[esi views ttl="1"]

اليمن.. خطأ حصر المشكلة

يشعر المتابع بالاستغراب لما يجري في اليمن والمخاطر التي تجري. فتصميم اليمنيين على ‏حصر القضية في الحوثيين أمر غير معقول ولا مقبول لأن صناعة الحوثيين في الإعلام ‏اليمني ومن ورائه الإعلام العربي في أن المعركة هي مع الحوثيين الذين أصبحوا سوبرمان ‏وجرندايزر وعتر بن شداد، أو تتجاهل أن إيران هي التي تحارب وتحتل اليمن وأن اليمن ‏يسير نحو حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله، لأن إيران تريد حرب إقليمية يحاول العرب ‏تلافيها لأن إسرائيل والغرب يقفان وراء هذا المخطط، والذي يسير في اتجاهات متعددة أهمها ‏تغيير هوية اليمن المذهبية وإلغاء السنة وتشييع اليمن بالقوة والذي تضمن المساجد وتفجيرها ‏وتفجير مدارس تحفيظ القرآن والذي يعني حرب طائفية طاحنة.‏

‏ ولا شك أن دخول الجيش والأمن طرفاً في هذه الحرب بأموال إيرانية وبدعم من الدولة ‏وحزب المؤتمر. فهذه القوة فاجأت القوى المختلفة التي سلمت للقوة والتي تستعد بلا شك لإعداد ‏نفسها، والأيام حبلى بأحداث لا يعلم مداها إلى الله.‏

‏ وللأسف إن أخطر ما في الأحداث هو تجاهل دور إيران. ومن المضحك أن يتحدث البعض ‏عن إمكانية إيران وتصويرهم أن أسعار النفط والأوضاع الاقتصادية الإيرانية ويتجاهلون أن ‏الأموال هي من نفط العراق الذي يمول مخططات وحروب إيران على حساب شعب العراق. ‏

الخبراء اللبنانيون والإيرانيون قرروا تجربة مع الأحزاب، فالمشترك أصبح بيد إيران بعد ‏المؤتمر، وكان الإصلاح يتردد سابقاً، ولكن أخيراً تم ترويضه وما جرى من مباحثات غير ‏معلنة وتخليه عن القبائل وسكوته عن تدمير مدارس تحفيظ القرآن. الإصلاح اليوم تخلى عن ‏الدفاع عن كتاب الله وبيوت الله تحت حجة أنه ليس أبوفاس وتحت حجة أنه يراد له أن ينجر ‏لحرب استنزافية و.... الخ. وكأن المطلوب أن ينزلوا للقتال في الشوارع مع عصابات إيران، ‏وهم يعرفوا جيداً أن هناك مخططاً تجاهلوه منذ سنوات وأن اليمن بحاجة لتحالف. استطاع ‏الإصلاح أن يتحالف مع خصومه الشيوعيين والبعث والناصريين ورموز إيران كحزب الحق ‏واتحاد القوى الشعبية الذين يديرون حرب اليمن اليوم بصمت من الإصلاح والضحك عليه ‏بوزارات ومحاصصات لا معنى لها، وللأسف أن الإصلاح كان أمل الأمة وترك القبائل وترك ‏الشباب ضحايا وظل يتفرج عليهم ولا يدري هؤلاء أنهم أول من سيدفع الثمن..‏

‏ للأسف ظنوا حسبما خدعهم شركاؤهم وأعداء الأمة أن الحوار مع الحوثيين سيوصلهم إلى ‏بر الأمان لم يتحاورا مع سادة الحوثيين وقادتهم الذين هم معهم في اللقاء المشترك وذهبوا إلى ‏أطفال صعدة وهذه نكسة كبيرة ضربتهم في الصميم. للأسف اليمن اليوم لا قادة له ولا رجال ‏صدقوا ما عاهدوا الله عليه.‏

