[esi views ttl="1"]

حزب الله... اليمني

مُدَّعٍ أو عبقري هو مَن يقول إنه كان يلتقط خيط الأحداث اليمنية الأخيرة منذ بدايتها، حتى انتهت أول من أمس بسقوط صنعاء بالكامل بيد الحوثيين، وسط ما بدا أنه اتفاق ضمني عُقد مع جزء من حكّام "المبادرة الخليجية" (حكام ما بعد سقوط علي عبد الله صالح)، منذ إقرار ما بات يُعرَف ب"الجرعة"، أو زيادة الأسعار على المشتقات النفطية.

سيُقال الكثير عن توافق سعودي إيراني حيال ما حصل وما سيحصل، كذلك عن قرار "كبير" للقضاء نهائياً على "إخوان" حزب "الإصلاح".

كذلك سال وسيسيل حبر كثير عن معادلة "اليمن مقابل العراق" بين الرياض وطهران بأدلة كرّسها ذلك الاجتماع بين سعود الفيصل ومحمد جواد ظريف في نيويورك، لحظة التوقيع على اتفاق صنعاء ليل الأحد، ولحظة كان حيدر العبادي يقول إنه لا يمانع إقامة إقليم عراقي سني.

قد يكون كل ذلك وأكثر، صحيحاً. لكن ما يمكن التوقف عنده، ولو كان يُعتبر تفصيلاً أو جزئية نظراً لـ"ضخامة" ما حصل، هو تشابه عمل التنظيمات المسلّحة التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من مشروع تصدير الثورة الإيرانية، أو مشروع الشرق الأوسط الإيراني.

تنظيمات ربما يجسد حزب الله اللبناني نسختها الأكثر اكتمالاً، بما يمثله كأقوى تنظيم مسلّح في العالم على الأرجح.

لا نقاش هنا حول الاختلافات الكبيرة بين جماعة أنصار الله اليمنيين وحزب الله اللبناني. لكن يمكن التوقف عند تكتيكات واستراتيجيات منسوخة لا تخطئها عين؛ بدءاً من الصعود على سلّم المطالب الشعبية التي لا يمكن إلا أن تكون محقة لتبرير حملة عسكرية تنتهي بإسقاط الدولة ومؤسساتها، مروراً بمحورية منطق الانتقام السياسي في عمل التنظيمين. وتمثل الانتقام الرمزي في 7 مايو/أيار 2008 في بيروت باقتحام منازل نواب تيار المستقبل والتشهير بمحتويات بعضها مثلاً، كذلك الانتقام من رموز العداء في صنعاء من اقتحام منازل وجامعات ذات رمزية كبيرة... وصولاً إلى تكريس واقع أن العمل العسكري هو ما يحدد الأجندة السياسية لا العكس، بالتالي فإنّ الكادر العسكري هو الأهم، لا النواب والوزراء طبعاً. حتى في تكتيك حصار بيروت (2008) فصنعاء، والمراوغة حدّ الملل في التفاوض... تبدو جميعها بضاعة مستوردة من مصنع دبلوماسية حياكة السجاد الإيراني.

زر الذهاب إلى الأعلى