش وغطرسة حكامه.

وقال المسالمة :”كلنا من يتذكر ويقارب كيف كانت القضية الاحوازية على المستوى الداخلي وعلى مستوى العالم العربي قبل عام 2005 ويقارن بالوقت الحاضر... الآن دخلت كلمة الاحواز والقضية الاحوازية العادلة إلى القاموس السياسة في المنطقة العربية وأصبحت جزء وكل يوم تدخل منابر اعلامية وسياسية وثقافية...واضاف ان هناك تغير حقيقي في المزاج الجماهيري و المزاج السياسي للمنطقة ودخلت الاحوازالمنسية في كل المجالات السياسية والثقافية في الوطن العربي.

واستهجن المسالمة ما سماه بالازدراء الإيراني والغطرسة حين يعدم شباب في عمر الورد ويواجه هؤلاء الموت على اعواد المشانق بحرية ويشمئز العالم من حكام في بداية القرن الواحد والعشرين يجمعون الناس في الساحات العامة ليطلعوهم ليرعبوا فيهم الناس كيف يعلقوا الاطفال والشباب على اعواد المشانق وأكد ان هذه الغطرسة لا مثيل لها في العالم.

وخاطب المسالمة جميع الحركات السياسية الاحوازية قائلا “اتمنى أن يمتلك الناس الشجاعة ويعيدوا التفكير في حدود وطنهم وقدرة شعبهم وقيمة وطنهم في معادلات الصراع في المنطقة العربية، الاحواز ليست خوزستان وانتم تعرفون تماما بصرف النظر اذا كانت إمارة القواسم كانوا أصحاب مع إمارة الكعبية أو كانت إمارة آل علي حلفاء تاريخيين للقواسم لكن الحقيقة أن الساحل الشرقي للخليج العربي كلهم من العرب بصرف النظر عن القبائل الحاكمة في السابق لماذا لا نعلم ابنائنا واحفادنا بهذه الحقائق... لماذا المطالبة بمحافظة واحدة فقط من الاحواز إذا الفرس اصروا على تقزيهم وتشويه هذا الوطن المحتل وأعطوه اسم فارسي على الاحوازي ان لا يلتزم بقرارات الاحتلال الفارسي لأن العدو يقول ما يشاء لكن الاحوازي هو الوحيد الذي يقرر حدود وطنه ويفسره ولا يتبع سلطات الاحتلال بشيء من هذا.

وفي الختام طالب المسالمة المثقفين العرب والحكومات والاحزاب السياسية العربية بإعادة النظر إلى القضية الاحوازية وقال بانهم الرابحون ولا يخسروا شيئا بانفتاحهم على القضية الاحوازية وأكد أن بلاد الاحواز عربية بصرف النظر عن الاوضاع السياسية والعلاقات العربية التي تربط الدول العربية مع إيران وطبيعة الاوضاع في المنطقة.

أما المحاضرة الثالثة في الندوة فقد كانت للكاتب والمحلل السياسي وعضو التحالف الوطني العراقي الاستاذ باقر الصراف وفي البداية وجه الصراف تحية بأسم التحالف الوطني العراقي إلى الاحوازيين في الذكرى الرابعة بعد الثمانين للإحتلال الإيراني والذكرى الرابعة لإنتفاضة نيسان 2005 و تطرق الصراف إلى المنهج السياسي الذي يتبعه التحالف الوطني العراقي وبعض الرؤى المشتركة بينه وبين الحركات التحريرية الاحوازية الذين يجمعها عدو مشترك واحد هو الاحتلال الإيراني للاحواز العربية والعراق الكبير.

أكد الصراف على وجوب "قصقصة كل الامتدادات الفارسية في الوطن العربي والقضاء التام على الفكر والشعارات والاطروحات الطائفية التى يتبرقع بها ملالي طهران لتنفيذ مشروعهم السياسي العنصري. والذي يتخذ من السلوك السياسي لبعض الانظمة العربية ذريعة لتسويق افكار إيران الظلامية وسياساتها، وتدخلاتها المجرمة".

