[esi views ttl="1"]

محنة الأمة وصناعة الإرهاب

تتعرض أمتنا اليوم لحرب ذكية وهي حرب تستخدم تكتيكات ذكية تقوم على نقاط الضعف في هذه الأمة، وهي حب السلطة وحب المال والشهوات وعدم القراءة وضياع البوصلة وعدم الثقة بالنفس، نكثر الشكوى ونصرخ، لأن أعداءنا يضعون لنا المآسي ونحن نصرخ لها ونحقق ما يريده الخصوم، اليوم ضربت إسرائيل غزة وأحرقت أهلها بطرق بشعة، وأصبحت غزة ركاما وهناك حملات ضد إسرائيل ولكن كيف نعرف ذلك عنها، وهناك مخطط في القدس، كيف نشغل الناس عنه، هناك ترتيبات في العراق لتثبيت هيمنة فئة طائفية وجعل العراق تحت سيطرة إيران وإخراجها من الخارطة العربية.

الحل هو داعش وإشغال الناس وجعلها قضية رئيسية وإصدار قرارات من مجلس الأمن والتوجه لذلك في المنابر الدولية لمحاربة أشباح، ولم يسأل العرب بساستهم ودولهم وإعلامهم من هم داعش؟ كيف دخلوا العراق المحاطة بدول ذات قوة عسكرية وأمنية؟! من زودهم بالمال والسلاح؟! وكيف وصلوا إلى تلك المناطق وعبروا تلك الحدود البرية وهي تحت سيطرة دول وغيرها!! كيف ظهروا بهذه القوة، هل نزلوا من كوكب آخر، الأمر واضح ومكشوف واللعبة ومكشوفة، واللعبة معروفة، وهيلاري كلينتون صرحت بذلك في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

الموضوع بصراحة يتمثل بما يلي:

1- هيمنة إسرائيل وتفوقها والحفاظ على أمنها بتدمير الجيوش القوية، تم تدمير الجيش وسلاح العراق وتم تدمير جيش وسلاح سوريا ويتم تدمير جيش وسلاح مصر، لتتم صناعة جماعات متطرفة وتم تدمير جيش وسلاح ليبيا، وتدمير البنية التحتية وتشريد وإشغال الناس بالطعام والدواء والماء والملاذ الآمن.

2- تمزيق ورسم خارطة جديدة للمنطقة تقوم على تجزئة هذه المنطقة على أسس لا يمكنها من لعب دور ريادي وقيادي ولا تقوم لها قائمة ولو لمدة طويلة.

3- تشويه صورة الإسلام وإظهاره بدين الإرهاب والعنف والوحشية والهمجية بعد دراسة دقيقة لهذا الأمر وصناعة الجماعات بأسماء مختلفة، مرة أنصار الشريعة ومرة داعش ومرة النصرة ومرة جماعات جهادية بأسماء العشرات وكلها جزر متناثرة.

4- غزو المنطقة بتجارة السلاح والمخدرات وتجنيد الشباب ذوي المواصفات المطلوبة من المصابين بعقد نفسية والمصابين بالإدمان وخريجي السجون والمحبطين في ظروف مختلفة.

5- تمكين الشركات الغربية من استمرار هيمنتها على المقدرات الاقتصادية وإمساكها بالاقتصاد وحصولها على مكاسب وعقود وصفقات لا تنتهي.

6- استمرار النفوذ والهيمنة الغربية على المنطقة.

وقد اعتمد الغرب في ذلك على:

أ - دراسات ميدانية من خلال مراكز الأبحاث، وتقارير ميدانية تقوم بها جهات عديدة.

ب - وجود نقاط ضعف في المجتمعات العربية، وعدم وجود نظام مؤسسات وانتشار الجهل والأمية، وكذلك وجود طوائف وفرق يمكن أن يتم استغلال الخلافات التاريخية وإثارتها.

ج - ضعف المؤسسات الرسمية الإقليمية، فالجامعة العربية تم القضاء عليها، والمجالس الأخرى تم القضاء على الاتحاد المغاربي والاتحاد العربي مات ومجلس التعاون الخليجي تتم صناعة ثغرات لتفتيته.

وكل ذلك بواسطة عناصر من أبناء البلد وساسة ومفكرين ممن يوالون الدول الغربية ومصالحهم معها.

وفعلا انفجرت الأوضاع وتشعبت وظل الكل يشكو ويصرخ من ذلك ويطالب بالقضاء على هذا الإرهاب والعنف والقتل والدمار، ولكن دون النظر للعلاج وحل المشكلة، وعند ذلك تعقد المؤتمرات وتكتب المقالات، تستنكر وتدين.. إلخ دون الدراسة والنظر في جذور المشكلة وكيفية الخروج من هذه المأساة عقدت مؤتمرات عديدة كبيرة وأنفق عليها الملايين وحضر المشاركون على عجل دون دراسة مبنية على واقعية ودراسة أكاديمية وميدانية ودون تنسيق، وتم النظر إلى المشاركين على أساس أسمائهم وألقابهم ومناصبهم دون النظر إلى نوع وأهمية المواضيع والواقعية في الدراسة والتحليل.

واستمر الوضع كذلك ولم يفكر أحد في الحل الجذري للقضايا، بل إن كل الحلول تسير في إطار التصعيد وإعطاء الوفود لهذه النار التي تستمر في الإحراق والاشتعال. إذا كنا فعلا نريد محاربة الإرهاب والحصول على الأمن والاستقرار وإثبات دورنا في خدمة الإنسانية، لذا يجب السير في حلول واقعية وبديهية.

وهي ما يلي:

1- القبول بالمشاركة الجماعية لجميع الأطراف ممن لا يحمل السلاح ويثبت عليه القتل، وذلك بقيام لجان مصالحة تجمع الشمل وتوقف عمليات الاحتقان وتبدأ بليبيا ومصر وغيرها وتجمع الأطراف المتنازعة على أساس عدم استخدام الشارع والقوة وعدم إقحام العوام بما لا تمكن السيطرة عليه والعمل ضمن المؤسسات الدستورية.

2- رفض حمل السلاح لغير الدولة وهيمنة الدولة على الاستقرار ورفض الجماعات المسلحة من جميع الأطراف، حكاما ومعارضة.

3- إصدار عفو عام شامل لجميع المسجونين لمن لم تثبت عليهم حقوق جنائية، كالقتل والسلب، بعد تحقيق من لجان قضائية محايدة مقبولة لدى الجميع.

4- مناقشة قضايا الشباب بجدية، من خلال علاقة الآباء بأبنائهم والتعليم وعلاقة المدرسة بالبيت وإلزام التعليم وحماية وتحصين الشباب من الأفكار والحروب والغزوات الإلكترونية الحاقدة.

5- دور المؤسسة الدينية وإصلاحها وتفعيلها لتقوم بدورها على أفضل وجه وتحضين الشباب والمجتمع.

6- دور الإعلام وإيقاف التصعيد والتشهير وثقافة الإشاعات والإحباط واليأس والإثارة.

7- تعاون جميع الأطراف الدينية والأمنية والإعلامية والثقافية والجامعات ومراكز الدراسات للعمل ضمن فريق واحد.

8- الاتفاق على حمية الأوطان في مواثيق شرف وجمع الكلمة والمبادرة في هذا الإطار.

9- اتخاذ قرارات حاسمة بخصوص السهر والتعليم الإلزامي ومحاربة الفراغ لدى الشباب.

زر الذهاب إلى الأعلى