[esi views ttl="1"]

إنقاذ اليمن

المخاطر التي تهدد اليمن في الآونة الأخيرة صارت تلوح في الأفق، مخاطر لم تعد ذات طابع سياسي فحسب، بل وبدأت تحمل معها بذور نزاع مذهبي، بخاصة بعد أن أخذت التطورات الأخيرة منحى خطيراً بعد استيلاء جماعة الحوثي على مناطق واسعة بالقرب من العاصمة صنعاء، الأمر الذي قد يثير نعرات طائفية بدأت بطرد السلفيين في دماج .

تدرك القيادة اليمنية ومعها المحيط الإقليمي والدولي أن الوضع في اليمن لم يعد قادراً على إنتاج حلول سياسية من دون حلول وطنية تواجه مشاريع الذهاب بالبلد إلى أتون صراعات طائفية بغيضة، تحرق الأخضر واليابس، ولنا تجربة فيما يحدث في العراق اليوم التي انزلقت في إطار هذه الصراعات ولم تجد لديها القدرة على الخروج منها .

لا يبدو المجتمع اليمني قادراً اليوم على احتمال مزيد من الصراعات بمختلف أنواعها، لكنه سيكون أكثر قابلية لخوض صراعات طويلة المدى إذا لم يتم لجم المشاريع التي تريد أن يبقى اليمن أسيراً للصراعات التي تغذيها دول إقليمية ، التي أفصح عنها الرئيس عبدربه منصور هادي في خطاب له مؤخراً في إشارة إلى الدعم الذي يلقاه الحوثيون من جانب إيران .

من هنا تبدو مسألة جمع فرقاء الحياة السياسية في اليمن والاتفاق على مشروع جامع يعمل على تفكيك بنية الأزمة الطاحنة التي نراها اليوم في أكثر من ملمح ، قضية في غاية الأهمية، إذ لابد للقوى السياسية أن تبدأ تحركاً يوحد أهدافها في مواجهة المخاطر التي تواجه البلاد .

لابد أن تتناسى هذه القوى خلافات الماضي وأن تعمل على نبذ الأحقاد وسياسة الانتقام وتصفية الخصم، انطلاقاً من أن اليمن لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الأزمات الطاحنة، وإذا ما عجزت الأحزاب والقوى السياسية عن إيجاد طريق للحل فإنه سيذهب إلى حلول تجزيئية، خاصة في ظل المعطيات على الأرض المتمثلة في تهديد الحوثيين لكيان الدولة واستمرار خطر تنظيم القاعدة التي يتحين الفرصة للانقضاض على الدولة في حال ضعفها وتقوت معها مشاريع التفتيت .

على القيادة السياسية وعلى رأسها عبدربه منصور هادي إدراك أن التأخر في الحلول لم يعد مجدياً وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة في الوقت المناسب، من شأنه أن يعيد البلاد إلى مربع الأزمات السابقة، وحينها لن يكون أي طرف مهما كان نفوذه ومهما كان دعمه الإقليمي والدولي، قادراً على إيقاف هذا التدهور .

أمام الجميع مهمة إنقاذ اليمن من خلال ترك المشاريع السياسية الخاصة وتبني مشروع كبير هدفه الرئيسي إنقاذ اليمن والعمل على عدم تركه فريسة للصراعات السياسية والمذهبية التي تلوح في الأفق اليوم .

زر الذهاب إلى الأعلى