و وجه الصراف تحية تضامنية للشعب العربي الاحوازي من خلال المجتمعون في الندوة بمناسبة مرور ثمانية عقود ونصف على الاحتلال العسكري الفارسي للأحواز العربية والقضاء على امارة عربستان المستقلة سياسيا بزعامة الرمز المعنوي للاحواز الامير خزعل الكعبي و اندلاع الانتفاضة الشعبية في منتصف الشهر الرابع من عام 2005 وقال الصراف ان نضال الاحوازيين و تصديهم للهيمنة القومية الفارسية وامتدادتها ونضالهم المستمر للتطلع الثقافي والقومي الفارسي الصفوي الذي يعمل بشكل حثيث ومتواصل للهيمنة المطلقة سياسيا واقتصاديا واجتماعبا على الاحواز في تكامل لنهج عملي.

وأكد الصراف تضامن الشعب العراقي والحتالف الوطني العراقي مع ابناء العشب العربي الاحوازي الصراف الانتفاضة جاءت في سياق الصراع التي تخوضها الشعوب العربية في المنطقة وقال “لقد كانت الانتفاضة الشعبية الاحوازية ضد الاحتلال والاضطهاد وتفريس المنطقة وإجاعت الشعب التي شملت الاحواز كلهاو قال الصراف عن الانتفاضة انها " قد أعادات صياغة الوعي المجتمعي بالقضية الوطنية الأحوازية بشكل جماعي بما يخدم صالح الذات الاجتماعة على حساب التشظي القبلي والتفتيت الجهوي والتشرذم العشائري والارتباط بهذه الجهة أو تلك الوجهة. إنه وعي وطني شامل أفرزته الإنتفاضة ما بين نقيضين، الوطني الأحوازي، والمحتل الفارسي، وعلى ضوء الموقف منهما يتحدد تقويم موقف الفرد والفئة والطبقة وعموم افراد المجتمع ".

وأضاف الصراف "إنَّ الاِنتفاضة الشعبية الواسعة دشنت مرحلة سياسية جديدة، إتسمت بالتخطيط الهادف إلى جعل جذوتها مستمرة، الأمر الذي تبدّى في العمليات الغوارية ضد المحتلين، ومواجهة ازلامهم، وعملائهم، ونسف بعض مصالحهم الاستراتيجية، وتعرض لمراكز امنهم وقواهم وقواتهم القمعية، هذا من ناحية، وافرزت الانتفاضة الشعبية واقعا سياسيا جديدا شمل بتأثيره الاطراف السياسية الاحوازية جميعا، فمنهم من رأى تلك الانتفاضة اتت اكلها وانتهت، وبالتالي ضرورة الرجوع إلى الهدوء وتوسل السلطة الفارسية المحتلة من أج اهداف سياسية جزئية والحلم بما كان سائداً، فيما تطورت المواقف السياسية للقوى الوطنية الأخرى بضرورة جعل هذه الانتفاضة معيناً لا ينضب، وطقة مخزون ثوري لا ينفد، لعمل طليعة ثورية تؤمن بان الانتفاضة حالة سياسية تجسد عظمة الجماهير ونزوعها نحو التحرير والاستقلال، والتخلص من ربقة الظلم، والجور، والإضطهاد. وهاتين الرؤيتين السياسيتين تأخذ معطياتهما السياسية نشاط كلا الاتجاهين، ولا شك أن السياسة الفارسية العنصرية، والطائفية الصفوية وتفريس الأرض وتهجير السكان قد أنضج الاطروحات السياسية للطرف الثاني فيما كان الطرف الأول يسعى إلى تقفيص الواقع على قد مقاس احلامهم الذاتية، وارجاع عقرب الساعة القهقرة نحو صيغ واساليب كانت ملائمة لظرف ما. إن عشرات الشهداء الذين اعدموا ومئات الاسرى والمطاردين والملاحقين والمضطهدين والمهجرين يجسدون عمل الطرف الثاني، فيما يتمتع الآخرون من أصحاب الرؤية السياسية الاصلاحية الامتيازات كافة على مستويات دولية، عالمية، وربما فارسية ايضا".

