[esi views ttl="1"]

تصريح مجنون لرئيس قرر نسف اليمن!‏

في أخطر تصريح على الإطلاق، قال الرئيس عبدربه منصور هادي قبل أيام أمام لجنة ‏الدستور، إن البيت اليمني لم يعد يحتمل الترميم وإنه يحتاج إلى بناء من جديد.‏

وقفة مع هذا التصريح ووضعه في الميزان الاستراتيجي والسياسي وقياسه مع التطورات في ‏الشأن اليمني واللعبة الدولية. يدرك المتأمل أنه أخطر ما يمكن أن يسمعه الناس من رئيس ‏دولة، وأن اليمن أمام أصعب امتحان في التاريخ. ‏

لقد صوّر الرئيس الدولة اليمنية بأنها بيت لا يصلح للترميم ولذلك لابد من إعادة بنائه من ‏جديد. جوهر الخطورة هنا هو ما لم يذكره هادي حرفياً لكنه ضرورة حتمية يقتضيها هذا ‏القرار. إنها: نسف البيت. ‏

يقتضي هذا المشروع بالضرورة خطوتين: نسف البيت وتسويته بالتراب أولاً، ثم البدء بإعادة ‏البناء. وبذلك يكون هادي أجاب على السؤال الذي حير اليمنيين وكل المتابعين: لماذا يتم تدمير ‏الدولة وسط صمت الرئيس؟ لماذا يتم قتل الجنود والضباط؟ لماذا يجري الصمت عن ‏الجماعات المسلحة ويُفتح الباب للنزعات المريضة لتقفز كقطيع الغاب لنهش الجسد اليمني ‏وتمزيق النسيج الاجتماعي والقضاء على منجزات اليمنيين التي كان ثمنها بحر من الدماء ‏والدموع وتضحيات أجيال في طريق بناء الدولة في هذا الجزء من الأرض، خلال 50 عاماً ‏ماضية. ‏

‏**‏
إن أي سياسي أو مدقق في التاريخ وباحث في أسس وقضايا بناء الدولة، يعلم أن هذا الفكر ‏هو الخط المعاكس 180 درجة للبناء وللمسؤولية التي تقع على أي رجل دولة. وهي عادة ما ‏تكون الحفاظ على البلاد من التفكك ومحاربة الفساد والإكمال من حيث انتهى الآخرون.. فالبلد ‏ليس منزلاً يملكه شخص ويقرر متى شاء هدمه.. إنها دولة وشعب ومصير ملايين البشر.. ‏ليس في فكر الدولة إعادة البناء من الصفر. الدولة تجربة تراكم وسير إلى الإمام، وليست حقل ‏تجارب. ‏

‏ ماذا لو نجحت بالخطوة الأولى.. عملية "نسف البيت"، ثم أعاقت الظروف إكمال مشروعك ‏ببناء الدولة "الموعودة" ؟ الأكيد وفقاً لكافة المؤشرات والظروف والمعطيات أنك لن تبني. ‏وفي أفضل النتائج بالنسبة إليك هي أن تنجح بالخطوة الأولى، لكنها الكارثة الأكيدة بالنسبة ‏لحو إلى 28 مليون يمني وللمنطقة العربية. ‏

الآن يجب رفع درجة الخطر والتحرك العاجل.. صار لدى اليمنيين من يدمر الدولة من أعلى ‏منصب فيها. إننا أمام رئيس أعلن على الملأ أن برنامجه هو تدمير الدولة التي يرأسها، بحجة ‏إنها لم تعد تحتمل الإصلاحات.. ثم في الخطوة التالية البدء ببناء جديد.‏

‏ ابحث عن سكن مؤقت للشعب إذن. أنت تهدم البيت على رؤوس ساكنيه.. المقاول القائم ‏بعملية النسف واضح وهو فريق "الفوضى الهلاكة" و"فرق تسد". أنت عبرت عن جوهر ‏هدف "الجيل الرابع من الحرب" وحرب "إفشال الدولة". وكأنك بالنسبة لمن يعرف قواعد ‏اللعبة الدولية قلت: أنا واجهة وأداة للحرب المستعرة التي يقودها وحوش البشر ضد بلد اسمه ‏اليمن. واجهة للمؤامرة الشيطانية التي تريد الوصول بالبلد إلى الصفر. ‏

‏**‏
تقول الدولة فشلت؟ ومن الذي نجح؟ جيش وشرطة مئات الآلاف وشعب وبرلمان وقضاء ‏ومؤسسات وقوانين ولوائح وأحزاب وسفارات واتفاقيات دولية ورؤساء وحروب وثورات ‏وانتخابات ومدارس وجامعات ودفعات سنوية من الكليات الحربية والشرطة وكافة ‏التخصصات، وعلم ونشيد ونسر جمهوري وأغاني وطنية وحدود بحرية وبرية وجزر ومنافذ ‏وأجهزة مخابرات ومطارات وتاريخ وتضحيات لمئات الآلاف من الشهداء سقطوا في طريق ‏بناء الدولة وتحريرها من عصابات التخلف والاستعمار. وتأتي لتصديق شياطين حرب "إفشال ‏الدولة" أن الدولة فشلت وأن علينا العودة إلى الاستعمار وحكم الإقطاعيات وأمراء الحرب؟

