[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أهل الكهف في صنعاء!

كنت أحد الزائرين لمعرض الكتاب الأخير في أكسبو صنعاء وقد ذهب معي أحد الأكاديميين ولاحظت أن هناك إقبالا شعبيا كبيرا وزحاما شديداً على موقف السيارات حتى أن سائق السيارة بعد أن لف ودار عدة مرات باحثا عن موقف قال مازحا: صورة الشعب قدوه مثقف وإحنا مالناش علم بس مثقفين وما يطبقوش!!

وحدث لنا في معرض الكتاب موقف طريفا وله دلالاته فأثناء مرورنا بأحد دور الكتب المصرية ألح البائع علينا بالشراء فلم نشتري فأخذ أحد كتب الطبخ وعرضها على صاحبنا الأكاديمي فلم ينظر لها فأخذ كتابا عن التجميل وقال لصاحبنا مرغبا له بالشراء : هذا كتاب تجميل ما حصلش حيخلي مراتك أجمل من هيفاء وهبي

فالتفت صاحبنا مستغربا وسأله: من هذه هيفاء وهبي؟
عندها صعق البائع ونظر نحوي وصاح مستغربا: والنبي صاحبك ده ما يعرفش هيفاء وهبي؟!!
قلت له مازحاً: هو يعرفها بس يمزح معاك؟
فصاح صاحبنا: والله ما أعرفها ولا قد سمعت بها ليش تكذب عليه؟‍!

حينها جن جنون صاحبنا المصري وصاح بأعلى صوته : ألحقونا ياناس ياعالم أحضرونا يا خلق الله حد ما يعرفش هيفاء وهبي في زمن ده إحنا فين؟!! إحنا في كوكب تاني هي الدنيا جرى لها إيه القيامة حتقوم القيامة حتقوم بكره والله؟!!

وعملها صاحبنا المصري هليلة وزيطة ولم علينا الناس لأن صاحبنا ما يعرفش هيفاء وهبي وهي الحقيقة فالرجل شبه معزول عن العالم وغارق في كتبه وأبحاثه وحياته كلها من البيت للجامعة ومن الجامعة للبيت لا يشاهد التلفاز ولا يقرأ الصحف ولم يسمع في حياته بهيفاء ولا بنانسي ولا بشيء من عالم الفن والسياسة وغيرها وهو يرى أن هذه شواغل دنيوية لا جدوى منها.

تجمع الناس حولنا متعجبين فقال المصري : هيفاء وهبي حسناء العرب ما سمعتش بها يا راجل حرام عليك أنت عايش فين؟!!

قال صاحبنا: خنساء العرب التي رثت أخوها صخر سمعت بها هذه مشهورة
صاح الشاب المصري : بقولك هيفاء تقولي خنساء مين الخنساء دي؟!

بعدها فوجئت بالشاب المصري يسكت عن الصياح ويتقدم ويقبل رأس صاحبنا ويعتذر له ويخرج كاميرا ديجيتال ويقف بجوار صاحبنا الأكاديمي ويعطيني الكاميرا طالبا أن أصوره فالتقطت لهما صورة وبعدها سأل الشاب المصري صاحبنا بلطف وخفة : هم الثمانية الباقيين فين وكمان الكلب وديتوه فين؟!!

رد صاحبنا مستغرباً: إيش من كلب وإيش من ثمانية؟!!
فأجابه : الثمانية أصحابك والكلب مش أنتو أصحاب الكهف وطلعتوا تاني !!
وإلا أنت جاي من المشتري ما تشتري حاجة من عندنا مادام انت جاي من المشتري؟!!

وقد عدت من معرض الكتاب وأنا أفكر في هذا الوضع الذي أوجده لنا الإعلام الذي أنحرف عن وظيفته الأساسية فبدلاً من التوعية والتثقيف والترفيه الهادف وإيصال رسالة جادة جعل من المطربين والممثلين ولاعبين كرة القدم نجوم المجتمع وجعل من لا يعرفهم شخصا غريبا كأنه قادم كوكب آخر.!!

زر الذهاب إلى الأعلى