وقال ممثل التحالف الوطني العراقي في ختام كلمته الموجهة إلى الاحوازيين "إننا في التحالف الوطني العراقي كفصيل يساهم بالقدر الذي يستطيع ويتمكن في المعركة الوطنية الباسلة ضد الإحتلال الأمريكي وسطوة عملائه يحيي القوى الوطنية الأحوازية الجذرية التي فولذت رؤيتها السياسية الانتاضة الشعبية الباسلة، وجعلت عيون قياداتها مسمرة على هدف التحرير، ومركزة على مباديء التخلص من الاحتلال الفارسي، وبناء الادات الذاتية الثورية التي تستطيع الارتقاء إلى مصاف المواجهة الشاملة مع عدو بغيض مدجج بكل ما تمتلكه دولة ما، وتجد مناصرة له على الصعيد الإقليمي والعالمي، ويتجلى ذلك بموقف اطراف حاكمة وحزبية وسياسية من القضية الوطنية الأحوازية، فهي لا تطيق ذكرى، وإن تطرقت اليه فستكون مضطرة، فيما لا يتوانى الموالون للرؤية الفارسية الصفوية، أو الإيرانية، عن الاسفار الصفيق لرؤاهم بالولاء للرؤية الإيرانية، والتنظير لها والترويج لاطروحاتها، رغم سفور مواقفها المتضامنة مع الروؤية السياسية والعملية للولايات المتحدة ضد العراق وافغانستان".

وساهم الدكتور عبدالله حويس الشخصية الآكاديمية والوطنية الاحوازية بكلمة قيم فيها انجازات الانتفاضة وأكد على ضرورة إعادة النظر في الفكر الفارسي الفاشي المبني على العنصرية و وضح بأن العنصرية الفاشية الفارسية قامت على أسس عرقية وليس على مباني فكرية ثقافية أو لغة أو دين بل هو العرق الآري الذي يغذي الفكري الفارسي العنصري و تحدث عن وثائق كثيرة تؤكد دخول الفكري العنصري الاروبي الاستعماري قبل البهلوية وبعدها إلى حكام إيران والعنصرية الإيرانية هي استمرار الحملات العنصرية التي تؤكد على تفوق العرق الابيض على الاعراق الأخرى و تأثر الفرس في كل توجهاتهم الفكرية بهذه العنصرية وهناك شواهد تدل على تعلم المفكرين والمثقفين الإيرانيين على يد اشهر المنظرين والمفكرين في هذا المجال وذكر الوثائق الالمانية كنموذج لذلك.

وعلى ضوء ما قدم للفكر العنصري الإيراني ومصادره حلل الدكتور حويس مواجهة الشعب العربي الاحوازي والاحتلال الفارسي بأنها مواجهة بين شعب يحترم الشعوب الأخرى وبين شعب له اطماع عنصرية ويؤمن بتعاليه وسيطرته على القوميات الاخرى وطالب في نفس الوقت بتحليل هذه العقلية العنصرية في كل مناسبة للتعرف على ابعادها وخطورتها.وذكر حويس نماذج من التراث الفكري الفارسي الصفوي تدل على العداء التاريخي الفارسي تجاه العرب و أكد بان العداء هو قبل الاحتلال الفارسي للاحواز والصراع في المنطقة له جذور تاريخية ابرزها كانت الشعوبية.

وقال حويس على الرغم من وجود الخلفية التاريخية لهذا العداء وتمكن الفرس من احتلال المحمرة رفض الشعب العربي الاحوازي الهيمنة الفارسية لأنه شعب يحب الحرية وقاوم من اجل الحصول على حريته ودعا الحويس إلى فهم تطورات نضال الشعب العربي الاحوازي وفهم تاريخ ديالكتيك (جدلية) هذا النضال بدراسة أهم التطورات وقال بأن المرحلة الأولى من تاريخ نضال شعبنا انتهت في تاريخ 1956 عندما خرج الشعب العربي الاحوازي إلى الشارع للتنديد بالإعتداء الثلاثي من قبل فرنسا وبريطانيا واسرائيل على جمهورية مصر العربية وتضامن الشعب العربي الاحوازي مع المصريين وعبر الاحوازيين بهذا عن انتمائهم العروبي وبعد ذلك انتبهت القيادة المصرية وبدأت العلاقة بين شعبنا وعاصمة الثورة العربية مصرو توجت هذه العلاقات تأسيس جبهة تحرير عربستان و هذا الحدث شكل نقلة نوعية في نضال ابناء الشعب الاحوازي في تنظيم شمولي يتجاوز كل الاشكال القبيلية والمناطقية وخرجنا من مرحلة انتفاضات القبائل وانتقد محاولات رسم صورة للاحوازيين بأنهم عبارة عن قبائل وراى بانها دعوة فارسية ولا قيمة لها لان الشعب العربي الاحوازي شعب واحد و أضاف بأن الشعب العربي الاحوازي انتقل إلى مرحلة جديدة بتأسيس اول تنظيم سياسي يمثل الشعب العربي الاحوازي ورأى بأن النقلة النوعية الثانية كانت في خروج هذا التنظيم من مستوى النخبة إلى حركة سياسية شعبية من خلال تأسيس مراكز ثقافية وتعليمية وتأسس من القوة الجماهيرة الذراع العسكري لمقاومة شعبنا ضد نظام الخميني في بداية حكمه ودخل عدد كبير من الطلاب إلى هذا الصفوف وواجهت المراكز الثقافية العدو وقدمت مئات الشهداء وانتقلت الحركة الثقافية إلى مختلف المناطق.

