[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

دفن فرحتنا الكبرى

اتصل بي زميل يخبرني أنه يحشد أمتعته، ويجهز نفسه وأسرته، وفي القريب العاجل، يود الرحيل عن اليمن، صديقي العزيز لا علاقة له في السياسة، ولم يمل إليها يوماً.

تطورات المشهد اليمني تعصف بالسلم الاجتماعي، في نواح عدة، قوى تشعل الحرائق لتؤسس لحروب جديدة، تنهك هذا البلد وشعبه أكثر. صديقي العزيز الذي فكر بالرحيل من بلده مشهد يلخص المآلات الاجتماعية في سلمها الأدنى قبل انتشار الصراع في مساحات أوسع.

في بلدي الحبيب، ثمة من يصنع التوجس والخوف في مجالات متعددة، ليجعل المؤامرة حديث الواقع وواقع التطبيق. وكانت ثورة 11 فبراير/ شباط 2011، خارج هذه الموازين، أتت وكسرت حاجز التوجس والخوف، ونسفت عقد المؤامرة (التوريث) المدعوم إقليميا ودوليا.

يتحدث بعضهم في المتتاليات المزمنة في إدارة الوضع في اليمن، التوجس والخوف وتطور سيناريو المؤامرة إلى انقلاب عسكري، يقوم به علي عبدالله صالح والحوثيين، متغافلين السيناريو الأقوى، "شعب" ما زال يرقب عن كثب منفذي المؤامرة، ويرقُب مآلاتها، ولن يسمح بالتفريط بمكتسباته، فإذا كانوا قد حالوا دون وصول المدد الشعبي لحماية العاصمة صنعاء، مستخدمين بذلك كل ما يملكون من غطاءات، لن تكون هذه النهاية، فاليمنيون يصبرون، لكنهم لا يفقدون الأمل.

حكماء، لكنهم لا يُلدغون من جُحر مرتين. لقد شمَّ اليمنيون رائحة الربيع، ولم يتذوقوا طعمه. من ثم فإنهم ظلوا طوال سنوات ثلاث يتعلقون بوهم ربيع لم يبلغوه بعد.

زر الذهاب إلى الأعلى