[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

الفندم عبدالرزاق المؤيد

مدير الأمن في العاصمة قيادي حوثي كما يظهر في سلوكه. نحن إزاء "كائن متحول"، تارة يطلع علينا ببزة الأمن، وتارة أخرى بهيئة قيادي منتم لجماعة الحوثيين.
لكننا لسنا موضوعا لفيلم خيال علمي.
العاصمة يقطنها 3.5 مليون يمنيا. وهي كبرى المدن اليمنية حاليا. وفيها ينصهر اليمنيون جميعا في حاراتها وأزقتها. ومن الجنون أن يتولى رجل متعصب لجماعة دينية مسؤولية تأمين مواطنيه في حياتهم وامنهم ورزقهم وحركتهم.
ما يجري منذ ايام هو أن اليمنيين يختبرون قمعا من طراز جديد.
المقموع هو نفسه؛ شباب اليمن الذين يخرجون إلى الشوارع طلبا للمستقبل واستنقاذا للوعد في دولة مواطنين.
القامع مختلف هذه المرة. ففي 2011 كان الرئيس السابق يرسل قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري و(الفرقة الضالة) لقمع المتظاهرين. وعندما لم ينجز هؤلاء المهمة أخرج مسلحين موالين له من بعض مناطق العاصمة والقبائل القريبة والبعيدة، لإرهاب المتظاهرين وقتلهم مع اخلاء مسؤولية الدولة. كان النموذج المصري ماثلا أمام عينيه على الدوام (معركة الجمل!).
***
الفندم عبدالرزاق المؤيد لا يتبع منهج رؤسائه السابقين. لكنه وقد حظي بمباركة من الأحزاب وبقبول حماسي من أمين العاصمة (الأمين الذي لا يقول لا للحوثيين وليس له رأي في مدير امن العاصمة التي يقودها)، يرتكب الفظاعات إذ يسمح للمجاهدين الحوثيين بالسيطرة على القرار الأمني وعلى حركة السكان في العاصمة من دون أن يرف له طرف أو يرتجف ضمير!
***
من المخزي هذا التعامي عن سلوك هذا الرجل الذي يتسبب الآن في فتنة بالعاصمة.
البلد سينحدر إلى "عنف مستدام" إذا سُمح لهذا الرجل بالتمادي في خرق واجباته وتلطيخ شرف الأمن بالوحل الميليشوي.
لا أحد يعرف لمن يخضع هذا المسؤول الأمني الآن.
ما استطيع توكيده هو أن أمين العاصمة لا يحرك ساكنا لكبح جماح هذا "الأمني" الجهادي.
لقد ارتكب الرئيس هادي خطيئىة كبرى بحق سكان صنعاء عندما أذعن لمطلب الحوثيين بتعيين مدير أمن للعاصمة منهم.
والآن فإن صنعاء تكتوي مجددا بنيران الفتنة والبلطجة.
من يحب "السعيدة"، ويعتز بهويتها ويرفض تقسيمها وتفكيك دولتها، عليه أن يساهم، فورا، في التصدي لهذا التطرف الذي خرج على الصنعائيين بالزي النظامي!
من يحب اليمن عليه ان يسهم في كبح جماح الفاشية الدينية التي تجتاح العاصمة.

زر الذهاب إلى الأعلى