وقال عن انتفاضة 15 نيسان الباسلة بأن من قاموا بهذه الانتفاضة ليسوا من نتاج تلك الحركات الثقافية لكن عبر ممارستهم وعبر انتمائهم لوطنهم فهموا بأن العدوعدو حقيقي يهدد وجودهم كشعب ولم تخدعهم الشعارات الدينية الكاذبة الدين في مكانه والسياسة الفاشية في مكانها وسياسة التهجير والاستيطان تماثل سياسة الكيان الصهيوني وعبر هذه السياسة فهم وكشف الجيل الجديد من ابنائنا حقيقة وهوية النظام الإيراني والاحوازيون اول من كشفوا للعالم حقيقة هذا النظام وخبثهم وجبنهم انهم جبناء لاننا وصلنا إلى هذه النتائج عبر نضالنا ومواجهتنا لهم.

وقال في الوقت الحاضر لا نخشى على الشعب الاحوازي لانهم وصلوا إلى الوعي المطلوب وكل ابناء شعبنا يتكلم ويكتب باللغة العربية والثورة الالكترونية جعلت تغيير هوية ابناء شعبنا من قبل الفرس امر مستحيل وصعب. وأشار الدكتور عبدالله حويس إلى الثورة الآكاديمية التي وصل اليها ابناء الشعب العربي الاحوازي ونجاحهم في المستويات العلمية المختلفة و قال يترتب على عاتق الطاقات الآكاديمية الوطنية في مختلف المجالات البحث العلمي وعليهم ان يعدوا ابحاث للتعريف على اسس عقلية منهجية لكشف جرائم النظام الفارسي. وعن المقاومة في مواجهة المحتل الفارسي أكد بانها يجب ان تكون علمية اكثر من الوقت الحاضر وأكد بأن للقتال جبهات والقتال مع العدو لا تنحصر في جبهة واحدة ليس جبهة سياسية أو عسكرية واحدة بل هناك جبهات اجتماعية وثقافية، يجب علينا ان ندرس القانون الإيراني مثلا ونعرف تناقضاته ونكشف هويته ونكشف ان هناك القانون الإيراني في طهران يطبق لصالح الفارسي وضدنا يطبق عكس ذلك. وختم كلمته بدعوة للجميع قال فيها " علينا أن ندرس ونفهم الوجود الفارسي المدمر على وطننا وندرس سياسة الاستيطان وطالب من جهته حويس بتجاوز التناقضات بين القوى الاحوازية والتوجه نحو الهدف بكل قوة و رأي في الوحدة الاحوازية ضمان للنصر".

وأشاد حبيب جبر العضو في المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الاحواز في الكلمة الخامسة بقيام مثل هذه الندوات التي تسند مقاومة الشعب العربي الاحوازي ودفاعه عن النفس و رأى من شأن مثل هذه الندوات ان تنشط الذاكرة الاحوازية وتبعدها عن الكسل و شدد على ضرورة تجاوز الشكليات في مثل هذه المناسبات و الدخول في المضامين الموضوعية.

وتطرق حبيب جبر في كلمة إلى عدة محاور مهمة خاطب بها الحاضرين مؤكدا على ضرورة الانتباه لها و وضعها نصب العين وذكر الجميع بأن يترتب على ابناء الاحواز في المهجر التعريف بالمقاومة الأحوازية في العالم الحر وقال التعريف بالمقاومة هي مسئوليته الكبري التي تقع على عاتقهم، المقاومة التي تستند إلى الإرادة الدولية التي ترفض رفضا صريحا ما قامت به الدولة الفارسية من انتهاك لسيادة الاحوازيين على أرضهم وأكد بأن الشعب العربي الاحوازي تحرك تحت غطاء الشرعية و الإرادة الدولية التي تنص وبصراحة على أن الشعوب الواقعة تحت الاحتلال لها الحق في مواجهة الاحتلال بأي وسيلة تراها مناسبة.

