[esi views ttl="1"]

الأقصى أم الدعوات المنتنة

عندما جاء الإسلام لينقذ العالم ويشرف الله العرب بحمل الرسالة رباهم الرسول صلى الله عليه وسلم على مبدأ { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } ويرفض العصبية والانتماء لغير الدين وأن القبلية والأنساب للتعارف فقط.

ولذا فإن أبو جهل وأبو لهب من أهل النار وهم قرشيون، وسلمان وبلال وصهيب من أهل الجنة.

فربى الرسول أصحابه ومن دخلوا بالإسلام أن قوتهم وعزهم بالإسلام كما قال سيدنا عمر رضي الله عمر. ونحن اليوم نعاني ما يهدد كيان ودور أهل هذه الأمة الحضاري ورسالتها الإنسانية. إن ما يجري من دعوات العصبية العرقية والطائفية والمناطقية هي مقدمة الحروب الأهلية وهو ما مرت به أوروبا سنوات توصلت أخيراً للتعامل وفق معايير جديدة وتجاوزتها عدة أمم كالهند التي بها تعددية كبيرة لأن الحروب العرقية تؤدي للدمار، فقد هلك في رواندا مليون شخص. ونحن اليوم نواجه أخطار بقاء أو غير ذلك، لنعتبر قبل صلاح الدين كيف كنا دويلات وغزانا الصليبيون وأخذوا القدس وحررها صلاح الدين باسم الإسلام أصلح نفسه ولم يبتسم نور الدين زنكي لأن الأراضي محتلة، ونصر الله الإسلام بعد دويلات أدت إلى دخول التتار والمجازر الجماعية وسخر الله لدينه مملوك اسمه قطز هزمهم بعين جالوت. واستعمرنا الغرب بعد سقوط الدولة العثمانية لنفس الحالة.

واليوم نشاهد ما يجري في ليبيا واليمن والدعوات القبلية وتمزيق العراق ودعوات تقسيمه وما جرى في السودان وانفصال الجنوب عبرة ودرس وأحداث الصومال في نفس المنوال. والآن نجد اليمن تفوح منه روائح منتنة باسم الجنوب والشمال والزيدية والشافعية ويقف وراء ذلك جهات معروفة أحزاب وقيادات تريد السلطة والحكم على حساب الناس ولا يهمها إلا الوصول للحكم. إن المجموعات اليسارية والليبرالية المتعصبة وبقايا الشيوعيين لجأت إلى هذه الأساليب الفاشلة واستخدمت العسكريين ومقدرات الدولة لهذه الأشياء بل وصل الأمر بهم لاستخدام الجماعات الإرهابية لتحقيق أهدافهم.

الأمة اليوم على أبواب الخطر الداهم من هذه الفتنة وللأسف أن القدس اليوم تعاني من حرب وتغيير واعتداء على المسجد الأقصى بنية تقسيمه تمهيداً للهيكل إضافة إلى الإرهاب ضد الشعب الفلسطيني والحصار وإثارة الانقسام في الفلسطينيين تمهيداً لفرض الأمر الواقع، وهناك مشروع الوطن البديل والعرب يتقاتلوا فيما بينهم لمشاريع صغيرة.

لا مجال للمصالحة حسبما يقول الجميع الكل يريد الحرب وفرض الأجندات بقوة وضرب البنى التحتية وضرب الاقتصاد وتدمير الإنسان وتدمير أحلام وآمال الأمة وترك الشباب وبث الكراهية. اليوم تصرح إسرائيل بأنها في أمان فسوريا تحتاج لسنوات لتعود إلى حالها وكذلك بقية الدول.

لذا لم يعد يهم الغرب اليوم ذهاب الأسد أو بقاءه. لقد تحقق الهدف، ولذا فإن هذه الدول الكبرى لم تعد تهتم بإنهاء الأوضاع لأنها تحقق أهدافها. لقد دمروا العراق وقدراته وليبيا وكذلك تم جر مصر لمعارك استنزافية وكذلك الخليج في الملف اليمني والبحريني ولم يدرك العرب أن هناك ثلاث جهات متحالفة هم إسرائيل وإيران والغرب لتحقيق مصالح تقوم على صراع ذي جوانب مختلفة تبدأ بالتاريخ والعقيدة والحروب التاريخية وتمر عبر المصالح الاقتصادية للشركات التي لها مراكز الضغط والقرار وتنتهي بمصلحة استقرار وتفوض إسرائيل وهيمنتها وجعل الأردن موطن الدولة الفلسطينية وإعادة بناء الهيكل لموسى وجنوب التاريخ اليهودي. ولذا نجد التلاقي بين أوهام وأحلام الإمبراطورية الفارسية ودولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، فلا نستغرب أن نجد علي أكبر ولايتي الذي يقدم مشاريع وبرامج لمصلحة إسرائيل بإثارة الفتن والحروب ومعه ظريف ومن فوقهم خامئني وروحاني ورفسنجاني وهكذا. إضافة إلى مشروع نيتنياهو وليبرمان وبيريز وليفين. كل هذا يسير في اتجاه واحد وللأسف نجد العرب لم يستيقظوا ولا يريدوا أن يشخصوا المشكلة والخطر. وما حصل في الكويت من الخلية درس لنا أن نستفيد من تجربة إيران نفسها وقبلها الهند.

فمتى كنا أقوياء بالوحدة في ظل المبادئ التي جاء بها نبينا صلى الله عليه وسلم وأقصد ما جاء به أصحابه وأتباعه وليس الأدعياء الذين صنعوهم لأهدافهم وهم من رواد السجون والمخدرات والفاشلين وأصحاب العقد النفسية بهدف ضرب الإسلام وخطة لمنع انتشاره لم تحظى باهتمام ودراسة الإعلام والباحثين. نحن بحاجة لمعرفة هذه الحقائق. ثم لابد أن نكون أقوياء اقتصادياً وعسكرياً ونفرض وجودنا. فعندما نكون كذلك ونملك قوة اقتصادية وقوة عسكرية ونووية يبد عقلاء وليس بيد مجانين وولائهم لأمتهم لا لأشخاص ولا يوالوا علي عبد الله صالح ولا الأسد ولا القذافي ولا صدام سابقاً يقودوا الأمة لمغامرات خاسرة. وننشر التعليم ونحارب الفقر ونعتمد على أنفسنا ونقبل بالتعايش ونعتز بهويتنا ونوجه شبابنا ونصلح ذات البين ونراجع خسائرنا وأسبابها وتكالب الأمم علينا عندها سيحترمنا الآخرون فالغرب لا يعرف العواطف وإنما يعرف القوة والمصالح فمتى يظهر في الأمة رجال عندهم غيرة ووطنية ورسالة يحملونها لحضارة أمتهم ويعتزوا بهويتهم ونعمل كفريق نستفيد من تجارب الآخرين عندها سنسير في الطريق الصحيح. وأما العنصريات والمناطقيات والطائفية فهي الدمار والهلاك ونهاية الأمم وأن الحل بما جاء به رسولنا وليس الساسة والقادة وأصحاب المصالح ممن يريدوا التسلق والحصول على مكاسب على دماء وأعراض واقتصاد ومعيشة واستقرار الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى