[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

نماذج من ردود على حلقات الفيدرالية

من عادتي أن أتجاهل الردود المحملة بالعبارات المسيئة أو الخارجة عن آداب الحوار والاختلاف، ولكني لا أهمل الرسائل الجادة حتى وإن حملت نقداً موجعاً، وسأورد هنا نماذج مميزة من بين التعليقات الكتابية التي يستحق أصحابها الشكر على مشاركتهم بالرأي:

النموذج الأول: رسالة عبر الفيس بوك من الأستاذ علي منصور أحمد - رئيس شعبة الصحافة والسكرتير الصحفي لوزير الدفاع السابق اللواء عبدالله علي عليوة - يقول فيها:
شكراً أستاذ منير، عن جد أنا معجب جداً بكتاباتك وكانت منذ زمن وبداية كتاباتك عن الحراك الجنوبي - “العراك” الآن - كانت متقدمة ولها قيمة وصوت مسموع ومهم أكثر من هرطقة بن يحيى وزهراء والمعطري والبيض وغيرهم من فكاكين الارتباط! الذي سبق وأعلن البيض عن فكه في 21مايو1994م وبعدين راح ينام نومة آل الكهف وقام عام 2009م بعد خراب مالطا! وقسماً بالله إنني أكن لك كل الود والاحترام عن جد مهما كانت رؤيتك وحججك وكتاباتك عموماً! ومنذ زمن وحتى اللحظة! أنا كتبت عن الشاطر وأنا في صنعاء 2008م وقلت إنه لم يسلم من عسفك وأذاك وقمعك الجنوبيين وحدهم وبل وطال نبلاء الشمال أمثال الأستاذ عبدالحبيب سالم والربادي والمطري ومنير الماوري وعبدالملك المثيل ومحمد الصلوي! هذا للعلم ولم أخف منه ومن أساليبه وأنت تعرف عنها الكثير! لهذا انزع من رأسك أنني أقصد التعريض بك، حاشا الله ! ولكن أنت تعرضت في مقالك للجرحى وتحديك للبيض بمعالجتهم وأنا في سياق الحديث أشرت إلى تجاهلك مواساتهم أقصد جرحى 13يناير 2012م؛ لأنه أعقب الحدث نشره بيومين! ليس إلا.
وكل ما أتمنى منك أن نحافظ على ما يمكن أن يسهم في إعادة التآخي والود والمحبة بين أبناء اليمن قدر الإمكان، وأن نبحث كثيراً في قواسم الالتقاء مش الافتراق، وإلا أنت بنفسك لمست ردي كان ودياً ومهذباً ونقداً أخوياً ! وانتقدني بعض الشطاحين المتطرفين في رسائلهم وبعض تعليقاتهم ليش قلت إنني أكن لك الود والاحترام ! وأنت أيضاً لمست الردود العنترية التي تذكرني ببيانات الحرب عام 94م بين مطبخ الشاطر وبورجي من صنعاء، والحبيشي والصوفي من عدن التي دمرت النفسية الوحدوية منذ وقت مبكر ! لك كامل احترامي وتأكيدي لك إنني لا أقصد أن أتصيدك أو التعريض بك ! لكن مقالك أمس عن الولايات والمخاليف إلخ أعجبني كثيراً وأبدعت فيه جداً جداً. وحلوة جداً أنه ما فيش معك بنات ثلاث! ولكن برضه اطمئن ماعانطلبكش تهجر أيش با نقول في العيش والملح مع قبيلتك وأصحابك! لكم كامل الود والاحترام.
علي منصور أحمد.
النموذج الثاني: رسالة إلكترونية من الأخ محسن راجح أبو لحوم - القنصل العام السابق للجمهورية اليمنية في واشنطن - الذي أعلن انضمامه للثورة الشبابية بعد مذبحة جمعة الكرامة يقول فيها:
الأخ العزيز الصحفى القدير والكاتب المبدع في المواضيع المتعلقة باليمن بصفة عامة وخاصة موضوع الفيدرالية والأقاليم المتعددة والذي يعتبر انعكاساً لما تم طرحه في وثيقة العهد والاتفاق التي تم توقيعها في العاصمة الأردنية سنة 1994.