وعن اساليب التي اتبعها ابناء الشعب العربي الاحوازي طيلة ثمانية عقود من الاحتلال و لا سيما في السنوات الاخيرة قال عضو المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الاحواز “هذا الشعب الأصيل أو بالاحرى قواه الفاعلة أصبحت تميل إلى انتهاج الاسلوب المقاوم بمختلف اشكاله وإن اخذ هذا الإسلوب طابعا عنيفا فإنه لم يخرج حتى هذه اللحظة عما تقرر عبر المؤسسات الدولية وقراراتها”.

وقال جبر” ان ابتعادنا عن الاحواز والساحة النضالية لا يعفينا من واجب توضيح رسالتهم النبيلة التي يجب ان تصل إلي العالم الحر كي تفهم حقيقة هذه الرسالة كما هي وليس كما يحاول أن يوصلها الاحتلال الفارسي بعد أن يشوهها وينفخ عليها من روحه الشيطانية الخبيثة”

واستهجن حبيب جبر بشدة المحاولات التي من شأنها فرض الاستسلام على الشعب العربي الاحوازي وترويج ما معناه أن القانون الدولي لا يسمح للأحوازيين المطالبة بكامل حقوقهم وهي طرد الاحتلال وأكد جبر بأن القانون الدولي ليس فقط لا يعين سقف مطالبات الشعوب بل يسندها حين تعبر عن نفسها تعبيرا حرا.

واكد حبيب جبر على استمرارية المقاومة الاحوازية للحد من انتهاكات حقوق الشعب الاحوازي والتخلص من الاحتلال وفي الختام طالب الجميع إلى المثابرة والجهد الحثيث من أجل النهوض بقضية الاحواز داخليا وخارجيا.

وكان للمرأة الاحوازية نصيبها من المشاركات حيث وجهت الآء احمد كلمة بهذه المناسبة الي الحضور وتناولت القضية الاحوازية ومفهوم الاحتلال ومشروعية المقاومة على ضوء مواد القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة و في نهاية كلمتها اكدت آلاء احمد على وجوب التصدي للعقلية الفارسية الرافضة لمنطق الحوار والسلم كما وجهت تحية إلى الشهيد البطل محمد فالح الكعبي و المقاومين في مدينتي “تستر” و”الفلاحية”.

والقى ابو عمر الاحوازي كلمة الجالية الاحوازية دعا فيها التنظيمات السياسية إلى توحيد الصفوف ونبذ الخلافات وأكدت كلمة الجالية السويدية على ان الوحدة الوطنية الاحوازية ركيزة من ركائز مقومات هذا الوطن السليب و تطور و تقدم نضاله ودعا الجميع إلى الحكمة و نشر لغة الحوار على جميع مستويات العمل السياسي.

وكان بين ضيوف البارزين في الندوة الاحوازية الاسير المحرر المناضل سعيد حميدان القيادي في حركة النضال العربي لتحرير الاحواز، والقى حميدان كلمة مؤثرة نقل رسم من خلالها مشاهد من سنوات السجن وهو شاهد حي على ما جرى للمعتقلين والأسرى في انتفاضة نيسان وكشف فضائح و جبن الاجهزة الاستخباراتية الفارسية واساليب التعذيب البشعة الذي يندى لها جبين كل انسان شريف وتقشعر لها الابدان والتي مارسوها بحق المناضلين ونقل الاسير المحرر اللحظات الاخيرة التي عاشها مع الشهداء من رفاقه في كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر. و شارك ضمن فعاليات الندوة كل من الشعراء ناصر الكناني(ابو الفوز) و رحيم صقر و احمد المولى (ابو ناهض) بقصائد وأهازيج وطنية تشيد بمقاومة الشعب الاحوازي والانتفاضة النسيانية المباركة و تم عرض بعض المقاطع التسجيلية تصور حالة الانسان والحياة والطبيعة و معاناتهم في الاحواز المحتلة.