وتقول فشلت الدولة! وإن مشكلة البلد في المركزية وشكل الدولة وليس القائمين عليها؟ هل ‏يوجد رئيس في العالم بايعه شعبه على إدارة الدولة وتطبيق النظام والقانون وأقسم على القرآن ‏العظيم بالحفاظ على وحدة وأمن واستقرار البلاد وعلى النظام الجمهوري ثم يطلع عليهم بالقول ‏ان الترميم لا يصلح وإنه لابد من نسف الدولة وإعادة بنائها من الصفر؟

هل تعلم كم من الجهود بذلت في بناء ما هو موجود؟ هل تعلم ما هي الاطوار التي مرت بها ‏كل مؤسسة أو مرفق حكومي لتصل ما وصلت إليه وكل مواطن وكل كادر.؟ ستعيد البناء!‏‎ ‎واضح انك تستعين بالجماعات المسلحة وأجهزة الإرهاب والاستعمار‎. ‎هذا فريقك؟ فماذا ‏ستبني؟

‏ تقول في 2010 في عدن ان الفيدرالية مشروع الاستعمار والآن تفرضها على اليمنيين ‏وتعتبر من يرفضها قوى نفوذ وأصحاب مصالح وتستعين بالأجنبي تحت الفصل السابع ‏لفرض التقسيم على الشعب الفقير الطيب الذي ائتمنك على وطنه؟

تكذب على الشعب وعلى الفقراء أنك تصنع لهم مستقبلا زاهرا وأنت توقد لهم نارا وتتبع ‏شياطين الفوضى الخلاقة وتعلم ربما أكثر من غيرك أن مؤتمر الحوار ومخرجاته ألفها رجال ‏الموساد والسافاك والسي أي إيه والإم أي فايف وكان الأجر بالدولار والنصوص مترجمة ولم ‏يشارك من يمثل اليمن الا أقلية تحولت إلى شاهد زور. هل تستغبي العالم الذي يسمعك وتقول ‏ان كل ما هو موجود من بناء ليس صالحا؟ ‏

تقسم بلدك كما تملي عليك السفارات وتقول انها تطلعات الشعب اليمني واهداف الثورة. تقسم ‏الوطن وتخون اكثر من 6 ملايين مواطن خرجوا للتصويت لك وأقسمت بالحفاظ على البلاد؟ ‏وتتجرأ على قول ان التقسيم الذي أقر بمسرحية الحوار خط أحمر لا يجوز معارضته.‏

تلك النصوص الملغومة خارطة الطريق التي ستسوق اليمنيين إلى الجحيم خط أحمر؟ حقا!‏‎ ‎لن تصيبك لعنة التاريخ فأنت أقل منها، لكنها ستلحق بمن جاءوا بك ومن يستمع لما تقول ‏ويرى ما تفعل ويسكت أو يصدق.‏

تتآمر على الجيش والأمن وتسمح للجماعات المسلحة بمهاجمة النقاط الامنية والعسكرية ‏وقتل الجنود والضباط ثم تأمر الجيش بعدم الرد وترسل الوساطات؟
تريد نسف البيت الذي كلفت بحراسته؟ أأنت مجنون؟ ألا توجد شرطة تلقي عليك القبض؟

‏ ماذا بوسع شعب يبحث اغلب مواطنيه عن مصدر عيش يؤمن حياتهم ان يفعل تجاه رئيس ‏متسلل يزرع الألغام ويقسم البلاد ويوقد للمصائب والفتن قرر إحراق وتقسيم البلد باستخدام ‏المال العام وتحميه السفن والاساطيل الدولية؟

في اليمن هناك حراك انفصالي وقاعدة وحوثي وهناك رئيس ومسؤولون حوله يعملون مع ‏هذه الجماعات.‏

‏ لولا لطف الله باليمنيين وبناء الدولة وصمود الشعب وجنود مجهولين يعملون من اجلها لكان ‏من الممكن أن تتحطم بشهر واحد بعد أن يصعد رئيس جمهورية ووزير دفاع ومسؤولون ‏آخرون مهمتهم نسف الدولة وافشال المؤسسات ومأسسة العمالة والوصاية وحركات التمرد‎.‎

صفوة القول، إن سفارتي واشنطن ولندن في صنعاء أشعلتا حروباً بين اليمنيين ثم استثمرتا ‏الأزمات والخلافات الداخلية ونصبتا رئيساً يدمر الدولة ويسوق اليمنيين إلى المجهول. والدليل ‏على تورطهما القرار العنصري 2140 الذي صدر تحت الفصل السابع لإجبار اليمنيين على ‏القبول بالتقسيم. ‏

زر الذهاب إلى الأعلى