[esi views ttl="1"]

اليمن وفرنسا وجمال جبران

صرخة الكاتب الصحفي اليمني »جمال جبران» موجعة جداً..موجعة لأنها حقيقية، فالعالم بأكمله،حتي العالم العربي انشغل بحادث »شارلي ايبدو» ومقتل 12 فرنسياً، بينما لم يلتفت أحد للضحايا اليمنيين، والذي تجاوز عددهم 60 ضحية، في العملية الانتحارية الارهابية، والتي استخدمت فيها سيارة مفخخة لاستهداف مجموعة من طلبة الشرطة..مات اليمنيون دون أن ينتبه أحد،أو يهتم أحد..ربما قام أحدهم بالشجب أو الإدانة، بينما تظاهر مئات الآلاف في باريس وحدها احتجاجا علي مقتل 12 صحفياً فرنسياً، عشرات البيانات وآلاف التوقيعات من كل أنحاء العالم،والرئيس الفرنسي يطالب الفرنسيين بالتظاهر والاحتجاج، ربما الأسباب أكثر صخبا، فالصحيفة الفرنسية »شارلي ايبدو» والتي سبق لها نشر رسومات تسيء إلي الرسول في 2006 و2011و2013 نشرت هذا الأسبوع صورة ساخرة »لأبوبكر البغدادي» زعيم داعش، وهذا هو السبب الأول وراء استهداف محرريها.

لكن في اليمن ليس ثمه أسباب للموت، الموت علي الطرقات، ولا وقت للبكاء ولا للعزاء ولا حتي للتعاطف.. لم يعد تصنيف العالم يكفينا،عالم ثالث، أو عالم ثان، لقد خرجنا تماما من العالم، لم نعد نعني أحداً، ولا حتي أنفسنا!.

يكتب جمال جبران (سقط نحو 12 قتيلا في فرنسا، والعالم يتكلم عنهم..كل العالم مشغول عليهم وبشأنهم.. وفي نفس الوقت سقط أكثر من 60 ضحية في عملية انتحارية قصدت تجمعاً لطلبة أمام كلية الشرطة في صنعاء، جوار مقر جريدة الحزب الاشتراكي، لكن لا أحد يتكلم عن ضحايا اليمن، هؤلاء خارج المكان والحياة والاهتمام،هؤلاء خارج الحسبة، مجرد هوام وهوامش لا تستحق إقامة في متن، ولهذا تبدو الحياة كثيرة علي اليمنيين.. الحياة أكبر منهم وأغلي.. هم خلقوا للموت وهذا مصيرهم الواجب، كأن الموت خلق من أجل أهل اليمن، وهدية خاصة لهم، كأن الموت جاء من أجلهم حصرياً، ولا خبر عاجل يتبع المصير الذي أقاموا فيه).

زر الذهاب إلى الأعلى