وأختتم الناشط السياسي ومدير موقع عربستان الاحوازي عادل السويدي فعاليات الندوة باعلان المبادئ الذي تضمنت قراءة موضوعية وسياسية لتطورات المرحلة الراهنة و جعل دروسها الؤية الوطنية لمرحلة قادمة. وابرز ما جاء في البيان الختامي هو كالتالي:

أولا : إن إنعقاد الندوة في هذه اللحظة التاريخية الهامَة والحيوية التي تمر بها قضيتنا الوطنية الأحوازية تشكل الخطوة الملموسة البارزة على صعيد العمل الجمعي الأحوازي الملتف حول رؤية وطنية جذرية ترفض منطق أنصاف الحلول السياسية بسببِ أساسي يتعلق برفض النظام الفارسي الإيراني لها عمليا، وإستثمار السلطة المحتلة لهذا الخط السياسي الذي لا يعتمد على أهمية العامل الشعبي الوطني الأحوازي،من جهة،ويسير في دروب ((السياسة الدولية)) من جهة ثانية،مثلما يوفر الفرص الملائمة من أجل إيغال العدو بنهجه التوسعي الإستيطاني، وهو ما يعد خطا سياسيا ملموساً عند كل أبناء شعبنا، من جهة ثالثة.

ثانيا : إنَ هذه الندوة تعد ملتقىً للمناضلين الوطنيين والمناضلات الوطنيات على أرضية فهم سياسي محدد يرفض الوقوف على ارضية فارسية سياسية وثقافية في التحليل السياسي والتقرير النهائي،الأمر الذي يتجسد بسياسة واضحة وخطة عمل صريحة عبر مطالب ثقافية واجتماعية وسياسية هادفة للتحرر الوطني الناجز الذي يخدم مستقبل شعبنا الأحوازي المحتلة أرضه منذ العام 1925، إذ لا بديل عن خيار المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفارسي البغيض على كل الصعد، وهو مشروع سياسي وطني احوازي شامل ويتسم بعوامل ديمومته الذاتية المتكاملة.

ثالثا : وتجيء هذه الندوة التي حضرتها وفود أحوازية وغير أحوازية من مختلف بلدان اوروبا الغربية لتشكل منعطفا سياسيا وتاريخيا نأمل له تعميق الأطروحات الفكرية والسياسية في كل العمل السياسي الهادف... نأمل له مواصلة طريق الكفاح الوطني العادل، مثلما نأمل له أنْ يشكل التجسيد العملي المطلوب على الصعيد الذاتي حتى تبلوُرْ الإرادة الوطنية الفاعلة التي تجبر العدو على الخضوع لميزان القوى على الصراع الشامل، كون ذلك هو الشرط الموضوعي للإرتقاء نحو عمل منهجي يقَطِع سلسلة الزيف الإيراني الفارسي العنصري والطائفي الصفوي،الذي يحاول التغطي بموضوعات وطنية أو قومية أو دينية، في حين أن الإحتلال الفارسي للأحواز هو قيمة سياسية مطلقة تهم كافة قوى وفئات وشرائح شعبنا،ما خلا البعض المرتبط بالرؤية الفارسية،مثلها مثل الإحتلال الصهيوني للأرض العربية في فلسطين تماماً، ومثل كل الاِحتلالات البغيضة في التاريخ، وهو الأمر الذي يتطلب تشكيل لجنة إعلامية وطنية تتابع الترويج لهذه الخطوط، وتتسم بمصداقية العمل وتختار انسبها تعبيراً عن المواقف السياسية الوطنية الأحوازية، وهو ما يعد برمجة للعمل الإعلامي الهادف ويبعده عن العفوية والتصرفات الفردية ذات الاجتهاد غير المبني على اسس معرفية ووطنية تامة.

