[esi views ttl="1"]

أزمة الغرور في اليمن

يعاني الحوثيون من مشكلة كبيرة وهي طريقة تفكيرهم المتميزة بعدم استخدام عقولهم ليروا ما حولهم. لقد أصيب هؤلاء الشباب الصغار الذين لا خبرة لهم، وتسيرهم جهات داخلية وخارجية لتدمير بلادهم.

استخدمهم المجلس الشيعي وآل حميد الدين وآل الوزير ليكونوا جسراً لهم لعودة حكم شيعي تتنازعه ثلاث جهات من آل حميد الدين وآل الوزير وغيرهم.

وتستخدمهم إيران لأغراضها السياسية لتنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة، ويستخدمهم علي عبد الله صالح لايصال ابنه إلى الحكم ولو على جماجم اليمن، واستخدمهم عبد ربه ليخلو له الجو. وهكذا دواليك.

وضع الحوثيون أنفسهم في موقع حرج لا يدركونه، وأصبحوا يمارسوا الإرهاب والقمع الشيوعي البشع وحال الحوثيين أن يظهروا أنهم لجان شعبية و ...الخ، وأرادوا أن يفرضوا أنفسهم بالقوة.

هؤلاء أصابهم الغرور عندما وجدوا رجالات الأحزاب والدولة تنشد رضاهم، فأصابهم الغرور وظنوا أنهم قوة لأن عبد الملك الحوثي وآل العماد الذين هم ليسوا عربا أصلا، فضلا عن أنهم من آل البيت، وكذلك بقايا المهاجرين المسمين بآل البخيتي وبقايا الإيرانيين في صعده منذ زمن من هؤلاء لا ولاء لهم لليمن، ولذا لا يهمهم مستقبل البلاد والشعب.

يهدد هؤلاء القبائل والقادة ويريدون حرية وديمقراطية مضحكة وهي أن تكون بأمرهم هم، فهو لا يحترم الاتفاقيات ولا يحترم العهود وينقض الوعود، وسبحان الله يتشابهوا مع إسرائيل بل أسوأ من ذلك بكثير، وأظهر بشاعة وفظاعة، فهو يريد الشراكة بشرط أن يكونوا تحت أمره، وأن يؤمنوا بأفكاره المتخلفة التي نبذها الشعب اليمني والتي تقوم على النرجسية والسامية التي تقول نحن أبناء الله وأحباؤه>

المشكلة هذه المجموعات أنها ترى نفسها وفق ثقافة خبيثة للحكام وأصحاب المصالح أيام الإمامة أنهم أفضل الخلق وأن الناس خلقوا عبيدا لهم وهم يفكروا بنفس بروتوكولات حكماء صهيون.

وحاولت الأحزاب أن تنقذ البلاد من حرب أهلية وذهبت إلى صعده بما فيها الإصلاح على الرغم من التفاوت في مستوى المعرفة والعلم والخبرة، فرجل مثل الأرياني وخبرته، وكذلك عدد من قادة الأحزاب والمشايخ، إلا أن ذلك زاد غرور الرجل ووجد أن الرئيس السابق والحالي ومن معهم يسترضونه، وهذا أصابه بالكبر والغرور.

وهو يعرف قبل الجميع أنه لو لا علي عبد الله صالح، ومحمد ناصر وأحمد علي وتسليمهم السلاح والجيش له لأغراض بعيدة، ما حصل على شيء، وهو يعرف أن الذي يستولي بثياب قبلية هم الحرس الجمهوري والقوات المختلفة التي يدفع لها الرئيس السابق أموال باهظة. أساء الحوثي ومن معه لأنفسهم وفقدوا محبة الناس وأصبحوا مكروهين، لأنهم لو كانوا يؤمنوا بالإسلام ما نسفوا المساجد ومدارس تحفيظ القرآن، وما أحرقوا المصاحف وأهانوا العلماء وأئمة المساجد.

ولو كانوا عربا وقبائل ما اعتدوا على البيوت والنساء وانتهكوا حريات الناس وانتهكوا الحرمات، فهذا غير معهود بين الناس. لقد مارسوا أبشع الجرائم بحق الإنسانية، فقد آن الأوان للناس أن يستمر في توثيق هذه الجرائم والبيوت والممتلكات الشخصية للمحاكم الجنائية الدولية.