انعدمت الأخلاق والنخوة العربية والإسلامية.. تدمير البيوت ونسف المساجد ومدارس تحفيظ ‏القرآن، ويتم الاعتداء على الدولة وتغيير الجيش والأمن وإلغاء الهوية الإسلامية لليمن . إنها ‏حرب على الإسلام ولا نقاش في ذلك مهما حاول من حاول أن يغالط أو يزيف أو يزور. ‏فإسرائيل لا تجرؤ على مدارس تحفيظ القرآن ولا على إحراق المصاحف ولكن للأسف ما ‏يجري أشد من إسرائيل ومع ذلك يغالط قادة الأحزاب ومنهم الإصلاح، الشعب اليمني بأن ‏هناك حوار و...الخ لأنهم يريدوا شهادة حسن سيرة وسلوك من الغرب ومن ابن عمر الذي ‏صمت وهو يرى ... والدولة والقضاء عليها ولقد كافأ الغرب الإصلاح برفض التأشيرة لأحد ‏قادته وهذه رسالة يجب قراءتها جيداً.‏

اليمنيون اليوم شغلهم الإعلام اليمني بسبب الرئيس السابق بكلمة عفاش فقط وكلام لا معنى ‏له. ولم يتحدثوا عن الحرس الجمهوري والجيش الذي حركه وباعه الرئيس السابق للحوثيين ‏وإيران وهاجموا الرئيس الحالي ونسوا تخليه عن الدولة، وتجاهلوا أن إيران حولت اليمن ‏ولاية إيرانية وتحدثوا عن الانفصال ونسوا أن هناك حرب أهلية قادمة وأن هناك قوة اسمها ‏أنصار الشريعة تقتل الجنود والضباط وتصفي الجيش وستصفي الحراك بلعبة إيرانية وقادة ‏الحراك فهم رجالها وسيبيعون أصحابهم الذين يجمعونهم في الميادين لأن إيران والغرب ‏يريدوا الجنوب منطقة حرب أهلية ولتصدير الإرهاب. أين الحكماء.. أين العقلاء باليمن؟

اليمنيون أضاعوا شرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الإيمان يمان والحكمة يمانية. ‏فسكتوا عن إهانة كتاب الله وضر المؤسسات الدينية وبيوت الله وضرب القرآن وإخافة الناس ‏وانتهاك الأحرار والسلب والنهب وسقوط الأخلاق. للأسف ما يجري في اليمن كارثة كبرى ‏وليس هناك رجل رشيد وهذا ليس مبالغة ولا تشاؤم ولكن الواقع يعبر عن ذلك.‏

حدثوني من هي الجهة التي يركن إليها المظلومون والمنكوبون باليمن من مشايخ أو أحزاب ‏أو دولة. سقطت البلاد عسكريا وأمنياً. والأخطر مسح الهوية الفكرية والعقائد والحرب على ‏القرآن والسنة، وهو ما لم يجرؤا عليه الإسرائيليون الذين سيقدمون وسام تقدير وشكر وجائزة ‏لكل هؤلاء الذين نفذوا والذين سهلوا والذين صمتوا، وهذه الدماء والضحايا من المسئول عنهم ‏فيا ويلهم من الله. ولكن حب الدنيا والمال والجاه أعماهم جميعاً وعشاق الحق يجب أن يحيوا ‏معه وإلا فإن باطن الأرض خير من ظهرها.الإسلام والعروبة في خطر في اليمن على يد ‏إيران وحليفتها إسرائيل. فأين العرب! والأيام القادمة ستظهر الأسوأ إذا ظل الناس ينتظرون ‏حل ابن عمر. والأمم المتحدة لم تساعد فلسطين ولا سوريا ولا العراق ولا ليبيا واليمن من ‏باب أولى، والأيام حبلى ولن ينجوا أحد من الكارثة إذا صمتوا وقبلوا بها.‏

زر الذهاب إلى الأعلى