رابعا : مثلما تجيء هذه الندوة في ظل الاشتداد المتفاقم للأزمات الإقتصادية والإجتماعة والسياسية التي تأخذ بزمام السلطة الفارسية التي تطبق عليهم في كل إيران،حيث تتصاعد وتيرة الكفاح القومي في بلوشستان ويتواصل الفعل الكفاحي في كردستان،وتتسع دائرة الرفض عند الشعب الآذري وتخوض طلائعه العمل المنظم والرافض للوجود الفارسي، ويتبلور النضال السياسي والعنف الثوري المنظم عند أبناء شعبنا يوماً إثر يوم ويشمل كل الوطن الأحوازي،إذ نادراً ما يمر يوم من تاريخ قضينا الأحوازية من دون شهداء وجرحي ومعتقلين وملاحقين، ومجموع هذه الأشكال النضالية للشعوب غير الفارسية تشكل مطرقة هائلة الفعل متعددة القوة تنهال يومياً على رؤوس حكام وملالي طهران، لكي تعمّق مآزق السلطة الفارسية المجرمة،وتفاقم أزماتها البنيوية،ولن يفلت حكام هذا النظام من ذينيك البعدين بالهروب نحو تصدير أزماته ومآزقه نحو الخارج،عبر التدخل السافر في الشؤون الداخلية لبعض الأقطار العربية والأفغانية،مثلما لا تنفعه توطيد علاقاته مع السلطة السورية الحاكمة ومغازلة أمريكا له، فالشعب العربي السوري يرفض بشكل واسع التدخل الإيراني في شؤونه،فضلاً عن تناقض توجهات السلطة السورية السياسية مع المفاهيم السياسية لحزب البعث العربي الإشتراكي،الذي يدّعي قيادة المجتمع في سوريا، فليس هناك من سابقة تاريخية تدلل على التعاون الأمني الانبطاحي من طرف واحد بين اية جهة سياسية رسمية وعربية،من ناحية، والمخابرات الامنية الفارسية، من ناحية أخرى.

خامساً : وكذلك تأتي هذه الندوة في ظل تصاعد العمل القطري العربي المقاوم على كل الصعد ضد التدخل الإيراني كنهج وممارسة بالواسطة عبر أذرع تنظيمية تشكل أدواته السياسية في المنطقة، أو بشكل مباشر من خلال أموال الدعم المقدمة للبعض أو رشاويه المالية أو السياسية، أو الدعائية، أو عبر ما يسمى بفيلق القدس أو أجهزته الأمنية أو السياسية أو الدبلوماسية. إن ردود الفعل المتنوعة الصادرة عن جماهير البحرين واليمن والمغرب ومصر، ناهيك عن أنظمتها السياسية والرسمية،وغيرها،وتدلل بما لا يقبل الشك على عمق الأزمة السياسية بين أقطار الوطن العربي، من جهة، ونظام الملالي في طهران، من جهة أخرى،وهو ما يوفر فرصة موضوعية لتسليط الأضواء على القضية الوطنية الأحوازية بإعتبارها قضية وطنية أحوازية قضية قومية عربية بإمتياز.

سادساً : إن السلوك السياسي الإيراني بالتواطؤ مع أمريكا ضد العراق وافغانستان لهو اشد وضوحا من اية قضايا اخرى ويتسم بفضح حقائق السياسة الإيرانية،وبصورة فعّالة أكثر من غيرها على صعيد الممارسات السياسية،مثلما هو كذلك،يفضح وبشكل غير مسبوق الدور السياسي المشين الذي تقوم به سلطة الملالي، ومجموع الممارسات السياسية المشار إليها في هذه الفقرة التي لم تستطع إيران إخفاء توجهاتها السياسية الغربية التي تخدم الولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد تحت لغط التغطي بالتقدمية،أو الوطنية،او الدينية،فالممارسة على صعيد التعاون مع الأمريكيين بصدد ذينيك البلدين من حيث النتائج السياسية العملية هي اوسع بكثير من إمكانيات حجبها تحت وابل عمليات التضليل السياسي والمخاتلة الدعائية والتسويق السياسي الذي يتسم بالدجل والشعوذة الميكافيلية وسلسة طويلة من الأكاذيب. الواقع السياسي القائم هو العبرة الأساس وليس الأقوال،والممارسة العملية هي المعيار وليس الأقوال هي المقياس.