أخي العزيز الكتابة والاهتمام بجميع محافظات الجمهورية هو في حقيقة الأمر إحساس ابن اليمن الأصيل الذي يجسد الانتماء الوطني الخالص... وطرح هذا الموضوع بعيداً عن الأهواء الشخصية والغايات الضيقة والمحصورة بمنطقة معيبة شيء محمود ومشكور.. ويجب الالتفاف حوله من جميع الشرائح اليمنية سواء كانوا في الداخل أو الخارج، آمل أن تخرج البلاد من المحنة التي ألمت بها بسلام ودون الانزلاق في مستنقع الصراعات التي يحاك لها.. ويُراد لليمن الوقوع فيها وبالذات من أصحاب الأيادي الخفية التي أصبحت الآن لا همّ لها إلا أن تنبش في إيقاض الفتنة وإشعال فتيل الصراع العقائدي والطائفي المدمر الممقوت والخطير والمدمر.. والذي لاشك فيه سوف يقود عملهم هذا إلى تمزيق اليمن ونشر قلاقل وكوارث صراع هذا التمزق لكل المنطقة والدول المجاورة. ولك مني خالص الشكر والتقدير.. أخوك/محسن راجح أبو لحوم.
النموذج الثالث: وصلني عبر البريد الإلكتروني من أحد الأصدقاء - نقلاً عن موقع هنا المكلا - كتبه الأستاذ/ أنس علي باحنان تحت عنوان “الماوري الحضرمي” جاء فيه:
أقصد به الأخ الكاتب الأستاذ منير الماوري وقلت عنه الحضرمي طبعاً بعد أن أستسمحه عذراً وإلا فهو ماوري ويعتز بماوريته كما أعتز بحضرميتي, أما نسبتي إياه لحضرموت لأني وجدت في أحد مقالاته إنصافاً لحضرموت وتعبيراً صادقاً عن همومها وتطلعاتها بطريقة ربما يعجز الكثير من الحضارم عن أن يأتوا بمثلها, وأكثر ما أثار إعجابي وأثلج صدري قوله : (إنه ليخجل عن أن يطلق على حضرموت اسم محافظة).
دعونا نقف عند فقرة مما قاله الأخ / منير الماوري في حق حضرموت في مقاله الموسوم ب “الوحدة القسرية عرفها الجنوب قبل 1990” وهي فقرة في غاية الروعة والحسن والإنصاف والجمال حيث يقول : ( إنهم يهربون - أي أبناء المحافظات الجنوبية - من وحدة قسرية قائمة إلى وحدة قسرية سابقة؛ لأن الشطر الذين يريدون فك ارتباطه بنا لم يكن سوى كيان ناتج عن وحدة قسرية مازال هناك من يرفضها أو يشكو من أسلوب تحقيقها)، هذه هي الحقيقة بعينها التي يتجاهلها دعاة الجنوبية فعندما تقول لهم: أنتم تريدون الانفصال عن شمال اليمن ونحن نريد فصل حضرموت عن شمال اليمن وجنوبه فيقولون لك انته عميل ومتآمر ورجعي إلى آخره من الكلمات الساقطة والمبتذلة والتي كثير ما سمعناها وتحملناها منهم، والتي للأسف لا تعبر إلا عن عقلية أصحابها والذين اعتادوا على الدكتاتورية وإقصاء الآخرين.
ومن المؤسف حتى البيض الحضرمي هو الآخر يطالب بانفصال الجنوب عن الشمال لا انفصال حضرموت عن الاثنين, وكذلك العطاس الحضرمي الذي يدعو إلى الفيدرالية فهو ينادي بفيدرالية بين إقليمين شمالي وجنوبي لا فيدرالية بين حضرموت واليمن مثلاً، وهي أقرب للمنطق والعقل والتاريخ، ولكن هذا طبعهم ما هو حلال لهم حرام على غيرهم, نعم صدقت وأصبت عين الحقيقة يا أخي الماوري حينما قلت: (إن ما يمطرونا به هؤلاء القوم ليل نهار من بكاء هو بكاء على مساحة ضائعة ليست لهم، وثروات منهوبة ليست ثرواتهم).
فهذه الفقرة التي حبينا أن نقف عندها من مقال الأخ منير الماوري، والذي وعد في نهايته بحلقة أخرى استكمالاً للموضوع، والتي نتمنى أن يكون فيها أكثر إنصافاً لحضرموت وتعبيراً صادقاً عن مشاعر أهلها دون استعلاء أو استعداء للآخرين، وهو الشعار الذي يرفعه قادة الفكر والسياسة والأدب من الحضارمة المتنورين لا الحضارم الهمج والتبع الذين يريدون أن يسيّروا الناس وكأنهم قطيع من الأغنام والأنعام لا تفقه ولا تعقل، ولكن حضرموت اليوم قالت كلمتها: كفى مهانة وكفى إذلالاً، نصر الله الحق وأهله وخذل الله الباطل وأعوانه.

زر الذهاب إلى الأعلى