وما غرور هذا الرجل محاولة فرض إيران وحزب الله على الشعب اليمني، وهما المعروفين بجرائمهم ضد الإنسانية والمسلمين، وبالأخص في سوريا والعراق بما يخدم مصالح إسرائيل وإبعاد الناس عنها وجرائمها.

وأما حملات الحوثي وتهديداته لدول الخليج، فهو أمر مضحك وفيه سذاجة سياسية لأن إيران التي تدفعه لهذا الموقف وحسن نصر الله الذي يلقنه هذه الخطابات عن طريق خبراء قد أوقعه في ورطه وما زال، فهناك فرق بين السعودية ودول الخليج من ناحية وإيران من ناحية أخرى.

أما كلامه عن الجارة الشقيقة الكبرى التي وقفت مع اليمن وساعدت اليمن بالطرق والمستشفيات والمدارس ودعمت ميزانية الدولة، وفتحت أبوابها لأهل اليمن وأكرمتهم، وتثبت الوثائق الغربية في أرشيفها دفاع قادة هذه البلاد عن اليمن وأهلها بالدليل والرهان.

وهذه البلاد المباركة التي شرفها الله بخدمة الإسلام هي التي تقدم الإغاثة لليمن وتقدم الإغاثات للكوارث وللمحتاجين في العالم الإسلامي، وللفقراء وتدعم برامج التنمية في كل دول العالم الإسلامي، وتدافع عن المقدسات، وعن الشعب الفلسطيني، ويشهد الجميع بذلك على حليفته إيران التي تصدر الموت لليمن والعراق وسوريا، واضرت بقضية فلسطين وأثارت النعرات الطائفية والعراقية، وتحتل أرض عربية هي العراق وترسل الأسلحة والقتل والموت للمسلمين ومنذ قيام ثورة إيران لم نرى إلا الإرهاب والجماعات الإرهابية بكل مكان وليس ما يزعمه هؤلاء باتهام خصومهم بالدواعش، وهم يعرفون جيداً من صنع الدواعش لضرب العشائر السنية ولتغيير التركيبة الاجتماعية للعراق وكل شيء مكشوف ومعروف علاقة إيران والحوثيين بالغرب والأمر انفضح.

ولكن المؤلم أن الحوثي لم يحفظ هو وأمثاله الجميل للمملكة التي أكرمتهم واستضافتهم، وفتحت أبوابها لهم أيام الحرب في سبتمبر، والآن الكثير منهم يعيشوا في الغرب ولهم شركات، ولكن للأسف لم يحفظوا ذلك وتنكروا مما يدل على أنهم لا علاقة لهم بآل البيت الكرام الذين يردوا الجميل والكرم بأحسن منه، وليس بالكره، كما تفعل الضبع والذئاب والثعابين والطبع غلب التطبع.

ماذا قدمت إيران لليمن وماذا قدم الحوثي لشعب اليمن سوى القمع والقتل والسجون والتعذيب والجرائم بحق الإنسانية والعدوان وفرض التخلف والجهل من أناس خارج الحياة البشرية، مليئين بالحق وثقافة الكراهية وأسوأ من أيام الشيوعية.

هذا نظامهم. اليمن اليوم عرفت ذلك واستخدام الجيش وشراء فقرهم لتدمير أمن اليمن واستقرار البلاد وتمزيقها لطوائف والغريب أنه يتهم الآخرين بذلك وهو يعرف أن الناس لم يعودوا أغبياء.

من الذي دمر دماج ومن الذي دمر المساجد ومدارس تحفيظ القرآن وأحرق المصاحف وسجن واختطف الدعاة وأساء لهم، وأرادوا أن يكمموا أفواههم.

للحوثي أخطاء كثيرة في حساباته، فاليمن ليس لبنان وأخطأت إيران في حساباتها، لقد نشرت الكره والعداء لها في اليمن بعد سوريا والعراق، أصبحت دولة مكروهة أشد من إسرائيل لا يوجد في العالم الإسلامي من يحب أو يثني على الحوثيين، ولا شك أن الجيش والحرس الجمهوري والأمن الذين باعوا البلاد ومكنوا هؤلاء قد ارتكبوا جريمة لا تغتفر بحق الشعب اليمني.

زر الذهاب إلى الأعلى