سابعا : كما أنَ الاوضاع الاحوازية الداخلية على صعيد المجالات السياسية كافة تؤكد التوجه الفارسي الصفوي على شتى الصعد، ويتقدمها جلب أعداد من المستوطنين الفرس أو اللور لإستيطان الأرض الأحوازية، حيث وصل عددهم حوالي أكثر من مليون مستوطن وتمت مصادرة أراضي أحوازية تبلغ مساحتها أكثر من 600 الف هكتار،من مجموع المساحة الأحوازية الكلية البالغة اكثر من 324 الف كم مربع، علماً أنه يجري إختيار أخصب الأراضي لتوزيعها على الفرس المستجلبين،مثلما يجرى إختيار أهم المواقع الإستراتيجية من الوطن الاحوازي من أجل إقامة مشاريع صناعية ترتبط بالجهد العسكري الإيراني أو لمصلحة التوجهات السياسية الفارسية أو في سبيل خدمة المستوطنين المستجلبين من مناطق بعيدة،كما يتم تحويل مياه الأنهار إلى المناطق الفارسية البعيدة كأصفهان ورفسنجان وغيرهما،فضلا عن تجفيف المصادر الحقيقية لمياه الأنهار للدرجة التي اضحى معها نهر كارون الذي كان يتسم بوفرة المياه إلى نهر جاف يشكو من الموت البطيء،فيما يتم حرمان المواطنين العرب الأحوازيين من مياه الشرب الصافية في بعض المناطق مثلما تُمنع مياه الري والإرواء عن ألوف المزارعين والفلاحين.

إنَ مسألة الأرض اليوم تعد المسألة الأكثر أهمية وحيوية من المشكلات الإنسانية التي يواجهها وطننا وشعبنا،نظراً لإرتباطها بالتاريخ الوطني الأحوازي ولأهمية تأثيرها على غالبية أبناء شعبنا الذين يمتهنون الزراعة، ولكونها لا تتعلق بأعداد محدودة تشكل طلائع سياسية لقوى وتنظيمات تعمل من أجل برامج سياسية معينة،إنما تتعلق بطبقة واسعة ورئيسية ومجتمع إرتبط بالأرض منذ آلاف السنين،وما يزال. كما أنَ المشاريع الفارسية الإستيطانية المعلنة أو المضمرة،كمشروع قصب السكر وامثاله،تستبطن مستقبل للأحوازيين جميعاً خطير كونه يتواصل مع حاضرٍ أخطر على البعض.

ويترافق مع كل ما تقدم عمليات التضييق الشامل على أبناء شعبنا من أجل إجبارهم على الرحيل عن مناطق سكنهم وأراضيهم التاريخية، ومواصلة سياسة الإفقار لأبناء شعبنا عبر منع فرص العمل عنهم أو توظيفهم في المناطق البعيدة من مسقط رؤوسهم، والإضطهاد الكلي للقوى الوطنية أو تطبيق سياسة الإعتقال العشوائي والمطاردة والسجن والتعذيب الهمجي وصولاً إلى حالات الإعدام لأتفه الأسباب كإعتمار الملابس العربية، ناهيك عن تطبيقه بأسباب مبنية على الشك والظن كلها تدلل على أنَ هذا النظام قد فرض على أبناء شعبنا خياراً كفاحياً موضوعياً، هو الإرتقاء لمجابهة وسائله القمعية ومواجهة أساليبه التدميرية على الصعد كافة.

ونتقدم في ختام هذه الندوة باقتراحات عملية لابد منها لخدمة ما تقدم من حيث التخطيط والتنفيذ، فنرى تشكيل لجنة مالية للاشراف على صندوق وطني يستخدم للتغذية المستمرة لاعمال اللجان المتخصصة في سبيل تنفيذ بنود هذا الاعلان.

2 تشكيل لجنة مركزية تعبر عن اوسع حلقات النضال والقوى السياسية المنضوية في اطار رؤية وطنية جذرية تجاه الصراع في الاحواز وعلى الاحواز من أجل بلورة مواقف سياسية سريعة وثابتة عند كل منعطف جدير باتخاذ موقف سياسي.

3 وبديهي بل يتقدم كل البديهيات الاخرى من الضروري حضور كافة المواطنين المجتمعين في ظل هذه الندوة في كل المناسبات الوطنية التي نرى وجوب التوافق حولها جماعيا، فمن المعيب حقا وفعلا ان ينزل البعض إلى مستوى التلاعب بمشاعر وقضايا تهم الوطن الاحوازي وشعبنا، مثلما رأينا خلال الايام الماضية.

2009-4-24

*خالد المسالمة، وهو كاتب عربي سوري، المتخصص بالعلاقات الدولية ومدير مركز أبحاث في العلاقات الألمانية العربية

أحوازنا

شبكة البصرة

زر الذهاب إلى الأعلى