[esi views ttl="1"]

الحوثية تنقل الصراع إلى تعز

الحوثية نقلت الصراع إلى منطقة يمنية أخرى ضمن توسيع نطاق العنف وذلك الخطأ وليس لأنها تسللت إلى تعز باعتبارها "آخر" تطور طموحه من "منطقته " إلى مناطق الاخرين ، هذا التعريف يجعل من شمال الشمال "منطقته " وليست منطقة من بلادنا ، وأظن هذا ما تسعى اليه الحوثية وهي تفتعل صراعا في تعز لتحصل على ردة فعل منفصلة عن مثيلتها بشأن شمال الشمال وضمن محاولة لتكريس هذا الوعي وفقا للتباين المناطقي ، كنوع من تمرين الوعي اليمني الجمعي على إقرار الحوثي على منطقته ، أضف لذلك نقل ثقل الاعلام إلى تعز وتخفيف الضغط عن البؤرة .

اذ أن تجاوز رفض الفعل الحوثي من كونه سلوكا مسلحا إلى حصر الرفض في اعتباره تسللا من منطقته في شمال الشمال إلى تعز فذلك الرفض المحمول على تمترس مناطقي هو الخطر، وهو يشبه نزعة التطهير التي اعتمدتها الحركة الحوثية في دماج وفي طريقها وهي تفجر مباني ومراكز تعليم تعتبرها سنية تسللت إلى المنطقة الحوثية المحرمة.

فكيف يأخذ رفض بعض التعزيين للتواجد الحوثي ذات المزاج التطهيري المناطقي؟

اخطأوا في تعز لأنهم افتعلوا صراعا مسلحا "ان كانوا من افتعل الامر" ولم يكن الخطأ في كونهم تواجدوا في تعز.

ثمة ادراك لمخاطر الحوثية بوصفها تهديدا للهوية اليمنية الجامعة ولا ينبغي لليمنيين الاذعان لمنهج هذه الحركة ومجاراتها في منطق الأنا والاخر.

ترويع الناس بالسلاح ونقل الصراع إلى كل منطقة يمنية هو ما يفاقم رفض اليمنيين لحركة تمد العنف إلى كل منطقة يمنية وليس لأنها تجاوزت منطقتها "مذهبيا " إلى مناطق "النقيض"، وهذا ما يمنح الحوثية حقا متواطَئا عليه في محاولة احكام السيطرة على ما يتركه هذا التواطؤ كحق لها في جغرافيتها الخاصة الممنوحة بحالة تخلٍّ مناطقي وتتم مراقبته في الجوف مثلا بحياد.

ما تمارسه الحوثية في صعدة من قسر للحياة وقولبتها وترويع الناس لا يعطيها حقا مناطقيا ويجعلها متفهَّمة أو مقبولة. ولا ينبغي بالمقابل ان يصبح الخطأ الحوثي في تعز بدلا من صراخ بالموت والتشظي الوطني يتحول لما يشبه استفزازا موروثا يصرخ في تعز ب"حي على خير العمل".

الفعل المليشاوي المتفاقم المهدد للهوية الوطنية ليس قبيليا نزل تعز لينهب الاراضي فيرد عليه البعض "روح انهب ببلادك"، مقابل حالة من اللا اكتراث أو اللا كراهية تجاه عصابات نهب الأراضي المحلية.

تأخذ ردات الفعل الان استلهاما مرضيا من موروث الفرز البدائي ويتحدد مستوى مقاومتها وفقا لـ"نحن" و"هم" ، وهذا التعريف والمعيار ملائم لمليشيا الحوثي وعلى مقاس طموحها المحدد أوليا بمنطقة شمال الشمال ، وما هذه التوسعات العنفية الا محاولة لتخفيف ضغط الصراع قليلا عن ما تعتبره منطقتها هنا حيث يمكنها الصراع في تعز من التقاط انفاسها في شمال الشمال الان اثناء وقفة تعبوية لا تدرك الحوثية ما بعدها تحديدا.

هذه الموجة ستنحسر على أية حال. والسؤال هو ما الذي يجدر بنا فعله كيمنيين حتى لا تتجذر هذه الحالة؟

لن تتمكن منا طائفة. لكن كيف ننبذ المناطقية الطائفية حتى لا نبقى ذلك الذي نجا من الوقوع في الهاوية وبقي معتلا بالتحديق فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى